الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"داعش" تنهب الريف السورى.. التنظيم يستولى على ممتلكات الرعاة والفلاحين فى الرقة.. و«قسد» تُغلق طريق سجن الصناعة تحسبًا للهجمات

قسد تستعيد حجز عناصر
"قسد" تستعيد حجز عناصر داعش العام الماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أغلقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الطريق الواصل إلى سجن الصناعة وأيضا الطريق الواصل إلى قاعدة التحالف الدولي القريبة من السجن، وذلك ضمن تدابير أمنية بعد ورود أنباء لديها عن إمكانية وقوع هجمات لخلايا التنظيم الإرهابي تستهدف سجن الصناعة، في الوقت نفسه، شنت عصابات تنظيم داعش الإرهابي عدة عمليات نهب واختطاف ضد الرعاة والفلاحين بريف الرقة السورية.
وبحسب المركز الإعلامي لـ«قسد»، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت بتقديم كل أنواع الدعم لقوات سوريا الديمقراطيّة والإدارة الذاتية لبناء منظومة عسكرية وسياسية قوية، مؤهلة لبناء سوريا جديدة خالية من أي أنواع  الإرهاب والتطرف. كما لفت المركز إلى أن إدارة العلاقات الخارجية التابعة لـ«قسد» نجحت في تسليم امرأتين و٣ أطفال لدولة السودان.
ونقلًا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التنظيم الإرهابي هاجم مجموعة من رعاة الأغنام، في وادي عبيد بريف الرقة، وقتلت واحدا منهم واختطفت آخر وسرقت نحو ١٠٠٠ رأس ماشية، بينما سرقوا نحو ٢٠٠ رأس ماشية في منطقة الخشة في بادية المسرب غربي دير الزور.
وقال المرصد، إن مجموعة من خلايا التنظيم ظهرت في الآونة الأخيرة تستوقف السيارات المحملة بالمحاصيل الزراعية وسيارات نقل الأغنام، لأخذ مبالغ مالية منهم بدعوى الزكاة أو ما يسميه التنظيم «الكُلفة السلطانية».
والكُلفة السلطانية، مصطلح بات معروفًا لدى المدنيين المعرضين لهجمات التنظيم الإرهابي التي تستهدف النهب والسرقة، وهي وسيلة لجمع المال، فلأن التنظيم يعرف أن سيطرته على المدن والقرى سقطت وأن دولته زالت، فإن دعوته لجمع الزكاة لن تكون لها وجاهة، فليس مخولًا لجباية الأموال بعد سقوط حكمه فعليًا على الأرض، وتعمل عناصر التنظيم المختفية على مراقبة المدنيين والملاك والأثرياء ليتمكن التنظيم من إرسال رسائل عبر الموبايل للأشخاص المستهدفين، يطالبهم بدفع أموال تحت اسم «الكُلفة السلطانية» وإلا يتعرض للقتل أو الخطف أو التنكيل، ما يجعل الناس تسارع في سداد ما يطلب منهم خوفا من هجمات التنظيم الإرهابي.


مخاوف من تكرار الهجوم على سجن الصناعة
في الوقت نفسه، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن إغلاق طريقي سجن الصناعة وقاعدة التحالف الدولي تحسبا لأي هجمات يجهز لها تنظيم داعش الإرهابي.
وتخشى مناطق الإدارة الذاتية للأكراد من قيام تنظيم داعش الإرهابي من تكرار هجومه على سجن الصناعة بالحسكة الذي أوقع عددًا ضخمًا من الضحايا ووضع المنطقة في اختبار حقيقي بعدما شهدت استقرارًا لمدة طويلة بعد الانتصار الكبير على التنظيم الإرهابي، ما جعل الآلاف من أبناء المنطقة للهجرة والنزوح بعيدًا خوفًا من نجاح «عملية سجن الصناعة» الأمر الذي يحرر أكثر من ٥ آلاف عنصر إرهابي مقاتل، وهو عدد مهول غير الأطفال والنساء، والذي يستطيع معه التنظيم من إعادة سيطرته على بعض المناطق مجددا وبث الرعب في نفوس أبناء المنطقة، الذين لم يتخلصوا نهائيًا من عصابات التنظيم وخلاياه التي ترسل رسائل عبر الموبايل والواتساب إلى أشخاص يهددونهم ويطالبونهم بتسديد مبالغ مالية، وعندما يستسلم الشخص المستهدف فإن خلايا التنظيم تخبره بموعد التسليم ومكانه، وإلا فإنه مُعرض في أي وقت أن تزوره العصابة الإرهابية فتسرق ممتلكاته البسيطة وتقتل أطفاله وأفرادا من عائلته.
يشدد المراقبون على دور المجتمع الدولي في دعم قوات سوريا الديمقراطية لمنع سقوط سجونها في أيد المتطرفين خاصة أنها تضم عناصر عالية الخطورة، بينما يشدد المعنيون على ضرورة تسليم رعايا الدول الأجنبية إلى بلادهم، وهو ما نجحت فيه منطقة الإدارة الذاتية جزئيا وسلمت نحو ٦ آلاف شخص لدول، وبحسب تقرير للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب فإنه خلال الأربع سنوات الأخيرة أعادت ٣٤ دولة أكثر من ٦٠٠٠ أجنبي، وإن عمليات إعادة عناصر داعش إلى أوطانهم الأصلية زادت في عام ٢٠٢٢ مع عودة أكثر من ٣١٠٠ أجنبي إلى أوطانهم منذ ١٢ ديسمبر٢٠٢٢. ومنذ أكتوبر ٢٠٢٢، أعادت ثماني دول على الأقل رعاياها : ٦٥٩ إلى العراق، و١٧ إلى أستراليا، و٤ إلى كندا، و٥٨ إلى فرنسا، و١٢ إلى ألمانيا، و٤٠ إلى هولندا، و٣٨ إلى روسيا، و٢ إلى المملكة المتحدة. وقالت إسبانيا خلال شهر نوفمبر ٢٠٢٢  إنها قررت استعادة ١٦ مواطنا من مخيم الهول.


