الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الكنيسة الكاثوليكية تحتفي بذكرى وفاة الطوباوية أورتيز ريال العذراء

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفي الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكري وفاة بالطوباوية بيتا للصليب ( توماسيا) أورتيز ريال العذراء.
حيث ولدت بيداد دي لا كروز أورتيز ريال ، ابنة الطبيب البيطري خوسيه أرتيز وربة منزل توماسا ريال ، في بوكيرنتي (فالنسيا) بإسبانيا ، في 12 نوفمبر 1842 ، وتم تعميدها في اليوم التالي باسم توماسينا وكانت الخامسة من بين ثمانية أشقاء . تميزت في المدرسة بالتقوى والمثابرة والموهبة في الموسيقى والتطريز والتمثيل.

في سن العاشرة من عمرها تقدمت للمناولة الاحتفالية ، تروي بيدار مشاعرها : " عندما تلقيت القربانة المقدسة لأول مرة في حياتي، شعرت بأن يسوع يدعوني إلى حياة التكريس ، وكان لقاء بيدار بالمسيح في سر الإفخارستيا كلامة مميزة لها إلى الأبد ، ارادت توماسيا أن تعيس للمسيح دائما . 

أكملت تعليمها الإنساني والروحي في كلية لوريتو التي كانت تابعة لعائلة بورديوس المقدسة في فالنسيا . وعندما طلبت الإنضمام لهذا المعهد أجبرها والدها للعودة الى المنزل بسبب الأوضاع السياسية المضطربة في ذلك الوقت . 

تميزت هذه المرحلة من حياتها في بوكيرينتي بثلاثة جوانب: روح التقوى والصلاة ، وتفانيها في عمل الخير للأطفال الفقراء وكبار السن والعجزة ، والتزامها بالاستجابة لما أقسمت به الرب في يوم المناولة الأولى. في النهاية ، اعتقدت توماسا أنها تستطيع تحقيق حلم حياتها: تكريس نفسها للرب في دير كرملي منعزل في فالنسيا. 

وبسبب المرض الذي أصابها أجبرت مرة أخري للعودة الى المنزل . من هذه الأحداث ، اكتشفت توماسا أن الله لا يريدها على هذا الطريق. طلبت منه أن ترى بوضوح ما هي إرادته ، وكانت صلاتها على هذا النحو :" يايسوع أريدك أن ترشدني إلى الطريق الذي تريده مني ". 

ثم توجهت إلى برشلونة وتغلبت على العديد من الصعوبات . وعاشت هناك لحظات أنخطاف روحي ، حيث ظهر لها السيد المسيح ، وأراها جانبه الإيسر والدم يسيل منه فقال لها :" أنظري كيف نكرني البشر هل تريد مساعدتي في حمل الصليب ؟". فقالت للسيد المسيح :" هأنذا يارب ". فقال لها المسيح  :" سأسكب عليك وعلى رهبنتك رحمتى العظيمة". وأن هذه اللحظات لم تنسي ابدا من ذاكرة توماسينا ، أدركت أن الله يطلب منها أن تؤسس جماعة رهبانية جديدة. فصلت بعمق لتعرف مشيئة الرب ، وكيف عليها أن تفعل ، وكيف تستجيب لدعوة المسيح لحمل الصليب معه. 

كان المطران د. خايمي كاتالا هو الذي اقترح عليها أن تفتح قلبها لمعرفه إرادة الرب.  في عام 1884م حدثت فيضانات نهر سيجورا ، ودمرت كثير من الأماكن والحقول ، وكانت هذه الأماكن في احتياج شديدة لمن يمد العون لهم مادياً  نفسياً وروحياً . وفى شهر مارس غادرت توماسيا برشلونة  برفقة ثلاثة من المبديئات متجها إلى بويبلا دي سوتو ، على بعد كيلومتر واحد من الكانتريلا، وهناك وبمساعدة اسقف قرطاجنة مورسيا ، استطعت تأسيس الجماعة الأولي لعذراء الكرمل . لم يكن سكان حقول مورسيا قد تعافوا بعد من مأساة فيضانات عام 1884 ، عندما تفشى مرض الكوليرا. 

