الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تقرير: أوروبا تسعى حثيثا لإيجاد بدائل للغاز لتوفير الطاقة باستخدام تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية

جيوثيرمال
جيوثيرمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 تسعى الدول الأوروبية حاليا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز صناعة محطات الطاقة الحرارية الأرضية المعروفة باسم "جيوثيرمال" لتوفير بدائل لنقص إمدادات الغاز التي سببتها الأزمة الروسية الأوكرانية، مستلهمة في ذلك التجربة الناجحة لبناء محطة ميونخ للطاقة الحرارية الأرضية، التي بدأ العمل بها في عام 2021 قبل وقت قليل من اندلاع النزاع بين موسكو وكييف.
ونشرت مجلة "تك اكسبلور" المتخصصة في مجال البيئية والطاقة الخضراء، في عددها الصادر اليوم /الأحد/، تقريرا أشارت فيه إلى أن وحدة الطاقة الحرارية الأرضية بمدينة ميونخ الألمانية، تعتبر الأكبر من نوعها في أوروبا حيث تم ضخ استثمارات بقيمة مليار يورو لإقامة هذه الوحدة التي ينتهى إنشائها بشكل كامل بحلول عام 2030، والتي من شانها أن تعمل على جعل بيئة المدينة محايدة من حيث نسبة الكربون في الهواء، واصفة إنشاء هذه الوحدة الحرارية بالمصادفة السعيدة حيث بدا العمل بها قبل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضحت المجلة أن الطاقة الحرارية الأرضية تعتبر مصدرا للطاقة نظيف ومتجدد ذات منشأ طبيعي مختزنة في صخور باطن الأرض، حيث يقدر أن أكثر من 99 بالمائة من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية، مشيرة إلى أنه يمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية الموجودة في مسارات باطن الأرض بشكل أساسي فى توليد الكهرباء، وفى بعض الأحيان في التدفئة عندما تكون هذه المسارات الحرارية قريبة من سطح الأرض.
ونقلت المجلة عن مدير محطة ميونخ الحرارية كريستين بيلتل قوله "إننا نجلس فوق منجم من الذهب"، مشيرا إلى أن ميونج تتمتع بموقع جيولوجي هائل يمكنها من استغلال الطاقة الحرارية المخزنة في مسارات باطن الأرض في توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن الاعتماد على الطاقة الحرارية الأرضية يعتبر بديل مثالي ومستدام لإمدادات الغاز التي ارتفعت أسعاره بشكل كبير بسبب الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا.
وأوضح مدير محطة ميونخ أن المياه الساخنة التي تندفع من مسافة ثلاث كيلومترات من باطن الأرض يتم تحويل الحرارة الناتجة عنها،عن طريق شبكة محلية من الأنابيب التي تربط المنازل القريبة بمحطة الطاقة، بينما يتم إرسال المياة بعدما تبرد إلى أعماق الأرض مرة أخرى، مشيرا إلى أن الطلب تزايد للغاية عن هذه الإمدادات بعد اندلاع أزمة الحرب.
وكشفت المجلة أنه بنهاية عام 2022، نشرت الحكومة الألمانية خطة تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية بمقدار عشر أضعاف بنهاية 2030، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 10 تيرا وات ساعة، حيث ترغب الحكومة الألمانية في البدء فيما يقرب من 100 مشروع جديد للطاقة الحرارية الأرضية حيث أنها تعتمد على الغاز بنسبة 50 بالمائة في التدفئة.
أما في فرنسا، فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن اعتزامها زيادة خطة إنشاء وحدات الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 40 بالمائة بحلول عام 2030، وفى المجر، أصدرت الحكومة المجرية قرارا في شهر أكتوبر الماضي بتوسيع الاعتماد على الطاقة الحرارية الأرضية وتعزز الاستثمارات الخاصة بها، بينما تعمل الحكومة الإيطالية على تعزيز هذا النوع من الطاقة بالإضافة إلى خطط مماثلة في الدنمارك.
وأشار التقرير إلى أن محطة ميونخ التي ينتهى العمل بها في عام 2030 ستكون قادرة على توفير الطاقة لما يزيد على 800 ألف منزل بمجرد أن تعمل بشكل كامل، موضحا أنه طبقا لبيانات المفوضية الأوروبية فان محطات الطاقة الحرارية الأرضية يمكنها أن توفر الطاقة الخالية من انبعاثات الكربون لنسبة تصل إلى 25 بالمائة من سكان أوروبا، وهو ما يحقق الأهداف البيئية للأمم المتحدة.