محاصرة خلايا التنظيم الإرهابي
من حين لآخر، تطلق قوات سوريا الديمقراطية بدعم من قوات التحالف الدولي حملات تطهيرية بهدف مطاردة خلايا داعش التي تخطط باستمرار لتحرير عناصرها المحتجزة، ومهاجمة المدنيين ونهب أموالهم وممتلكاتهم.
وبحسب التحالف الدولي، فإن التنظيم الإرهابي عادة ما يقدم عناصره ليخسرها في معاركه أمام قوات قسد، لافتا إلى المعركة الكبيرة التي خسرها داعش قبل عام عندما أقدم في العام الماضي على تنفيذ خطته في مهاجمة سجن الصناعة بالحسكة، ومع مطلع العام الجاري اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من ١٥٠ إرهابيًا داعشيًا في عملية عسكرية استهدفت العناصر المختبئين الهاربين.
وبالعودة إلى تقرير المركز الأوروبي الذي حمل عنوان «تداعيات ترك عائلات داعش في مخيم الهول؟»، فإن هناك أكثر من ٤٢٤٠٠ أجنبي متهمين بصلات داعش ما زالوا متروكين من قبل بلدانهم في المعسكرات والسجون في شمال شرق سوريا على الرغم من زيادة عمليات إعادة النساء والأطفال إلى أوطانهم في الأشهر الأخيرة، وتحتجز قوات «قسد» تلك الأعداد، ومعظمهم من الأطفال، إلى جانب ٢٣٢٠٠ سوري.


جهود دولية
وكان التحالف الدولي قد ناقش في وقت سابق مع جهات محلية دعم المناطق المحررة من سيطرة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، كما بحث زيادة المساعدات الإنسانية بهدف دعم الاستقرار في المناطق المحررة، وناقش التحالف أيضا سُبل إعادة محتجزي المخيمات شمال وشرق سوريا هم وعائلاتهم إلى بلدانهم  وكان التحالف قد عزز مساعداته لمناطق شمال وشرق سوريا في منتصف ديسمبر الماضي، خاصة في ظل أزمة استمرار التهديدات العسكرية التركية للمنطقة، حيث أرسل التحالف عدة عربات عسكرية من ضمنها البرادلي إلى مناطق شمال وشرق سوريا وذلك لدعم القواعد فيها، في ظل التهـديد المستمر من قبل الهجمات العسكرية لتركيا على المنطقة.
وتحدث تقرير المركز الأوروبي حول الوضع القانوني للمنتمين إلى داعش قائلا: إن "إعادة المقاتلين الأجانب وعائلاتهم ، لا يزال موضع نقاش سياسي وقانوني حول ما إذا كانت الدول الأعضاء في الواقع ملزمة باستعادة رعاياها. تم إجراء استثناءات في بعض البلدان، في حالات الأطفال الصغار أو الأطفال الأيتام الذين أعيدوا بشكل فردي. على سبيل المثال، فرنسا، أعادت ٢٨ طفلاً منذ سقوط داعش في مارس٢٠١٩.
وتتخذ القرارات الخاصة باستعادة رعايا داعش في الغالب في كل حالة على حدة أساسًا، ولا توجد برامج وطنية مستقرة حتى الآن تحدد بشكل منهجي وتعود بنشاط إلى الاتحاد الأوروبي المواطنين من سوريا والعراق، رغم وجود بعض الإجراءات والإجراءات المعمول بها.
وفيما يتعلق بالمقاضاة، بحسب تقرير المركز الأوروبي فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تفرق بين النساء والرجال؛ النساء يتم التعامل معهم كأفراد يتمتعون بالاستقلالية. على سبيل المثال في ألمانيا، تم الاعتراف بأن المرأة هي الأخرى متورطة بجرائم داعش في الغالب أكثر ما تكون واحدة من ضحايا داعش.