الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ملتقى الهناجر الثقافي يختتم العام بـ"القوى الناعمة وبناء الوعي".. صور

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اختتم قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي لهذا العام، والذى جاء هذا الشهر تحت عنوان "القوى الناعمة وبناء الوعي"، مساء أمس الجمعة، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.

استضاف الملتقى كلا من: نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، والفنان محمد ثروت، والدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، ومستشار وزيرة التضامن، وأدارت اللقاء الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى.

بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه قالت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، في كلمتها، إننا نودع بعد ساعات عام يحاول أن يطوى أوراقه ويذهب بكل مافيه من تحديات ويترك لنا أيضا نصيبنا من التحديات، لكن هناك المزيد من الفرص، ونستقبل عام جديد ندعو الله أن يكون عام خير وأمن وأمان على العالم كله.

وأضافت عبدالحميد، أن القوى الناعمة هى المفهوم المقابل للقوة الصلبة والخشنة أو العسكرية، وإن كانت القوة العسكرية فى كثير من الأحيان تقوم بمهام القوة الناعمة مثل المعونات، والمناورات العسكرية، وما تقوم به الشئون المعنوية بالقوات المسلحة والهيئة الهندسية من مؤتمرات وندوات تثقيفية وأفلام تسجيلية وثائقية فقط عندما تستخدم الذخيرة الحية تكون هنا قوة خشنه

وأوضحت عبد الحميد، أن القوى الناعمة متعددة الروافد والتى هى بدورها متعددة المحاور والرؤى، والقوى الناعمة هو مفهوم دقيق وحساس وجميل، فكيف لبعض هذه القوى أن تتوحش وتصبح بدلا من أن تكون سبيلا للعلم والمعرفة، مشيرة إلى وظيفة القوى الناعمة هى التغيير والتغير  للأفضل وكيف يكون الإنسان أكثر إنسانية واستنارتا، فالقوى الناعمة تساعد الإنسان أن يتشرب الثقافات والمعارف المختلفة، وتساعده أن يؤمن بالتعدد الثقافى، ويكون أكثر إبداعا، ومقدرة على التسامح والمحبة بالدرجة الأولى، وتحرره مما قد يترسب فى نفسه من مشكلات وأمراض مجتمعية نتيجة لبعض السلبيات والصراعات التي يمر بها الإنسان في مجتمع من المجتمعات.  

هنأ نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، الجميع بالعام الميلادى الجديد، قائلا: إن المركز الثقافى القبطى يعد أحد أذرع القوى الناعمة فى مصر، فالقوى الناعمة تعرف بقدرتها على التأثير، وهى سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الإقناع بدل من الارغام والضغط بالقوة العسكرية، وهى أيضا السلاح الأقوى لمواجهة كافة أوجه التطرف والإرهاب، ومصر دائما لها مكانة ثقافية وفنية متميزة وشهدت نهضة ثقافية وفنية وإعلاء شأن المرأة، وعلينا أن ندرك دور الثقافة فى مرحلة الإصلاح فى ظل الجمهورية الجديدة.

وأشار الأنبا إرميا إلى مصر تعد أولى الدول التى انفتحت على الدول الغربية من خلال السينما، والدراما، وعروض الأوبرا، والشعر، والأدب، وغيرها، مؤكدا أهمية قيام رجال الدين بإبراز السمات والأخلاق الطيبة، ونبذ الإرهاب والعنف، ونزع الكراهية وبث الحب والحرية الحقيقية من خلال الخطاب الدينى الذى له أكبر تأثير على أفراد المجتمع.

من جهته قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن الإعلام له تأثير كبير كأحد أذرع القوى الناعمة، فالإعلام هو ناقل للخبر، وإذا صلح المجتمع صلح الإعلام وتواجدت الشفافية والمصداقية فى نقل الخبر عن الحدث، وأن القوى الناعمة فى اعتقاده هى حصيلة لعدد من القوى منها القوة العسكرية.

وأضاف حسين، أن مفهوم القوى الناعمة هو أن تجعل الآخرين يتبعون النموذج الخاص بك، وليس هناك تعارض فى تواجد القوة الصلبة مع القوى الناعمة، وعلينا مواجهة التيارات الفنية والثقافية السيئة وغير الهادفة، والتصدى لها من خلال تقديم الأعمال الجيدة والنماذج الحقيقية المشرفة، وعلينا أن نناقش أى سلبيات فى المجتمع بهدوء ونستمع لمقترحات وحلول الآخرين بصدر رحب ودون تشدد .

