السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إتفاق السعودية إيران.. والبيان المصرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فعلتها الصين ونجحت فى تسكين أزمة طالت بين السعودية وإيران.. نجحت والدب الروسى يحاول بأدواته فى أوكرانيا أن يؤسس لعالم متعدد الأقطاب، وبينما الحرب دائرة والعيون تراقب الصين ودورها فى الملف الروسى الأوكرانى، جاءت الصين للعالم من حيث لا يحتسب لتقدم اتفاقًا مهمًا بين السعودية وإيران قد يصل فى حال تقدمه للأمام إلى تبادل السفراء.

مصر قالت فى بيان رسمى لوزارة الخارجية إنها تتابع باهتمام اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وتتطلع إلى أن يسهم فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة.

هذه الخطوة المهمة اعتبرها البعض أفولًا للدور الأمريكى وتراجعه، وبينما هى هكذا شكلًا إلا أن المضمون مازال يسعى لتعدد أقطاب العالم، يمكن أن نقول تحجيم للدور الأمريكى نعم وربما تكون هذه هى الصياغة الصحيحة، أجندة الصين وروسيا لا تتضمن الانفراد الشرس بالعالم مثلما فعلت أمريكا عقودًا طوال ولكنهما - أى روسيا والصين - تسعيان للمشاركة لا للمغالبة.

الخريطة فى الشرق الأوسط تساعد على ذلك.. ليس تمردًا ولكنه تعامل مع الواقع لذلك رأينا السعودية على سبيل المثال ترفض فى العام الماضى المطلب الأمريكى بتحجيم علاقتها بروسيا والمساعدة فى ضخ كميات أكبر من البترول والغاز لسد الفجوة الناتجة عن الحرب، نتذكر وقتها أن السعودية غضت الطرف عن الطلب الأمريكى وسارت فى طريقها لا زيادة ولا نقصان فى إنتاج النفط، أما الجانب الإيرانى وعلى مدار سنوات يسعى لدخول النادى النووى وهو ما سبب إزعاجًا وصداعًا مؤلمًا للعالم وفى مقدمته أمريكا.

ما يهمنا فى اتفاق الرياض طهران والبيان الذى جاء بعد جولة مفاوضات بين رئيس مجلس الأمن الأعلى السعودى ونظيره الإيرانى  فى العاصمة الصينية بكين هو انعكاسات ذلك الإتفاق على دول عربية ذات صلة بالتوتر الذى كان بين السعودية وإيران، ومن هذه الدول سوريا ولبنان واليمن والعراق، وهذه الدول الأربعة تشابكت أزماتها صعودًا وهبوطًا خصوصًا مع طهران.

لذلك يرى المتفائلون أن سوريا قد تعود للجامعة العربية رغم الحصار الذى ضربته عليها أمريكا بموجب قوانين مشبوهة، وكذلك الحرب فى اليمن قد تضع أوزارها إذا امتد الإتفاق لنهايته وحدث تبادل فعلى للسفراء.

لذلك نرى فى البيان المصرى الذى رصد وقائع بكين أنه بيان ينظر إلى المستقبل وقد قال نصا "أعربت مصر عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومى العربى، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار".

وفى ظنى أن الإتفاق الذى تم الإعلان عنه فى 10 مارس الجارى من بكين لا يتوقف عند حدود الدبلوماسية وفتح السفارات، ولكن المؤكد لكل متابع أن الملفات الأخرى لكلا البلدين لم تكن غائبة، بالرغم من كون بعضها شأنًا داخليًا يرتبط بالسيادة ولكن المخاوف التى عاشها كلا الطرفان لعقود طويلة لا يمكن أن تنتهى إلا بوضع النقاط على الحروف.

وفيما يخصنا فى مصر، عندى إعتقاد بأن ملف السياحة الدينية قد يعاود الخروج إلى النور طالما التزم الضيف بالثوابت المصرية، إذ لدينا مزارات مهمة ومساجد وأضرحة يهتم بها السائح الإيرانى والجانب الشرقى من السعودية وكذلك قطاعات واسعة فى العراق ولبنان، وإذا ما أحسن الجانب المصرى استخدام هذا الملف قد نجد من النتائج ما يخفف الاحتقان فى المنطقة.

وفي هذا الإطار من المهم لطهران أن تنتبه للوزن النسبي الثقيل لعاصمة مثل القاهرة، فهناك الكثير من الأمور العالقة بين القاهرة وطهران لابد وأن تنتهى ليس أولها الشارع الذى أسموه باسم الإرهابى خالد الاسلامبولى الذى اغتال الرئيس المصرى أنور السادات، وليس آخرها حرص طهران على سياسة توسعية من خلال دعمها لبعض بؤر التوتر.. إذا كانت هناك صفحات جديدة فلتكن بالمكاشفة والشفافية واتخاذ خطوات عملية لتنعم المنطقة بالاستقرار.