الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التهذب السياسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تقرر الدولة المصرية الانتصار الأخلاقي وسط كل تلك الكوارث التي تشهدها البشرية، ففي وسط الأزمات تغفل الطبيعة البشرية عن كل شيء، حتى القيم وأسس التعامل السليم بين الدول، بعضها البعض، وتنعزل، ولكن تؤكد الدولة المصرية على الأجندة الوطنية للتعامل مع الأزمات والكوارث ألا وهي التهذيب السياسي مع الجميع وعدم الإغفال عن دور الأشقاء في المساعدة وهو ما أكده الرئيس السيسي اليوم في واحد من أكبر وأهم المشاريع لتأمين الغذاء المحلي وتوطين الصناعات والتوكيد على الأمن الغذائي ولكن ما أقرته الأجندة المصرية أن الأمن الغذائي والمائي والاستقرار الاقتصادي- بالطبع – عوامل مهمة ؛ الجميع يفكر بها، ولكن يتخلل ذلك التوكيد على السياسة الخارجية المميزة للدولة المصرية والتي تتلخص في العلاقات الطيبة والتعامل مع الأزمات السياسية  بشكل أنيق وذكى، ومساعدة بعضنا البعض.


وأهم ما يميز تلك الأجندة الوطنية  ؛ الإنسانية الدولية وكأن مصر تريد أن تقول للمجتمع الدولي أن مجابهة الكوارث الإنسانية والطبيعية  لا يمكن أن تنجح إلا بالتكاتف الدولي  والتعاون الحقيقي فمصر لم تكن الدولة الوحيدة التي ساندت سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر ولكنها كانت الدولة الأولى التي بدأت إرسال مساعدات طبية في بداية وباء كورونا هي في أشد الاحتياج لها، ثم تواترت المساعدات بعد ذلك بين الدول بعضها البعض، لذا، بعد كل ما شهده العالم من أحداث أليمة من الوباء والصراع الروسي الاوكرانى والزلازل المدمرة والتغيرات المنُاخية الصعبة  التي خلفّت ظروفًا قاسية على البشرية من تهجير قسري ومجاعات وتدمير، لماذا لا تبدأ الأمم المتحدة بمؤسساتها التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية أن تشكل لجنة أو مؤسسة جديدة أو مفوضيه أممية  لإدارة الكوارث والأزمات المستجدة على أن تشارك مصر بها بأجندتها الوطنية والآليات السياسية التي اتبعتها من مساعدة الدول في الأزمات رغم إننا نمر بذات الأزمة إن كانت وباء كورونا أو تحديات اقتصادية أو تهديد للأمن الغذائي أو تغييرات مُناخية.

فما برحت إدارة منتدى شباب العالم أن تتحدث عن مبادرات دولية تخفف ويلات البشرية على اللاجئين  حتي جاء زلزال تركيا وسوريا المدمر الذي يستوجب على العالم أجمع دراسة علمية جيدة لرصد والتبوء بالزلازل ودراسة أخرى أو محاكاة عن كيفية سرعة وصول المساعدات بالجسور الجوية أو البرية وأقرب نقاط مساعدة بين البلدان وربط العالم بجسور المساعدة كما ربطتها التكنولوجيا وجعلت منه قرية صغيرة.
سابقا رأينا مصر تضيف إلى قاموس ومعجم حقوق الإنسان الكثير من المصطلحات الجديدة والحقوق الجديدة ومرة أخرى تضيف مصر للأجندة الدولية آليات جديدة للتكاتف في الأزمات والاعتراف بالفضل والتهذب في الخلافات ومساعدة الغير حتى وان كانت المعاناة على الجميع، فمساعدتنا واحترامنا لبعضنا البعض سيقلل من ضجيج الأرض الذي يصرخ بالألم  بنسمات الرحمة والتهذب والاحترام المتبادل.