الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أبوبكر الديب يكتب.. هذه مطالبنا من نقيب الصحفيين الجديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تتبق إلا سويعات قليلة ويبدأ ماراثون انتخابات نقابة الصحفيين، قلعة الحريات تلك المرابطة بوسط القاهرة فى الشارع الشهير "عبد الخالق ثروت"، لاختيار نقيبها الجديد رقم 24، وذلك فى حال اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية غدا الجمعة.. هذه الانتخابات ليست كسابقاتها، وكذلك النقيب الجديد ليس كسابقيه، حيث تنتظره ملفات شائكة ومعقدة على كل المستويات، مهنية وسياسية واقتصادية، وتشريعية، وأيضا تدريبية وثقافية وأنشطة اجتماعية.

انتخابات الصحفيين، دائما ما تشغل الرأى العام الرسمى والشعبى على مدى عشرات السنين، وحديث مستمر ومتواصل على شاشات الفضائيات، وأثير الإذاعات، وكذلك صفحات الجرائد والمجلات، نظرا لاحتلال صاحبة الجلالة مساحة مهمة فى حياة الشعوب والدول، وهى العنوان الأبرز فى الحريات وحقوق الإنسان فى أى دولة، ومصر كانت سباقة فى دعم الصحافة والصحفيين.

انتخابات الصحفيين التى تجرى غالبا، تحت إشراف قضائي، عرفت بالنزاهة والإستقلالية، وظلت مشرفة وتليق بنقابة الصحفيين وتاريخها، باعتبارها قلعة الرأى وحصن الحريات العامة والشخصية، وهى أحد أهم القوى الناعمة فى البلاد، وأكثرها تأثيرًا فى الرأى العام.

ومع كل انتخابات نقول ونكرر أنه علي النقيب الجديد، تحقيق مطالب وآمال وطموحات شباب الصحفيين وشيوخهم، الذين أرهقهم حال النقابة، ويتطلعون لغد أفضل، ووضع حلول عملية ومنطقية لمشكلاتهم ومشكلات المهنة.. الآمال كبيرة والإمكانيات قليلة، وهذا هو لب المشكلة، فضلا عن أن النقيب الجديد، مطالب بتعديل قانون النقابة، الذى مر عليه الدهر و"أكل عليه وشرب"، ويحتوى على عبارات من التاريخ وغير دستورية، مثل: الاتحاد الاشتراكى، والإرشاد القومى، فليس معقولا أن نظل حتى الآن أسرى لقانون "عجوز" صدر فى السبعينيات من القرن الماضي، ولم يعد يصلح للعصر الحديث بما اشتمل عليه من تكنولوجيا، ووسائل اتصال حديثة، وفضائيات، مع التدريب الدائم والمتكرر لشباب الصحفيين، وتنميتهم بشريا، للاطلاع على أحدث الوسائل وطرق المعالجات الصحفية، فضلا عن الكتابة وفنونها واللغات والثقافات المختلفة، لكى يكون قادرا على قراءة الأحداث محليا ودوليا بشكل صحيح.

كما أن النقيب الجديد، مطالب أيضا بتوفير الخدمات العامة للأعضاء، مثل تطوير مشروع العلاج، وزيادة موارده وميزانيته، وزيادة البدل والمعاشات، بشكل يضمن حياة كريمة للصحفيين وأسرهم، وإنشاء مستشفى للصحفيين، ونادي اجتماعى ورياضى يليق بهم، واستغلال موارد النقابة، بشكل اقتصادى واستراتيجي.

ومن أهم المهام التى ينتظرها الأعضاء من نقيبهم الجديد، هى الحفاظ على النقابة العريقة التى يمتد عمرها إلى 82 عاما، وتحديدًا منذ 31 مارس 1941، وبالتالى الحفاظ على أمن وحرية وسلامة الصحفى، واستقراره الحياتى والمعيشي، والتأكيد على حرية الكلمة والدفاع عنها وحق الصحافة فى أن تكون شريكا فاعلا فى إدارة الواقع، من أجل تأدية الصحفى لرسالته على أكمل وجه خدمة لوطنه وشعبه وأمته، فضلا عن البحث عن حلول واقعية لوقف تدهور وتراجع الصحافة الورقية، بعد زيادة أسعار الورق، وعدم قدرة بعض المؤسسات على توفير التزاماتها المادية، ومواصلة النشر والطبع، وحل مشاكل تراجع التوزيع.

