الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عميد دار العلوم السابق: تطبيق مبدأ المواطنة الوسيلة المثلى لحل إشكاليات الأقليات بالعالم الإسلامي

عميد دار علوم السابق
عميد دار علوم السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعا الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان، عميد كلية دار العلوم السابق، ورئيس قسم الفلسفة الإسلامية الحالي إلى بتقنين مبدأ المواطنة، كمظلة للتعايش بين أطياف المجتمع الواحد، باعتبار ذلك هو الحل الأمثل لحل إشكاليات الأقليات في العالم الإسلامي.
وجاء ذلك في ورقة عمل قدمها الدكتور عبد الراضي رضوان، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للمعهد الألماني للأبحاث الشرقية بعنوان: (الدين..التدين..المجتمع..العلاقات الترابطية)، الذي استضافته مدينة الإسكندرية على مدار يومي 11، و12 ديسمبر الحالي. 
وأوضح أن تطبيق المواطنة على أساس القاعدة التي اعتبرها الطاهر بن عاشور صاحب تفسير "التحرير والتنوير أجلى معاني العدل"، هو الوسيلة المثلى لمواجهة إشكاليات الأقليات، لأن هذا المبدأ يضمن المساواة في الحقوق والحريات، مقابل الوفاء بالالتزامات والواجبات.
وأشار الدكتور عبد الراضي رضوان في ورقة العمل التي قدمها إلى أن تلك القاعدة كانت أساسا للعمل الوطني المشترك، في التحرر من الاستعمار الغربي، وتأسيس الدول الوطنية الحديثة، ذات المشروعية الجديدة، القائمة على ذلك المبدأ، وهو ما يسمح بتراجع واختفاء أي مصطلحات أخرى تعبِّر عن علاقة التعايش بين الأطياف، مثل: مصطلح الأقلية، ومصطلح شركاء الوطن،وغيرهما، تلك المصطلحات ذات الحمولة الإيحائية بالدونية والانتقاص وعدم المساواة.
وأضاف: "إذا كانت النوازل وفقهها قد استحوذت على عظيم اهتمام المجتهدين والمجددين في مجال الفكر الديني والفكر المقاصديوالمصالحي على وجه الخصوص، مما يُعدُّ من محاسن الشريعة ومكارمها، أو مناقب الإسلام على حد عبارة الفيلسوف أبي الحسن العامري الذي التقط تميز الفكرة من حيث المصالح المرسلة لدى المالكية الذين اتخذوا منها دليلا معتبراً فيما لا نصَّ فيه منذ منتصف القرن الثالث الهجري".
وتابع في ورقة العمل: "إن فقه الأقليات المقاصدي عقيدة وشريعة بطبيعته الكلامية والفقهية هو أَوْلى الأوليّات نظراً لطبيعة تماهيه التبادلية في الديانات والحضارات المعاصرة والسالفة دون فَرْق، وذلك بعد أن تحوَّلت المقاصد أو المصالح بواسطة الشاطبي، ثم الإمام محمد عبده فيما بعد، ورضوان السيد أخيراً إلى ما يمكن اعتباره عنواناً جامعاً للحضارة الإسلامية على وجه الخصوص وللأديان على وجه العموم. إذ قد تمَّ مراعاتها في كل الملل التي جاءت إلا لسعادة الإنسان والحفاظ على ضرورياته الخمس، عملا وتطبيقا، وتمَّ توظيف ذلك العنوان الحضاري الجامع في مجال حوار الأديان تدليلا واستدلالا".
وأوضح أنه: "لذلك كان من المنطقي أن تراعي كلُّ ملة بيان الموقف الاعتقادي والشرائعي من أهل الأديان المخالفة لها أو تلك التي في كنف حضارتها ومدنيتها الغالبة أو السائدة".