الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

شجرة عيد الميلاد الفلسطينية بالدم مروية

ثائر نوفل أبوعطيوى
ثائر نوفل أبوعطيوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل عموم الأراضي الفلسطينية بإضاءة شجرة عيد الميلاد، إيذانًا بانطلاق أعياد الميلاد المجيدة وسط حضور رسمي وشعبي في أجواء احتفالية تعلوها البسمة والفرحة على قلوب جميع المحتفلين ، حيث تبلغ ذروة عموم الاحتفالات يوم 25  ديسمبر حسب التوقيت الكنيسة الغربي ، ويوم 7 يناير للأشقاء المسيحيين في فلسطين.

الأيام القليلة التي تفصلنا عن احتفالات (الكريسماس) ، والتي تتميز أجوائها وزيتنها في إنارة شجرة الميلاد وسط الاحتفالات الموسيقية والكشفية التي تعم الأراضي الفلسطينية ، تأتي تأكيدًا على عمق العلاقة الأخوية والإنسانية والوطنية التلاحمية بين أبناء الوطن الفلسطيني الواحد من مسلمين ومسيحيين، حيث تظهر الصورة في إنارة شجرة عيد الميلاد المجيد الاحتفال المشترك والفرحة المشتركة دون ظهور أي فروقات واختلافات أيًا كانت بين أبناء الوطن الواحد، لأنه ما يجمع عموم أبناء شعبنا كما قالها الشهيد الخالد ياسر عرفات هو الدم الفلسطيني الواحد المشترك والهوية الوطنية، فلهذا وعلى الدوام نجد في ربوع الأراضي   الفلسطينية  كافة الأعياد والاحتفالات واحدة والتهاني والتبريكات تكون من الجميع وللجميع دون استثناء.

تأتي الاحتفالات السنوية العامة في كافة الأراضي الفلسطينية مع مطلع أول رأس عام ميلادي جديد  وسط بهجة وفرحة وسرور تخيم على كافة مناحي الحياة، وهذا استعدادًا لاستقبال عام ميلادي جديد يحمل في طياته تجديد الحلم والأمل من جديد لحياة فلسطينية تتمسك في الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال الذي طال ليله وأمده.

لقد ساهمت الثورة الفلسطينية على مدار نشأتها ومنذ انطلاقتها المباركة أن تعمل على تذويب الاختلافات في الأعراق والأعراف والأديان وصهرها جميعًا  في إطار عام وواحد موحد ألا وهو الانتماء للقضية الفلسطينية في إطار الحركة الوطنية التي تجمع عموم أبناء شعبنا ضمن هدف واحد ورؤية شاملة موحدة تجاه بوصلتها الأرض المحتلة فلسطين وتحريرها من الاحتلال الغاصب.

نجحت الثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة زعيمها الشهيد الخالد ياسر عرفات أن تجمع الفلسطينيين جميعًا مسلمين ومسيحيين في فكرة وطنية واحدة وشاملة عنوانها الدم الواحد والمصير المشترك الواحد في ساحة المعركة الوطنية الفلسطينية ومواجهتها للاحتلال الإسرائيلي الغاشم، لأن المحتل لا يفرق بين أديان الفلسطينيين ومعتقداتهم، وأكبر دليل وبرهان وكمثال حي واقعي وقريب، اغتيال الشهيدة الصحفية " شيرين أبو عاقلة" برصاصة قناص إسرائيلي محتل حاقد.

في ظل الاحتفالات في إنارة شجرة عيد الميلاد المجيد ، واقتراب الاحتفالات العامة الفلسطينية بقدوم العام الميلادي الجديد لا يزال الاحتلال الإسرائيلي وكعادته يواصل مسلسل القتل والقمع والتنكيل والاعتقالات والتهويد وعرقلة سير الاحتفالات بقدوم العام الجديد من خلال إقامة حواجزه الاحتلالية بين المدن والمحافظات الفلسطينية وتقطيع أواصرها، وهذا بهدف التنغيص على الفلسطينيين في كافة مناحي حياتهم في أعيادهم وأفراحهم وحتى أتراحهم.

ونستشهد في ذكر ممارسات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة في كلمة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، في كلمته الاحتفالية بإنارة شجرة عيد الميلاد المجيد من أمام شرفة فندق الامبيريال بالقدس المحتلة، والمُهدد بالاستيلاء عليه من قبل الجمعيات الصهيونية المتطرفة "أن  القدس هي منارة للعالم كله، خاصة في مواجهة الاضطرابات والعنف التي تؤثر على حياة الكثيرين، لقد أصبح المسيحيون هدفًا لهجمات متكررة ومستمرة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة، خاصة في المدينة المقدسة. 

منذ عام 2012، ارتُكبت جرائم لا حصر لها ضد المسيحيين، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية واللفظية على الكهنة، وتم شن هجمات على الكنائس، وتم تخريب الأماكن المقدسة وتدنيسها بشكل منهجي، بالإضافة إلى الترهيب المستمر للمواطنين المسيحيين الذين يسعون الى عيش حياة طبيعية كما أعطاهم الله هذا الحق، هذه الجماعات الصهيونية المتطرفة ترتكب جرائمها في محاولة متعمدة لطرد المسيحيين من القدس وأجزاء أخرى من الأرض المقدسة.

عيد ميلاد مجيد لكافة الأشقاء الفلسطينيين والعرب ، وعام ميلادي مجيد نرجو من الله أن يكون عام الخير والسلام والرخاء والبشريات السعيدة لعالم الإنسانية بأسره.

* صحفى فلسطيني وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين