الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلمة حق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان تَصورى منذ بداية الفوضى فى مصر عقب أحداث ٢٨ يناير ٢٠١١ أن مصر فى حاجة إلى زعيم.. زعيم يلم شمل المصريين، ويقف خَلفه الشعب ليُقويه ويمنحه القدرة على تفادى المؤامرات الرهيبة التى كانت تستهدف البلاد.  قلت ذلك لعدد كبير من زملائى الصحفيين ووقتها تعرضت لكثير من الانتقاد، ويومًا بعد يوم زادت قناعتي بذلك فى ظل إنتشار الفوضى وغياب الأمن وخوف المصريين على بلدهم الحبيبة، شاهدت إقتحام مقرات أمن الدولة وأحداث ماسبيرو ومحمود محمود ومجلس الوزراء وأيقنت أننى على صواب من ضرورة وجود "زعيم" لديه مقومات خاصة يقود البلاد فى أحرج لحظات مرت بها.

 جاءت نتيجة انتخابات الرئاسة فى ٢٠١٢ بمُرشح إخوانى، ونظرت للأجواء والأوضاع الداخلية والخارجية فوجدت أن المخططات الذى تم تجهيزها يتم تنفيذها على أرض الواقع مع مرور الوقت، فقد أُفرِج عن الإرهابيين الكبار والتنظيم يتوغل مثل السرطان فى جسد الدولة، فلا حقوق للأقباط والمرأة والإعلام وتم إهانة القضاة وأُهدِرت أحكامه وشاهدنا سبًا علنيًا للشرطة ومحاولات متعمدة للمواجهة مع الجيش..  وقتها زادت قناعاتى بأننى على صواب من ضرورة وجود "زعيم" وطنى قادر على استعادة "مصر" من أيدى الذين تاجروا بالدين وإشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا..  تأكدت أنه لابد وأن يتم طرد من فى السُلطة شر طردة، فخرجنا جميعًا وهتفنا بأعلى صوت لتسمعنا القوات المسلحة، خرجنا ولم يكن لدينا إلا مطلب واحد: إستعادة "مصر" من يد الأشرار، لم يكن هدفنا البحث عن الأكل والشُرب والأسعار والدولار  خرجنا لنُلبي نداء الوطن ونُعيده لنا مرة أخرى. 

 فى ٣ / ٧ / ٢٠١٣ كان اليوم الموعود، فقد عادت لنا مصر، ووقتها اكتشفنا أن لدينا قائدًا حقيقيًا وجنرالًا بمواصفات مختلفة اسمه (عبدالفتاح السيسي) يجمع بين كاريزما جمال عبدالناصر وذكاء أنور السادات ووجدنا أننا أمام إبن من أبنائنا المخلصين فى الجيش ويتحدث بلساننا ويحقق مطالبنا  وقبل ٢٦ / ٧ / ٢٠١٣ بثلاثة أيام فى خطابه بالكلية الحربية طلب تفويضًا شعبيًا لمجابهة المخاطر والإرهاب، وقتها خرج الشعب بأعداد لم يسبق لها مثيل وللمرة الأولى فى التاريخ لتفويضه، خرج الشعب فى الميادين والشوارع فى القرى والمدن وجلس البعض على شريط القطار ليعلنوا تفويضهم للجنرال قائد الجيش الذى أصبح بالنسبة لهم (كبير العائلة المصرية)..  وقتها زادت قناعتي بأننى كنت على صواب حينما قلت أن مصر فى حاجة إلى زعيم.. وأيقنت أيضًا أن "الجنرال السيسي" هو الزعيم المنتظر الذى كنت أبحث عنه، وأيقن المصريون بأنه القادر على حَمل المسئولية وإنقاذ البلاد، فوضناه وطالبناه بالترشُح على منصب الرئيس واخترناه ودعمناه ووصل لكرسي الرئاسة.

 أنجز الرئيس السيسي الكثير، وإيجابياته لا يمكن حصرها من كثرتها، مشروعاته تسد عين الشمس، مواقفه المُخلصة خير شاهد على وطنيته، حارب الإرهاب وتصدى للتنظيمات الإرهابية  أنجز الرئيس السيسي خططًا كانت فى الأدراج وتم تنفيذها، تغيرت صورة مصر التى كانت مليئة بالعشوائيات وتم القضاء عليها، مبادرة "حياة كريمة" وصلت للقرى الفقيرة وفوجئنا بأزمة كورونا تضرب العالم كله، فتقهقر الإقتصاد الدولى وناضلت الدولة المصرية لكى تتجنب تأثيرها وخرجنا منها بأقل الخسائر، واشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية بدون سابق إنذار فحدث جنون فى الأسعار عالميًا وحصد الجميع نتائجها ومازالوا يحصدون.

 ولذلك علينا إدراك هذه الحقائق ومنها: أن جميع دول العالم تعانى من ارتفاع الأسعار، الأزمة الإقتصادية العالمية طالت جميع الدول، معاناة الشعوب تزداد، الشكوى على كل لسان، لكننا علينا ألا ننسي ما حدث طوال الـ١٢عامًا السابقة، علينا الابتعاد عن التشنج السياسي والمراهقة السياسية، علينا إستنفار الهمم من أجل مواصلة الطريق لمواجهة التحديات، فرغم المعاناة إلا أننا صامدون، ورغم الحملات المشبوهة التى تُشوه الإيجابيات إلا أننا صامدون، رغم جنون الأسعار عالميًا إلا أننا علينا تغليب صوت العقل لنحافظ على ما تم بناؤه، رغم كل شيء مازال لدينا أمل وقدرة على تخطي الصعاب، رغم كل شيء سنكسب الرهان وسننتصر لأننا نعمل لخدمة الوطن وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.