الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران جورج أسادوريان: وجودنا كأرمن فى لبنان أساس كينونتنا ومستقبلنا.. الأسقف المساعد للأبرشية البطريركية الأرمنية: لا يستطيع أحد النيل من مكانة مصر.. ونشدّد على أهمية بقاء الشباب فى بيروت

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية هي كنيسة للأرمن الذين يتبعون للكرسي البابوي الروماني، وتتبع الكاثوليك الشرقيين ومقرها بزمار في لبنان، ويتواجد الأرمن الكاثوليك في بلاد الشتات خارج أرمينيا في حلب ودمشق ولبنان وبغداد والبصرة ومصر وأمريكا، ولهم العديد من الكنائس التي تمتاز بطابعها المعماري الأرمني الفريد، بالإضافة إلى اهتمامهم بالثقافة من فنون المسرح والدور الثقافية والرقص الشعبي الأرمني وغيره ،إضافة إلى الموسيقى والغناء والرسم والفنون الأخرى.

وتمتاز علاقة الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية بالطوائف الأرمنية (الأرثوذكسية والبروتستانتية)، بينها علاقات ممتازة، فهم ينشئون دوراً مشتركة للعجزة ومشاريع مسكونية أخرى، ولمعرفة الكثير عن تلك الطائفه التقت البوابة مع الأب جورج أسادوريان (دريجو) الذي عين أسقفاً مساعداً للأبرشية البطريركية الأرمنية، في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن انتخبه سينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية الذي يتم انعقاده بالعاصمة الإيطالية روما وإلى نص الحوار:

  • حدثنا عن مسيرتك مع القضية الأرمنية في بداياتك كمطران؟

منذ بداية مشواري  الكهنوتي دافعت عن القضية الأرمنية في جميع المحافل، وبكل الوسائل الإعلامية الممكنة، من محاضرات، ومقابلات في التجمعات السياسية والمسيحية وخلال الحرب الأهلية اللبنانية كنت الصديق الحقيقي للمؤمنين، من خلال الزيارات التي قمت  بها في المناطق الساخنة لخدمة المرضى وتعزيتهم، والتخفيف من هول الحرب عليهم، كما عملت على مساندة جمعية كاريتاس الخيرية أثناء قيامها بواجباتها في دعم المدنيين ومساعدتهم لاستكمال حياتهم الصعبة آنذاك.


 - ماذا عن الأزمة السورية؟

منذ  بداية الأزمة السورية عام 2011، لم أتوان يوماً في الدفاع عن أرض سورية وشعبها، من خلال محاضراتي ولقاءاتي الكثيرة، لا سيما في البرلمان الفرنسي والمسئولين في كافة الأحزاب الفرنسية، حيث كنت  الصوت الصارخ وسط صمت هذا العالم المطبق، مدافعاً عن الوجود المسيحي في المشرق، خاصة في سوريا والعراق.


- ما رد فعلك كمطران أثناء مرور مائة عام علي الإبادة الأرمنية؟

في هذا العام حيث مناسبة مرور مائة عام على الإبادة الأرمنية من قبل العثمانيين، جنّدت  كل طاقاتي مدافعاً عن القضية الأرمنية، مطالباً بالاعتراف بالإبادة الأرمنية، من خلال العديد من المقابلات التي أجرتها  عبر مختلف الوسائل الإعلامية، ومداخلاتي في البرلمان الفرنسي، وحواراتي مع الحكوميين الفرنسيين، إضافة إلى تنظيمي المظاهرات العديدة في هذا الشأن.
 - كيف تخطيت أزمة مرفأ لبنان؟

لحظة دوّى انفجار مرفأ بيروت المشئوم كنت أتوجه بسيارتي الصغيرة إلى مبنى البطريركية في الأشرفية، منطقة الجعيتاوي وفي أقلّ من ثوانٍ وجهت نفسي بنقل  الجرحى الهائمين بدمائهم ودموعهم على الطرق بعربيتي  من مستشفى إلى آخر.
 - كيف مرت تلك الأيام الحزينة علي بيروت؟

كنت أسعي جاهدا لترميم النفوس  في بيروت، من خلال اللّجنة المسكونيّة لإغاثة بيروت" وكنت أؤمن احتياجات الشعب من الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة.

