الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رئيس صندوق التنمية الثقافية: تسويق المنتج الثقافى وبيع اللوحات لا يعنى تسليع الثقافة.. هاني أبو الحسن: لدينا خطة مُحكمة للترويج السياحى وفق معايير السوق

د هاني أبو الحسن
د هاني أبو الحسن مع الزميل ياسر الغبيري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مسابقة الأصوات الذهبية لم تتوقف وستشهد تطورًا عصريًا

ملتقى الأقصر يُحقق إتاحة المنتج الثقافى

 لدينا مشروع مهم فى القرنة بقرية حسن فتحى

لا نمنع أو نحجب أغانى المهرجانات ونُقدم مُنتجا موازيا

يحمل رؤية واعية، ويطمح إلى تحقيق منجز كبير من العمل الجاد، يعرف حجم التحديات، ويؤمن بالعمل وفق الموارد المتاحة من خلال توظيفها توظيفًا أمثل، جمع بين حماسة الشباب وإصرارهم، وحكمة الكبار ورويتهم، إنه الدكتور هانى أبو الحسن، رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، الذى صدر فى نوفمبر الماضى قرارًا بتوليه رئاسة قطاع صندوق التنمية الثقافية، ليبدأ منذ ذلك الوقت رحلته مع العمل الثقافى الدؤوب.

«البوابة نيوز» التقته فى الأقصر على هامش ختام فعاليات ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، وإلى نص الحوار..

■ ما المعايير التى يتم على أساسها اختيار الفنانين المشاركين فى ملتقى الأقصر الدولى للتصوير؟

- لا يخفى عليك أننى توليت مهام عملى قبل نهاية الدورة التى نحتفل بختام فعالياتها بشهر، أى أننى الآن قضيت شهرًا واحدًا فى عملى رئيسًا لصندوق التنمية الثقافية، وهذه الدورة بدأ العمل بها منذ عام، ويتم تشكيل لجنتها العليا بقرار وزاري، وتمارس أعمالها طوال عام.

■ معنى هذا أنه الحدث الأول بالنسبة لك رئيسًا للصندوق؟

- بالفعل، هو الحدث الأول الذى أشهده رئيسًا للصندوق، ومع هذا دعيت اللجنة العليا للملتقى إلى اجتماع حينما بدأت العمل، وكان موعد الختام قد اقترب بشكل كبير جدًا، وبعض أعضاء اللجنة اعتذر نظرًا لارتباطات خاصة، وكان لزامًا على أن أطرح السؤال الأهم على من حضر من أعضاء اللجنة وهو، هل هناك أى معوقات للعمل خلال الفترة الماضية، أدت إلى حدوث ما يُعرقل تنفيذ هذه الدورة؟ وكانت الإجابة بالنفي، وأن الأمور تسير وفق الخطة الموضوعة من اللجنة، فكان لا بد من السؤال التالي، هل لديكم مطالب خاصة باللحظة الراهنة، أو فرضتها ظروف تنفيذ الدورة الحالية؟ فأنا موجود الآن لتسهيل كافة طلباتكم وتذليل الصعاب، وحل المشكلات إن وُجدت، وكانت الإجابة أن الأمور تسير بشكل طيب، وأنه لا توجد معوقات فى العمل، فأكدت عليهم فكرة وجودى للدعم والتأكيد على بذل كل جهد لتنفيذ عملهم على أكمل وجه، وألا يترددوا فى طلب الدعم.

■ نعود للسؤال الأول واختيار الفنانين المُشاركين؟

- نعم، حينما سألت عن الفنانين المُشاركين من الخارج وجدت أن الأمر له علاقة بالواقع الاقتصادى العالمي، وهى مشكلة لن أخفيها، فبطبيعة الحال أسعار تذاكر الطيران تأثرت بما يحدث فى السوق العالمية، فأصبحت لا تستطيع أن تستقدم الفنان على حساب الدولة من الخارج، لأن الأمر مرتبط بالعملة الصعبة المتغيرة طوال الوقت.

