فى حوار تليفزيونى للمطرب فريد الأطرش مع المذيعة أمانى ناشد، اعترف الفنان المبدع الفريد بأن الموسيقار الكبير مدحت عاصم هو الذي اكتشفه وقدمه للإذاعة المصرية وهو الذى جعله يغني وهو الذي شجعه فى مستهل حياته الفنية.
ليس هذا فقط.. ولكن الموسيقار الكبير مدحت عاصم طلب منه عندما كان مشرفا على البرامج الموسيقية أن يحضر للإذاعة ليعزف على العود تقديرا منه لموهبته فى العزف وبالفعل عزف منفردا وتقاضى على هذا العزف آنذاك جنيها ونصف.
الغريب أن غالبية العالم العربي يعرف الفنان فريد الأطرش والقلة منهم فقط تعرف أستاذه الموسيقار الكبير مدحت عاصم.
الأكثر غرابة هو أن الكثير من المصريين لا يعرفونه ولا يعرفون أنه فاز بجائزة الدولة التقديرية للفنون.
ولهذا كان شغلى الشاغل عندما التقيت به وأجريت معه حوارا أن أسأله واقول له صراحة هل تغضب مني لو قلت لسيادتك ان حب الموسيقار مدحت عاصم للشعر والرسم والأدب والموسيقى والفنون التشكيليه لم يجعله يتخصص فى فن واحد ويتعمق فيه؟.
الغريب ’نه وافق على رأيى فى أول رده وقال:"هذه حقيقة.. أنا لم اركز في مجال واحد فقط مثلي مثل من دخل بستان وأخذ من كل شجرة ثمرة"..
لكنه عاد وذكر لى أن هذا الأمر يحتمل الخطأ والصواب.. الخطأ أنني لم أركز على فرع واحد.. لكن الصواب أيضا هو أن ألم بكل الفروع.
ولم يؤكد لى فى حواره على أنه أخطأ أو أصاب لكنه أضاف بعد دقائق من التفكير بانه تفرغ لكافة الفنون والآداب والعلوم مما كان له أثر في تكوينه وفي تكوين شخصيته.
وقال: لم ’نحصر في فن واحد وهذا ما أخذه كل علماء النهضة الإسلامية الذين بحثوا في شتى الفنون والمعارف وكانوا يحيطون بها جميعا مثل الكندي والفارابى الذى تجده طبيبا وعالما وفلكيا وشاعرا وأديبا.
ثم أكد ’ن التخصص لم يظهر الا أخيرًا.. وعندما سألته ’لم يكن لديك حلما تحققه في مجال الموسيقى؟.. كانت أجابته أغرب مما يمكن ’ن تسمعه من موسيقار كبير مثله إذ قال لي:لم تكن لي أحلام ذاتية أو مآرب شخصية.. أنا فى حياتى لم ’رد شيئا لنفسي.. كل ما كنت أحلم به هو أن تنتشر الموسيقى كعلم مثل باقي العلوم بالعالم العربي وأن تقدم أجهزة الإعلام العربى نماذج من الموسيقى الراقيه الجادة...
ختاما، ’وجه للموسيقار المبدع مدحت عاصم التحية بمناسبة شهر مولده شهر فبراير.
كل التحيه لك يا حضرة الموسيقار الكبير ويا حضرة الملحن والشاعر والصحفي والأديب.
رحمك الله لقد أبدعت وتميزت وكانت كل أحلامك أن تنتشر الموسيقى الراقية الجادة.
