الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

وثيقة: "مؤسس جماعة الإخوان" العنف على طريقة حسن البنا

 حسن البنا
حسن البنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتنطع المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمون  بالادعاء أن تاريخ جماعتهم خال من العنف رغم ثبوت ارتكابهم عددا من الأعمال الإرهابية التى لا يمكن إنكارها تاريخيًا. ولكن لأن أتباعهم من مغلقي العقول  والقلوب لايستمعون إلا لصوتهم.فها نحن ننشر وثيقة نشرت في جريدة  "القلم الصريح " وهي إحدى أبواقهم الإعلامية التى كانت تدافع عن الجماعة وتنشر أفكارها وكانت تعرف نفسها في صفحة الغلاف  بأنها " جريدة سياسية جامعة يصدرها ويدير سياستها محمود عبد الفتاح الرفاعي " وكان مقرها في شارع الغورية بالقاهرة. وفي عددها رقم 12 من السنة الأولى الصادر بتاريخ الخميس 9 فبراير 1939  " نشرت المجلة رسالة من مرشد الجماعة المؤسس حسن البنا إلى وزير العدل ووزير الأوقاف  ليبرر جريمة قام بها أعضاء الجماعة يتحطيم عدد من الحانات. وكانت الجماعة قد نشرت حالة من التعصب والطائفية الرهيبة في المجتمع المصري. وتحطيم الحانات كانت بداية أعمال العنف التى قامت بها الجماعة الإرهابية وامتدت وتوسعت  طوال فترة الأربعينات  (1944- 1948 ) فتم تفجير السينمات  والمحلات وهي جرائم  يقول عنها المؤرخ  الدكتور  عبد العظيم رمضان في كتابه الوثائقي الإخوان المسلمون والتنظيم السري " أن حصاد صفحات العنف فى مصر في هذه الفترة خسارة محققة أصابت مصر فبفضل التخطيط الأخرق لحوادث العنف التى ارتكبها التنظيم السري لجماعة الإخوان ضد اليهود والإنجليز كانت الغالبية الساحقة من الضحايا من المصريين وليسوا من اليهود أو الإنجليز.فقد كانت المتفجرات توضع فى المحلات الكبرى والسينمات والمباني والشركات المملوكة لليهود أو الإنجليز ولكنها كانت تغص بالمصريين فتتخرب بعض الجدران وتزهق أرواح المئات من الأبرياء ويتشوه الكثيرون.ولو أن هذه العمليات كانت تتم ضمن عملية كبرى للاستيلاء على السلطة وإقامة الحكومة الإسلامية لكان لها ما يبررها ولكانت ثمنا بخسا لهدف أسمى ولكنها قامت لغير غرض ثوري حقيقي ففقدت قيمتها النضالية واتسمت بالطيش والاستخفاف بأرواح الناس وعدم المسئولية وكان من حسن حظ مصر أنها لم تحكم بهذه العقلية التخريبية.

ويؤكد  الدكتور عبد العظيم رمضان أن العنف الثوري يختلف عن  العنف غير الثوري فالعنف الثوري فيه نفحة من بناء ولكن العنف غير الثوري ليس فيه سوي الهدم والتخريب والعنف الثوري يصيب أعداء الجماهير ولكن العنف غير الثوري لا يصيب سوى الجماهير فى الصميم." وهذا مافعله الإخوان. 

ونعود إلى نص الوثيقة فنجد أن البنا في رسالته إلى  وزير الأوقاف ووزير العدل يطلب براءة المجرمين مبررا ارتكابهم الجريمة بعدد من الحجج هي: 

  1.  ان ما قاموا به هو تنفيذ لأحكام الإسلام 
  2.  أن الجمعيات الإسلامية قائمة على النهي عن المنكر وأن ما قام به المجرمون هو عملها 
  3.  الحكومة هي المقصرة لأنها لم تصدر قانون يمنع الحانات والخمور والبغاء 
  4.  الأخطر أن البنا رأى في هذه الجريمة الإرهابية دافعا شريفا جديرا بالتقدير هو في الواقع مساعدة للقانون على أداء مهمته وهى محاربة الجريمة والقضاء عليها !
  5.  يلاحظ أن البنا في كل تبريراته وهجومه على الحانات والخمر تجاهل تماما وجود مصريين من أديان أخرى وجاليات أجنبية من مختلف الجنسيات لاترى في وجودها نفس رؤيته مما يكرس نفي الآخر ورفض التعددية  والتنوع.

 وإلى نص  مقالة البنا التى توثق دفاعه عن الإرهاب 

" حول  تحطيم الحانات إلى معالي وزير العدل

 قدمت الجريدة  المقال قائلة "رفع فضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين خطابا إلى معالى وزير الأوقاف بخصوص حوادث تحطيم الحانات وقد تكرم الأستاذ فأذن لنا بنشره، ونحن ننشره هنا شاكرين فضله وجهده".

نص الوثيقة

بسم الله الرحمن الرحيم 

حضرة صاحب المعالي وزير العدل

أحمد إليكم الله الذى لا إله إلا هو وأصلى وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته ونصر شريعته وأحييكم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا معالي الوزير - أنت رجل مسلم تؤمن بالله ورسوله وكتابه وتعتقد من أعماق نفسك أن تعاليم الإسلام وأحكام الإسلام هى أفضل التعاليم وأعدل الأحكام وأن الإسلام إذا أمر ففى إطاعة أمره سعادة الناس وصلاحهم وإذا نهى ففي ارتكاب ما نهى عنه شقاؤهم وبلاؤهم. وتعلم الى جانب ذلك ان الاسلام فرض على ابنائه الدعوة الي محاربة الخمر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من المعصية ومناصرة الحق مهما كلفهم ذلك ومقارعة الباطل مهما كان عاليا جبارا وحمل الناس على الفضائل وان فشت فيهم الرذائل والاسلام انما يزن الامم بهذا الميزان فامة آمرة ناهية هي خير الامم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) وأمة ساكنة هى أهل اللعنة والمقت في كل زمان ومكان (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتنهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) وإنما يعيش المسلم بالحق للحق صابرا محتسبا ولا شيء الا هذا ( ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولا أطيل عليك بذكر ما ورد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغضب لله وخصومة أهل الباطل حتى ؤطر واعلى الحق أطرا - من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الصحيحة فأنت بذلك جد عليم وانما ترأست ما ترأست من الجمعيات الأسلامية على هذه القاعدة - قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 

– وتستكمل المجلة في صفحتها الاخيرة باقية المنشور في الصفحة الثانية   تحت عنوان تحطيم الحانات  حيث يستمر البنا في تبرير الجريمة  فيقول عن المجرمين 

حملهم على ذلك دافع شريف جدير بالتقدير هو في الواقع مساعدة للقانون على أداء مهمته وهى محاربة الجريمة والقضاء عليها وسد المنافذ الموصلة اليها والخمر هى أوسع المنافذ التي يدخل منها المجرمون إلى إنتهاك حرمة القانون والخروج على سلطانه - وهؤلاء الشبان شعورهم هذا إنما يعبرون عن شعور الامة كلها فليس هناك مصرى واحد لا يتمنى أن تغلق الحانات وتوصد المواخير وتطهر الشوارع والأحياء من هذه الارجاس والآثام وخير للحكومة أن تعمل قانونها وتستكمل ما فيه من نقص حتى يتفق مع شعور الامة وعواطفها ولا سيما اذا كانت هذه العواطف والمشاعر مثال السمو والكمال من أن تتحداهم بالقانون وتخوفهم بنصوصه وتضطرهم الى التبرم والرزاية به وليس آلم لنفس المؤمن من أن يتلفت حوله فيرى حرمات الله تنتهك ومعاصيه ترتكب وأوامره تعطل وهو مكتوف اليدين لا يستطيع دفعًا ولا يملك انكارا ولعلك يا معالي الوزير لو ترجلت عن سيارتك وطفت خلال هذه الاحياء ورأيت هذه المناكر في صورتها البشعة المثيرة يقع فيها عامة هذا الشعب الضعيف الفقير المريض لكنت أنت الذى تحطم الحانات وتأخذ بخناق هؤلاء الخمارين 

والدستور المصري يا معالي الوزير ينص على أن دين الدولة هو الإسلام ويجب أن تتوفر للقوانين (صفة الدستورية حتى لا تكون متناقضة مع القانون العام فانا كانت مادة الاتلاف التى يراد تطبيقها علي هولاء الشباب قانونا محترما انها قد وضعت قبل وضع الدستور بعشرات السنين  والدستور بما له من الهيمنة علي  القوانين جدير بنسخها واضعاف آثارها لهذا أتقدم الى معاليكم وذلك حقكم..... أولا - أن تعيدو النظر فى اجراءات هذه القضية وتنظرو في الوسيلة القانونية التي بها يطلق سراح هؤلاء الشبان المسجونين ولا يعجزكم ذلك وان أبته حرمة القانون فظروف هذه القضية ليست كغيرها  من الظروف 

ثانيا - أن تتقدموا إلى الحكومة عاجلا بتشريع حازم يقضى على هـذه الفوضى الخلقية ويحمى الشعب من الخمر والبغاء والمهالك والآثام يا معالى الوزير - لقد تيقظ الشعور الإسلامى في نفوس الشعب المسلم ولم يعد هناك وقت للسكوت والإهمال في إجابة هذه الرغبات بعد أن وصل الفساد والاضمحلال الخلقى إلى الصميم فبادروا بإنقاذ الأمة ودفع الحرج عن الناس حتى لا يقفوا من القانون موقفا لا يرضاه القانون وتكون الحكومة المقصرة والمسئولة بين يد الله والناس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذى الحجة سنة ١٣٥٧

المرشد العام للإخوان المسلمين حسن البنا .