■ كيف تعاملتم مع هذه الأزمة إن جاز التعبير؟

- هى لم تكن أزمة فى الحقيقة، ولكنها مسألة عرض وطلب، فنحن نوفر إمكانيات محددة للفنان، وبناء عليها يقبل المشاركة أو يرفض فالأمر متروك لتقديره، ولكن الفترة الزمنية كانت ضيقة جدًا بالنسبة لى لتعديل أمر قائم، خاصة أن الختام حينها كان قد تبقى عليه أيام قليلة، وهذا لا يعنى أن الفنانين المشاركين كانوا دون المستوى، فالأعمال نتاج الملتقى على درجة كبيرة من الإبداع كما رأينا، بها تنوع كبير يعكس ثقافة كل فنان من الفنانين المُشاركين، وكذا تأثرهم بالبيئة، والحضارة المصرية القديمة.

■ لكن دعنا نسأل مرة أخرى، كيف يتم اختيار الفنانين للمشاركة؟

- اللجنة العليا للملتقى، وقبل أن أتولى مهام عملى فتحت باب التقدم للفنانين، والفنانون قدموا أعمالهم وحدثت مفاضلة بينهم، وأنا وجدت أن هذه الفكرة جيدة، بحيث يتقدم الفنان لطلب المشاركة ونحن -اللجنة العليا - كجهة منظمة نختار من يُشارك معنا من الفنانين، وهذا هو معيار الاختيار هذا العام.

■ ننتقل من الملتقى إلى صندوق التنمية بشكل عام.. ما الأولوية لديك فى الفترة المقبلة؟

- انطلاقًا من تكليفات الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، تبدأ أولويات العمل لاستعادة مكانة صندوق التنمية الثقافية، والذى أنشيء لتحقيق أهداف لا تستطيع جهات أخرى مقيدة بأنظمة عمل تحققه، وأهم الأهداف هو تسويق العمل الثقافي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة، وإتاحة الخدمة الثقافية والمعرفة والتنوير لكل أبناء الشعب دون تمييز، والتسويق للعمل الثقافى لتحقيق نسبة عائدات، والدعاية السياحية.

■ هل يُعد الملتقى الدولى للتصوير أحد هذه المشروعات؟

- بالتأكيد، فهو يؤدى إلى إتاحة المنتج الثقافي، وتوفير بيئة عمل للفنانين من الداخل والخارج سواء من الكبار أو الشباب فهم يجتمعون سويًا فى مكان واحد، وهذا الموقع تحديدًا تم انتقاؤه بغرض الدعاية للسياحة والحضارة المصرية.

■ ماذا عن مراكز الإبداع التابعة لصندوق التنمية الثقافية؟

- مراكز الإبداع التابعة للصندوق تصل إلى ١٧ مركزا إبداعيا، وخلال الفترة القادمة سيكون هناك اهتمام بتنشيط عملها، فكل مركز إبداع له شخصية فى اتجاه فنى وثقافى يدعمه ويسير فى إطاره ويحمل اسمه، وهذه الشخصية ربما تكون قد اختفت بدرجة ما، وهدفنا أن نعمل على استعادة هذه الشخصية والخصوصية لكل مركز ثقافى تابع، فإذا كنت تبحث عن منتج ثقافى معين، يجب عليك أن تبحث عن المكان المؤثر، فمثلًا بيت العود لا يمكنه أن يحل محل بيت الشعر أو يقوم بدوره، فلكل منهما دور ورسالة وشخصية وهوية تميزه عن غيره، وهو ما سنعمل عليه. 

- هل سيكون هناك انتقاء للمنتج الثقافى المُقدم؟

- بكل تأكيد سيحدث هذا، سنعمل على انتقاء نوعية المنتج الثقافى المقدم، فلسنا مطالبين بتقديم كل شيء، ولكن الواجب علينا أن نُقدّم المشروعات التى تحقق أهدافًا تعود بالنفع على مستهلك الثقافة، ويكون لها تأثير إيجابى كبير على المجتمع، وسنقيس هذا التأثير بوسائل متعددة، فالآن فهناك منصات كثيرة قادرة على قياس التأثير، وهناك مشروعات جديدة تطرح يوميًا، ويوجد ١٠ مشروعات تدرس حاليًا.

■ لماذا تم وقف مسابقة الأصوات الذهبية؟

- هذا لم يحدث، مسابقة الأصوات الذهبية لم يتم إقافها، ولكنها تأخرت عن موعدها، وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك ملامح جديدة للمسابقة، سواء فى عملية انتقاء لجان التحكيم، أو استعادة الأهداف الأساسية التى تأسست عليها المسابقة، وكذا تطويرها بأفكار جديدة، وإنتاج محتوى جديد للفنانين الفائزين، بالإضافة إلى دراسة مشروعات أخرى مثل تأليف الأغاني، وتوزيع المنتج، وتوفير منصات يُنشر عليها المحتوى الغنائى الجديد العصرى الذى يتماشى مع أذواق الشباب.

