الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بالطوباوية بينيديتا بيانكي بورو يونغ

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسه الكاثوليكية اليوم بالطوباوية بينيديتا بيانكي بورو يونغ، ولدت بينيديتا بيانكي بورو في دوفادولا ، في مقاطعة فورلي وأبرشية فورلي بيرتينورو، في 8 أغسطس 1936م. وبمجرد ولادتها ، أصيبت بنزيف وعمدتها والدتها بماء لورد. 

 وعندما كانت طفلة ذات الثلاثة اشهر أصيبت بشلل الأطفال ، واصبحت إحدي ساقيها أقصر من الأخري التى سيطلق عليه اسم " العرج" ، فكانت ترتدي حذاء ثقيل لتقويم العظام. ولكنه ترك تشوهات على ظهرها، وكان يسميها الأطفال "الفتاة العرجاء" لكنها لا تشعر بالإهانة: قفالت أنهم  "يقولون الحقيقة".وفى مايو 1944م تقدمت للمناولة الإحتفالية فى كنيسة سيدة الأنتقال للعذراء مريم ونالت من الأسقف المسبحة الوردية التى ظلت عزيزة عليها طوال حياتها . 

وبالرغم من ظروفها الصحية ، استطعت فى شهر أكتوبر عام 1953م  أن تلتحق بكلية الفيزياء بجامعة ميلانو لإرضاء والدها  ، لكنها لم تعجبها هيئة التدريس وتغيرت بعد شهر إلى كلية الطب. لأنها كانت  مقتنعة بأن وظيفتها هي تكريس نفسها للآخرين كطبيبة. وكانت متفوقة جداً  في دراساتها ، لكن المرض يتطور بلا هوادة فبدأت تعاني من ضعف السمع التدريجي ، والذي يزداد سوءًا على مر السنين، فكانت تتكئ على عصا خوفاً من الوقوع والصدام. وفى سن العشرين ضعفت قرنيتها واصبحت شبه كفيفة .

ومن خلال دراستها فى كلية الطب تعرفت أن مرضها يسمى مرض ريكلينغهاوزن ، وهو انتشار للأورام الصغيرة التي تقوض الجهاز العصبي. بقوة إرادة غير عادية، وبالرغم من إصابتها بالصمم استطعت أن تنهي دراستها الطبية ، فكانت لا تهتم بالتنمر عليها من اساتذتها بسبب إعاقتها . وفى عام 1959م قامت بإجراء جراحة فى الرأس فسبب لها شلل جزئي فى الوجه ؛ عملية ثانية على النخاع فأصيبت بالشلل التام . فكانت تقضي ليالي مظلمة  وهي وحيدة ، بعد اصبحت عمياء وصماء .فكانت تبكى على أحلامها التى رأتها محطمة. أخيرًا يبدأ نور في إلقاء الضوء على ظلامها الداخلي. يبدأ يسوع في شق طريقه إلى حياتها ويكون حضوره أكثر أهمية وثمينًا ، مما يعطي معنى للأيام التي لا نهاية لها ، والألم الجسدي ، والظلام والصمت الذي يحيط بها: فكانت تقول :" أحيانًا أجد نفسي في الأرض تحت وطأة صليب ثقيل.  فأدعوه بمحبة وهو يجعلني أضع رأسي بلطف على حجره". فكان يجتمع العديد من الأصدقاء حول فراشها لملء وحدتها لكنهم يعودون إلى منازلهم وهو ممتلئين بالصفاء والسلام والإيمان . وسمح لها بالقرب من الأصدقاء بالتخلص تدريجيًا من الألم.

 في عام 1962 أخذها أصدقاها إلى مزار عذراء لورد بفرنسا ، يأتي جميع المرضي وهم مستلقين على نقالات باحثين على معجزة ينالوها فى هذا الحج المقدس .  فذهبت مرتين إلى مزار عذراء لورد. وهناك أكتشفت رسالتها المسيحية فعليها أن تقبل المرض وتتعايش معه بكل سكينة وسلام ، فكانت تعطي الأمل لجميع المرضي بروحها المرحة ، فكانت العديد من الحجاج يأتون إليها للاستماع إلى كلماتها المعزية المملؤء بالمحبة والإيمان . وبعد أن تناولت القربان المقدس رقدت  بينيديتا في منزل والديها في سيرميوني ، في مقاطعة بريشيا وأبرشية بريشيا ، في الساعة 10.40 يوم 23 يناير 1964م ، عن عمر يناهز السابعة والعشرين ، وكانت كلمتها الأخيرة "شكرًا لك يارب ". فتركت بينديتا هذا العالم برسالة أمل:فقالت  "أحب الحياة ، لأنني أيضًا كنت سعيدًا بما وهبني إياه الله".منذ 22 مارس 1969 ، ظلت رفاتها ترقد في كنيسة دير سانت أندريا في دوفادولا. تم تطويبها في 14 سبتمبر 2019 في كاتدرائية سانتا كروس في فورلي ، برئاسة الكاردينال بيتشيو كمبعوث للبابا فرانسيس.