وتأسست "نقابة الصحفيين" بعد أن نجح الصحفيون فى تأسيس كيان نقابي، بعد سنوات من الكفاح، حتى صدر المرسوم الملكى رقم 10 بإنشاء النقابة، وفى عام 1891، جاءت الدعوة الأولى لإنشاء النقابة، وفى 1912، دشن عدد من أصحاب الصحف، نقابة للصحفيين، وكان نقيبها "مسيو كانيفيه" صاحب جريدة "لاريفورم": بالإسكندرية، لكنها انتهت بقيام الحرب العالمية الأولى.. وبعد انتهاء الحرب قام 5 صحفيين، بتكوين رابطة هدفها العمل على إنشاء نقابة الصحافة.. وبعد إقرار دستور 1923، اجتمع عدد من أصحاب الصحف، وأعلنوا قيام النقابة عام 1924.. ورغم ذلك، لم تحظ النقابة باعتراف أو تشريع أو قرار رسمي، حتى صدر مرسوم باعتماد نظام جمعية الصحافة فى 20 إبريل سنة 1936، فى عهد وزارة على ماهر، غير أن البرلمان لم يعتمد هذا المرسوم ومن ثم لم يحظ بالتنفيذ، وفى 27نوفمبر 1939 تقدم رئيس الوزراء على ماهر، إلى مجلس النواب بمشروع إنشاء نقابة للصحفيين، أعده رائد الحريات العامة وحرية التعبير والصحافة آنذاك محمود عزمي، وظل فى حالة جدل إلى أن صدر القانون رقم 10 لسنة 1941 فى 31 مارس بإنشاء النقابة، وكان تأسيس النقابة بمثابة يوم تاريخى كلل كفاح الصحفيين بالنجاح، من خلال انتزاع حقهم، وإنشاء كيان نقابى يتحدث باسمهم، بعد 50 عاما من النضال.

وفى هذه المرحلة الحرجة، والأخطر فى تاريخ الصحافة الإقليمى والعالمي، حيث تشهد منافسة شرسة من وسائل إعلام غير تقليدية دخلت للساحة بشكل مفاجئ وسريع لتغير قواعد اللعبة، ينتظر النقيب الجديد الكثير من الجهد والتعب، وأن يكون نقيبا مهنيا بطابع سياسى واقتصادي، يتحاور مع الجميع من أجل إعلاء قيمة الصحافة والحرية، مع الاستفادة من التجارب السابقة والتطور العلمى والتكنولوجى، واستثماره فى تطوير صناعة الصحافة الورقية، وعقد الندوات وورش العمل لنشر هذه الأفكار بين العاملين بالمهنة.

والصحفيون فى مصر يقدرون الظروف التى تمر بها بلدهم الحبيب مصر، والإصلاحات الاقتصادية، لكنهم يمثلون جانبا مهما فى إظهار نجاحات برنامج الإصلاحات ويجب أن يعملوا فى جو وبيئة تساعدهم على ذلك.

وبمناسبة انتخابات الصحفيين غدا اقول "الصحافة ليست وظيفة بل رسالة ترتبط بضمير الصحفي وحرصه علي مستقبل وطنه مهما لاقي في سبيل ذلك من أخطار.. وحرية الصحفي وحصانته مقياس أساسي في تحضر الأمم.. وعلي الصحفي ادراك خطورة الكلمة التي تدخل الإنسان دين الله تعالى وتخرجه منه وتقيم علاقة زوجية وتهدمها وتبني أوطانا وتقضي عليها.. كما علي الصحفي حسن الاختيار لمن يقود النقابة في السنوات المقبلة من خلال معيار المهنية وحسن الأداء والتفاني في خدمة الزملاء.. وفق الله الجميع للخير".