  - ما أبرز الأحداث التي عانيتها من أزمة المرفأ؟

بعد مرور عده أيام وجدت نفسي أركض بين المستشفيات والأحياء أبحث عن الجرحى من أبناء رعيّتي وأصدقائي وأهلي وحتّى الثالثة والنصف فجرًا بقيت أساعد في مستشفى الجعيتاوي، كنست الزجاج والردم وساعدت في تنظيف موقف السيارات الّذي تحوّل إلى ساحة لاستقبال مئات الجرحى والمصابين من الانفجار حتّى أنّني تلقيت اتّصالات من الولايات المتّحدة يطلبون منّي المساعدة في إنقاذ سيدة مصابة ومحتجزة على شرفة المستشفى لشدّة ضغط الانفجار.
- ماذا عن دورك في حرب لبنان؟

 منذ العام 1986 أيّام الحرب في لبنان كنت أخدم  رعيّتي وأقدم المساعدة في أقصى الظروف حتّى أنّي جهّزت شاحنة صغيرة خصيصًا لجمع النفايات وتوزيع قوارير الغاز والماء والوجبات الساخنة، ونحن الكنيسة الأرمنية نتمتع بثقة أبنائنا الكبيرة، فلا يبخلون بدعم إخوتهم الأكثر ضعفًا من خلالنا المجازر التي اقترِفت بحقّنا وحّدتنا.

  • ماذا يميز الأرمن عن غيرهم؟

هكذا ربينا أنّ الأرمن أينما كانوا يجب أن يَبقوا موحّدين والدليل ما يحصل اليوم في الحرب ضد إقليم ناغورني كاراباخ حيث كل الأرمن توحدّوا للدفاع عن الإقليم وإخوتهم الأرمن ودعمهم بكل الوسائل.

  • هل الدعم كان مقصورا على الأرمن فقط؟

البطريركيّة تعهّدت بترميم 200 بيت من بيوت أبناء الرعيّة الّتي دمّرها الانفجار، من اليوم الأوّل نزلنا إلى الأحياء المدمّرة مع متخصّصين في البناء وجلنا بيتًا بيتًا وحاولنا على الأقل إصلاح أبواب المدخل الرئيس للبيوت المتضرّرة كي يتمكّن أهلها من النوم فيها ويكونوا محميّين من السرقة، هذا عدا عن الكنائس التي تضرّرت بشكل كبير وبينها الكاتدرائيّة الكبرى في ساحة الدباس في بيروت ومقرّ البطريركيّة في الأشرفية وكنائس برج حمّود والزلقا والّتي سنؤجل ترميمها إلى ما بعد الانتهاء من ترميم البيوت لتعود إليها العائلات قبل الشتاء، ومنذ بداية الأزمة الاقتصاديّة ونحن نقدّم وجبة غداء يوميّة لنحو 200 عائلة ونحن نطبخ ونوزّع على الرعايا في برج حمود والجوار بلبنان كما نقدّم مرّة في الشهر حصصًا غذائيّة لنحو 850 عائلة، وتنقصنا الأدوية لا سيّما مع الظروف الاستثنائيّة الّتي فرضتها جائحة فيروس كورونا وعدد المصابين بين العجزة الّذين لا معيل لهم الّذي يتزايد ونجد أنفسنا مضطرين للتدخّل وتأمين العلاج لهم ونتدخل مرّات حتّى لتأمين دخولهم إلى المستشفيات.  