من ناحيته أكد الفنان محمد ثروت، القوى الناعمة تكمن داخل الإنسان نفسه، وبعودته لقيمه ومبادئه المصرية الأصيلة التى لا تتغير، فتعود القوى الناعمة لوجدان الإنسان، منوها إلى أن القوى الناعمة المصرية علمت العديد من شعوب العالم من خلال الأخلاق الطيبة والأصالة المصرية، لكن اليوم فى كثير من الأحيان، نجد الدراما والغناء يتضمن كل منهما سلوكيات ليست من تراثنا ولا عاداتنا وطبيعتنا المصرية الأصيلة.

وأضاف ثروت، أنه يستطيع كل فرد أن يشكل عنصر أساسى فى المجتمع من خلال تعاونه مع الآخرين وانتهاج السلوكيات والأخلاق المصرية الطيبة، وبلادنا بلد راسخة ومعانيها ضاربة فى جذور التاريخ، ويجب على الجميع التكاتف معا لخدمة بلدنا والتصدى لأى هجمات تحاول تشويه حضارتنا وثقافتنا وتاريخنا .

من جهته أوضح الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط بجامعة الفيوم، ومستشار وزيرة التضامن، أنه أذا فشلت القوى الناعمة فى أداء مهامها، نحتاج وقتها للقوى العسكرية، ونعلم جيدا أن أى مستعمر يعلم مدى تأثير وأهمية الثقافة والقوى الناعمة والوعى، لذا كان المستعمر فى الماضى يحرق المكتبات، ويبعد الشعب عن التعليم والثقافة تماما، والاستقرار الحقيقى هو الذى ينتج عن استقرار ونهوض القوة الناعمة.

وأشار هاشم، إلى وعى الفرد هو مسئولية الإعلام، الذى يقوم بتصحيح المفاهيم والمعلومات المغلوطة، وبالتالي يؤثر على تشكيل الوعى فى المجتمع، وكلما ارتفع مستوى الثقافة والتعليم والوعى والذوق العام، كلما تواجدت أجيال على مستوى عالى من الثقافة والفن بمختلف مجالاته.

وقال الفنان طارق الدسوقى، إن كل ماله علاقة بالثقافة والفن والإبداع والإختراع كان أساسه ومنبعه مصر، لذا استطاعت مصر أن تحافظ على الهوية المصرية بكل ماتحمله من حضارة وموروث ثقافى وفنى، فالقوى الناعمة فى مصر خاصة تملك المحتوى وشديدة التأثير على الأفراد فى صياغة عقلها ووجدانها خاصة على الشعب المصرى، من هنا فطن أعداء الوطن لهذه المسألة وبدأوا فى التخطيط لغزو ثقافى وفكرى وإبداعى ممنهح وليس صدفة على الإطلاق، .

وأوضح الدسوقى، أنه إذا أردنا إعادة صياغة فكر ووجدان المجتمع بما يتناسب مع المرحلة الراهنة التى تواجه الكثير من التحديات والمخاطر، فيجب أن يرسخ أى عمل فنى الهوية المصرية بكل ما تحمله من عادات وتقاليد وقيم ولغة، وأن يعمل على ترسيخ روح الانتماء وحب الوطن لدى الشباب، ويؤكد على مفهوم الوحدة الوطنية وأن صمام الأمان للوطن هو فى ترابط شعبها إلى قيام الساعة، ويلقى الضوء على فترات ونماذج مشرفة ومشرقة، ويخوص فى مشاكل وهموم الناس ويحاول طرح حلول لها .

وتضمن الملتقى باقة من الفقرات الغنائية قدمتها فرقة شموع الموسيقية بقيادة الفنان سعيد عثمان، الذى تغنى والمطربة أسمهان عادل، بمشاركة مطربين من ورشة الهناجر "نهى المصرى وعبد الرحمن عبدالله"، بباقة متنوعة من أغانى كبار نجوم الطرب، منها "أحلف بسماها وبترابها، عليك صلاة الله وسلامه، أمتى الزمان يسمح ياجميل، بتسأل ليه علية، أمانة عليك يا ليل طول، لما راح الصبر منه، سحب رمشه"، وتغنى الطفل الموهوب محمد الخولى بأغنية " ثلاث سلامات".