- هل سيكون التركيز على الأغانى القديمة؟

- ليس شرطًا أن يتغنى الشباب طوال الوقت بأغانى عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، فالحفاط على التنوع والدمج مهم جدًا، بحيث يجد كل فرد ذوقه دون منع أو عزل أو إقصاء، فالفن يُشبه الإنسان، فهو عبارة عن خلطة متنوعة، وكل شخص لديه رؤى خاصة، فى الغالب هى التى تُكون شخصيته.

■ حدثنا عن دور الصندوق فى الترويج السياحي؟

- خبراء السياحة يشيرون إلى أن سائح الأقصر وأسوان يختلف عن سائح الغردقة وشرم الشيخ، وبالضرورة ينبغى إلقاء نظرة على المتاحف التى أنشئت فى هذه المدن، وقياس مدى الاستجابة، وحجم التأثير على تفاعل السائحين هناك، فكل مكان له شخصية، وعلينا أن ندرس شخصية المكان، وندرس السائحين المستقطبين، فالتسويق عبارة عن خطة لها مدى زمني، ولها شرائح مستهدفة، ورد فعل متوقع حدوثه عند القيام بالحملة، ونحن الآن نعمل على حملات دعائية إعلانية قصيرة، وهناك بروتوكولات بين الوزارة وشركة المتحدة الإعلامية، وسيكون هناك بروتوكولات أخرى مشابهة مع جهات أخرى، للتركيز على تكوين محتوى دعائى للمنتج الثقافى بحيث ينتشر ويؤثر فى المجتمع بشكل أكبر، وسيكون مبنى على خطة نشاط أكثر انتقائية.

■ هل لديكم خطة لما يُعرف بـ«الاقتصاد الإبداعي»؟

- لدينا الآن مشروعان أو ثلاثة مشاريع للاقتصاد الإبداعى مع جهات داخل الدولة وخارجها وجار دراستها، وسيعلن عنها فى وقته وحينه، ونحن نعمل على توظيف كل الإمكانيات التى نملكها، ونعتمد على الشباب فى إنتاج مادة ثقافية ليست قابلة للبيع، ولكنها مطلوبة سواء مجانية أو بمقابل معقول.

■ هل هناك أهداف للأنشطة المُقدمة؟

- لو نظرنا إلى سلوكيات الإنفاق بشكل عام لوجدنا أن هناك نوعين منها، إما الإنفاق العشوائى دون هدف، أو الإنفاق الرشيد القائم على خطة لتحقيق أهداف محددة سلفًا، وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة حيث يمكنك أن تُقدّم أنشطة كثيرة دون داعى أيضًا، على سبيل المثال لدينا ٢٠ نشاطا، ولكن لا يوجد تأثير لأى منها أو شخصية، وإن كان المبلغ المُنفق على كل منها صغيرًا جدًا، وفى تقديرى جمع هذه المبالغ الصغيرة وإنفاقها على مشروعين يتم من خلالهما دمج المشروعات الصغيرة، لكان الأمر أفضل كثيرًا وأكثر تحقيقًا لأهدافه. وهناك حوار دائم بينى وبين الفنانين والقائمين على الأنشطة، وهناك رموز كبيرة موجودة لها احترامها، وأحيانًا نناقش قضايا مهمة على الساحة، فإعادة توجيه الأموال، أو دراسة أوجه الإنفاق ودعم المشروعات من الوسائل الهامة جدًا.

■ كيف تواجهون ثقافة أغانى المهرجانات؟

- دعنى أقول أولًا.. هل سألنا أنفسنا كيف خُلق هذا النوع من الغناء؟ وهل يتطلب مواجهته والتصدى له؟ حقيقة كل إنسان له الحق فى الانتقاء، ودورنا أن نضع منتجا يؤدى إلى تعديل المسار، فلا نمنع أو نُغلق، ولكن نُقدم منتجا موازيا، فأساس العمل هو التنوع وعليك استثارة ذائقة معينة عند الشباب، وتحريك كيمياء معينة لاتجاه معين، ويحدث هذا بطريقة واحدة فقط، وهى أن يسمع الأغانى كخلفية.

