الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سر انطواء صاحب أشهر يوميات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر الطفولة  أهم مرحلة فى حياة الإنسان وهى تشكل  مساره طوال حياته كما أنها  تعتبر المفتاح السحرى لباب التفوق والإبداع.. وقطعا تعلم سيادتك  أن صاحب أشهر يوميات فى الصحافة المصرية والعربية هو الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين والذى تولى مناصب صحفية هامة، ومن أبرزها بالتأكيد رئاسته لتحرير جريدة الأهرام ودار  الهلال وكان أصغر رئيس تحرير حين تولى رئاسة تحرير مجلة  صباح الخير كما تولى رئاسة تحرير مجلة العربي الكويتية لمده سبعه أعوام.

ولذا كان اهتمامي الشديد عندما أجريت حوارا مع سيادته ان أسأله عن طفولته والمكونات الوجدانيه التى جعلت منه كاتبا كبيرا.

أجاب بعد برهه من السؤال بأن أهم شيء يذكره في طفولتة هو رعاية أسرته المبالغ فيها..فهو  ولد وحيد بعد أربع بنات وفى الاسرة المصرية  يحظى فيها الولد عادة برعاية مبالغ فيها عن البنت.

وأضاف سيادته لأنه كان ولدا وحيدا كانت أمه ترعاه  إلي حد "شبه الوصاية الكاملة أو الوصاية المطلقة "

وقال: في طفولتي لم أمارس اي شيء مما كان يمارسه الاطفال في سني.. مثلا لم ألعب الكرة مثل اي طفل ليس في الشارع فقط بل حتي في فناء البيت.. لم أركب دراجه مثل اي طفل في  مثل عمري.

وواصل: كنت  طفلا هادئا أكثر من اللازم ولم أمارس اى شقاوه مثل كل الأطفال.

وكان   حديثه  "من وجهه نظرى "الإجابة  الكاشفه لمسار حياة  الكاتب الصحفي الكبير والتى جعلته انسانا منطويا.. اي تكونت فيّه طبيعة الانطواء  وربما كان هذا هو ما دفعه إلي القراءة وذلك كما ذكر لى فى حواره.

ولم يكتف بهذا القول لكنه قال لى أيضا: لكن لا تنسى أن الانطواء اثر في حياتي كثيرا بشكل سلبى.. ثم أكمل: بعد ذلك حدث ما زلزل كياني كله  لقد  توفيت والدتي وعمري احد عشر عاما فتحطم عالمي فجأة مما جعلني أكثر انطواء علي نفسي واصبحت شخصا غير اجتماعي رغم انني دخلت مهنة من طبيعتها انها تدفع الإنسان إلي ان يتعرف علي الناس ويحتك ويتصل بهم أكثر لكن ليس هناك شك في انني تغيرت إلي حد كبير علي الرغم من ان هذه الصفة التصقت بي وكنت أعاني منها.

ولأنني وجدت سيادته  يتحدث بصراحه حاولت ان اعرف أكثر فسألته:هل أستطيع ان أقول ان والدة سيادتك برعايتها المبالغ فيها هي التي دفعتك إلي القراءة وبالتالي إلى عالم الصحافة؟

أجاب: لا أعتقد..فلم تكن قد حددت لي مستقبلا وإنما هي شدة الحرص علي الأبن الوحيد والمبالغة في ذلك، مما كان يقيد حركتي إلي حد كبير، وأظل جالسا بالمنزل مدة طويلة فلا اجد عوضا عن هذا سوي القراءة وهو ما تعلمته في سن مبكرة.

وارتفعت نبرة الكاتب الكبير الأستاذ أحمد بهاء الدين وزادت حدة صوته وهو يقول: أنا لا اقول أن هذه فضيلة.. إطلاقا.. أنا حاولت عكس ذلك تماما مع أولادي واقتنعت بأنهم لابد وان يتحملوا المسئولية وان يكون لهم حرية الحركة وأقبل المخاطرة أحيانا بالنسبة لهم..كسبت في طفولتي القراءة ولكنني فقدت اشياء كثيرة اخري.

هذا هو أهم ملمح من ملامح طفوله كاتب عملاق  متفرد بأشهر يوميات فى الصحافة  العربيه والمصرية .

رحم الله  الكاتب الصحفى الكبير الذي تميز بالعمق فى الفكر والبساطة فى الكتابة.