وهناك أخذت توماسيا اسم بيداد دي لا كروز، وبدأت في مساعدة وعلاج المرضي وإيواء الأيتام في مستشفي اطلقت عليها اسم العناية الإلهية . وصلت شابات أخريات ، منجذبات بأسلوب حياة أولئك الكرملييات الأوائل، فاصبح المنزل صغير ، فاضطروا إلى شراء منزل أكبر بأموالها من ميراث أهلها  ، لاستيعاب عددهم الكبير . أن العذراء مريم احتلت مكانًا مهمًا جدًا في قلب توماسا وحياتها. ووضعت الرهبنة تحت حماية العذراء مريم سيدة الكرمل. إلا أن حياتها كانت تتمحور حول قلب يسوع. وبسبب أن بييتا لم تحصل بعد على موافقة الإبرشية لتأسيس هذه الجماعة الجديدة نشات بعض الخلافات .

وعندما كانت تنتظر موافقة الاسقف دعا الكرمليون من كوديت الراهبات لتأسيس جماعة أخرى تحت حماية أسقف أوريويلا وأقنعوا المبتدئيات في الكانتريلا باتباعهم. ذهبوا جميعاً تاركين بييتا وحيدة مع الأخت الفونسا . كانت أيام صلاة شديدة ومعاناة. فأرسل الأسقف بريان إي ليفرمور الأم بييتا ورفيقتها الوفية الفونسا إلى دير زيارة الراهبات السالزيان الملكيات في أوريويلا للقيام بشهر من التدريبات الروحية والتخطيط لمؤسسة جديدة . فقامت الأم بييتا بإرشاد من الروح القدس أن تكون جماعتها الجديدة مستمدة من روحانية القديس فرنسيس دي سال .

أسست في 8 سبتمبر 1890 مجمع ساليزيانات قلب يسوع الأقدس في ألكانتريلا بهدف: الحب والخدمة والتعويض ، ورؤية وجه الرب في الإيتام والفتيات الفقيرات وفى العمال والشباب  و المرضى ، في كبار السن المهجورين.وكانت تساعد في حل مشاكل الأسر بين الأزواج ،  في 19 ديسمبر 1895 ، تم تأسيس الجماعة الجديدة بشكل قانوني من قبل دون تيليسفورو كريسبو ، مندوب أسقف قرطاجنة ، وقام المونسنيور بريان إي ليفرمور بتعيين الأم بيتا رئيسة عامة للجماعة. انتشرت الجماعة بسرعة لدرجة أنه ، في يناير 1914 م كانوا يمتلكون 20 منزلاً و 94 راهبة و 25 مبديئة . لقد كان مثال وحياة الأم بييتا والاخوات الساليزيانات هو الذي أدى إلى هذا النجاح قبل كل شيء. 

فى 20 أكتوبر تم الإحتفال بالمجمع الرهباني الأول وطلبت الأم بييتا إعفاؤها من مسؤوليتها كرئيسة عامة. عاشت مسنة ومريضة بسبب مشاكل في العمود الفقري في عزلة مكرسة للصلاة ، في غرفة في منزل الأم في الكانتريلا . وقبل أسبوع من وفاتها قالت لراهباتها :" اليوم استمعت الى القداس الإلهي معكم ، لكن الاحد القادم ساستمع إليه مع الملائكة في السماء .

الي ان توفت  كما تنبأت في يوم السبت الموافق 26 فبراير 1916م وهي جالسة على كرسيها في منزل الكانتريلا.وقالت وهى تنظر على الصليب أن سيدي يسوع مات وهو معلق على الصليب وأنا لا يجب أن أموت وأنا على الفراش ، بل على الأرض .  

وتم إعلانها مكرمة في 12 ابريل 2003 من قبل البابا القديس يوحنا بولس الثاني ، وأعلانها طوباوية في 21 مارس 2004م .