■ ما المقصود بسماع الأغانى كخلفية؟

- أقول لك.. هناك مهن كثيرة مؤثرة فى ثقافة المصريين منذ زمن بعيد من المفترض العمل عليها، وأنا أدرسها الآن مثل "سائقى التوكتوك، والميكروباصات، والأتوبيسات، وعامل الدى جى فى الأفراح، وكاشير المحلات"، فالمهرجانات انتشرت أثناء انتشار هذه الفئات الوظيفية فى مجتمعنا، وأصحاب هذه المهن يتعاملون مع فئات كثيرة من المصريين يوميًا، يفرضون عليهم هذه الأذواق، ونحن نواجه هذا الأمر بإنتاج الصوت الذهبى وغيره، ونهتم بالشعراء، وإقامة ورش ولقاءات، ونطلب من الشعراء تأليف أغانى وألحان يتم توزيعها وتسجيلها، ويكون هناك منصات مؤمنة لحماية المحتوى لنشر هذه الأعمال وغيرها.

■ ما الجديد لديكم فى قرية حسن فتحي؟

- لقد كُلفت بمتابعة مشروع المرسم فى القرنة بقرية حسن فتحي، وفقًا لتعليمات وزيرة الثقافة، وهناك مرحلتان فى المشروع وهما: "ترميم المكان، والانتهاء من مشكلات المياه الجوفية"، وهناك اتجاه للتواصل مع الجهات الأخرى المسئولة عن التنفيذ معنا بحيث يتم الانتهاء منه، والمتوقع أن ينتهى فى مايو، وسيكون هناك زيارة أخرى فى شهر فبراير لمعرفة ما تم الانتهاء منه. وهناك أيضًا قطعة أرض مواجهة للمشروع مخصصة لصندوق التنمية الثقافية منتهية التصاميم، وهذه الأرض ستكون موقعا ثقافيا تابعا يُقام بها أنشطة مختلفة ونوعية على مدار العام، والهدف منها يُشبه هدف الملتقى، وهو الاهتمام بالفن التشكيلي، والتصوير الزيتي، وتصميم الأزياء ما بين المحلية والعالمية والعمارة والفنون الشعبية، وغيرها.

■ هل هناك خطة لتعظيم موارد الصندوق؟

- تعظيم الموارد قائم طوال الوقت، وتسويق المنتج الثقافى وبيع اللوحات والاستفادة منها بعرضها لا يعنى أبدًا تسليع المنتج الثقافي، ولا نستبعد أن يكون لدينا صالات عرض وبيع قريبًا، إضافة إلى مبادرة صنايعية مصر، التى تحظى باهتمام وزيرة الثقافة، ونحن نستعد لإطلاق المرحلة الثالثة منها، وفق رؤية جديدة، وتمت الاستعانة بخبراء فى اللجان، وأصبح هناك اهتمام أكبر فى تسويق المنتج والاستعانة بمن تخرجوا فى الدورات السابقة، لأن وزيرة الثقافة وجّهت بإنشاء خط استثمارى موازى بالحرف التقليدية والتراثية فى الزيارة الأخيرة لمركز الحرف التراثية بالفسطاط، كما وجهت برفع كفاءة المكان وتجهيزه، وإجراء الصيانات اللازمة، وإعادة تشكيل الكوادر القائمة، وتزويد المكان بالخامات والأدوات، والاستعانة بالخبراء سواء رسميين فى الدولة، أو مؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى نفس المجال، وجار أيضًا الاستعانة برجال الأعمال المهتمين بالعمل فى هذا الملف، ولدينا اهتمام بتقديم عروض تسويقية، واحتفالات كرنفالية، ومهرجان للحرف، وسيكون هناك أنشطة مختلفة، تؤدى إلى تسويق المنتج وتحقيق دعاية جيدة ونرجو أنها تحقق عائدًا مناسبًا، وقد وضعت خطة لهذه المنتجات لا تعتمد على استخدام هذه المنتجات كديكور كما تُقدّم دائمًا، ولكن لا بد لها أن تقدم كمنتجات تستخدم بالفعل، والاستغناء عن فكرة تقديمها كـ"كماليات"، وهذا الأمر سيجلعها سلعة استهلاكية تباع بشكل أسرع.