 - من وجهة نظرك هل الأزمات توحد الأديان؟

نشكر الله دائمًا على نِعَمِه واليوم لدينا نعمة أكبر تتجسّد بهذا التضامن بين كنائس بيروت ومجلس كنائس الشرق الأوسط والّذي تمّ تنظيمه حتّى من خلال إنشاء "اللّجنة المسكونيّة لإغاثة بيروت" وكان لي الشرف أن أنضمّ إليها من قبل كنيستي فمأساة المرفأ سببّت الكثير من الألم صحيح، لكن نشكر الله أنّها وحّدت الإنسان مع أخيه الإنسان وأشعلت بينهم جذوة المحبّة.
 - ما رأيك في الذين يتركون بلادهم؟

نحن مدعوون لنكون شهودًا في هذا الشرق، ولنكون شهودًا لحتمية الوجود المسيحي فيه لذلك فإنّ وجودنا كأرمن في لبنان أساس في كينونتنا ومستقبلنا، لذا نشدّد على أهميّة بقاء الشباب في لبنان ونحاول أن نثبّت فيهم قناعة "ما في أحلى من لبنان".
- ماذا عن مستقبل الأرمن وبيروت؟
الناس تحتاج اليوم لكلّ أنواع المساعدات ونتمنّى أن تساعدونا لعودة لبنان كما نرى أنّ الحاجة ستكون أكبر في تأمين التعليم لأولادنا لذا اتّخذ غبطة البطريرك غريغوار غبرويان القرار بحسم نسبة الثلثين من الأقساط في مدارسنا، لا يمكن أن نسمح لأولادنا أن يذهبوا إلى مدارس يفقدون معها لغّتهم الأرمنيّة والقيم الروحيّة والدينيّة الّتي نحرص على تربيتهم عليها. لكن مدارسنا تواجه الأزمة الاقتصاديّة الحالية بصعوبة، لذا لجأنا للاقتراض وجمع التبرّعات لفتح السنة الدراسيّة، وممنوع ألا يذهب أولادنا إلى المدارس أو يلتحقون بها أونلاين.

  • كيف ترى مصر؟

مصر الحضارة، النهضة، الفن التراث، الأثر الطيب في نفوس زوارها.

مسيرة المطران جورج أسادوريان
 
ولد المطران جورج أسادوريان  في مدينة القامشلي، شمال شرق سورية 1961 وسيم كاهناً في مدينة القامشلي، منذ عام 1986 ولغاية 1987: نائب رئيس إكليريكية سيدة بزمار، لبنان ومنذ عام 1986 ولغاية 2007: مسئول عن القسم الأرمني في إذاعة صوت المحبة، لبنان ومنذ عام 1986 ولغاية 2005: مستشار سياسي ومسئول في السكرتارية البطريركية، لبنان ومنذ عام 1987 ولغاية 1988: نائب لكاهن رعية القديس الياس، ساحة الدباس، لبنان ومنذ عام 1987 ولغاية 1994: سكرتير للمحكمة الروحية الكاثوليكية، لبنان، ومنذ عام 1987 ولغاية 1990: مرشد روحي لشئون السجون بلبنان، ومنذ عام 1987 ولغاية 1990: مرشد روحي لكشافة الأرمن الكاثوليك لرعية الصليب، في لبنان، ومنذ عام 1989 ولغاية 2007: كاهن رعية القديس الياس، ساحة الدباس، لبنان ومنذ عام 1990 ولغاية 1993: كاهن رعية كنيسة البشارة، بيروت، لبنان ومنذ عام 1990 ولغاية 2000: عضو بمجلس رئاسة جمعية كهنة بزمار، لبنان ومنذ عام 1990: مرشد روحي للجنة الخيرية، لبنان ومنذ عام 2000 ولغاية 2003: كاهن رعية القديس يوسف، بيروت، لبنان ومنذ عام 2000 ولغاية 2006: قاض في المحكمة الروحية، لبنان ومنذ عام 2007 ولغاية الآن: كاهن رعية باريس وارنوفيل.