الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أدباء مصر إلى الوادي الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في نهاية هذا الشهر ينعقد مؤتمر أدباء مصر وقد اختارت الأمانة العامة للمؤتمر محافظة الوادي الجديد مقرا لانعقاده، وحسنا فعلت بهذا الاختيار لتفتح نافذة واسعة على بقعة مهمة من أرض المحروسة وهي المحافظة الشابة الوادي الجديد.
المؤتمر يضم مشاركين من كل محافظات مصر وسوف يقترب عددهم من نحو 400 مشارك يمثلون 162 نادي أدب ومعهم 27 شخصية عامة، فضلا عن الباحثين وأعضاء الأمانة، تفتح المؤتمر الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، واللواء محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، والكاتب محمد سلماوي رئيس المؤتمر، والدكتور حمدي سليمان الأمين العام للمؤتمر... ولا شك أنه ذكاء من محافظ الوادي الجديد الذي وافق بلا تردد على استضافة المؤتمر وتوفير كافة اللوجستيات اللازمة لنجاحه.
هذا المؤتمر سوف يكون علامة فاصلة في تاريخ الوادي الجديد، وذلك لأنه سوف يتم اعتبارها عاصمة ثقافية لمصر لمدة عام كامل وهو ما يعني توافد متواصل من القاهرة المركزية إليها، ليحمل هذا التوافد مختلف الفنون هدية إلى أبناء الوادي الجديد، ولعلها فرصة ذهبية تمسك بها الدولة المصرية ليتوازي فعل التنمية الاقتصادية هناك مع التنمية الثقافية وهما ذراعان لا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر.
الفعل الثقافي الذي أراه واحدا من الصناعات الثقيلة، تلك الصناعة التي يتوجب الالتفات إليها باعتبارها الضمانة المؤكدة لوقف الفساد والإرهاب وهي الدافع الرئيسي نحو الارتقاء والتقدم وتطوير أنماط التفكير لدى الناس، لذلك سعدت عندما هاتفني الدكتور حمدي سليمان ليخبرني باختياري كواحد من الشخصيات العامة المشاركة في هذا المؤتمر، وزادت حماستي للمشاركة عندما علمت أن مقر الانعقاد هناك في الوادي الجديد التي تمثل نصف مساحة مصر إلا قليلا.
لم يكن غائبا عن ذهن الأمانة العامة للمؤتمر أهمية محافظة الوادي الجديد لمصر وضرورة  تحقيق العدالة الثقافية بين سائر محافظات الجمهورية وبالرغم من ذلك تبقى لمحافظة الوادي عاطفة طيبة لدى من عايشوا الحلم الناصري، حيث كان الوادى الجديد وفق ما جاء في الموقع الرسمي للمحافظة يسمى من "محافظة الصحراء الجنوبية" وترجع التسمية الحالية إلى إعلان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1958 عن البدء في إنشاء واد جديد محاذ لوادى النيل يخترق واحات الصحراء الغربية ويعتمد على استصلاح أراضى الصحراء واستزراعها بالمياه الجوفية، وفي أكتوبر سنة 1959م وصلت إلى الوادى الجديد طلائع مواكب التعمير والاستصلاح فصار ذلك اليوم عيدًا قوميًا للمحافظة تحيى ذكراه كل عام.
وفى سنة 1961م ومع تطبيق نظام الحكم المحلي أنشئت محافظة الوادى الجديد ضمن التقسيم الإداري الجديد للجمهورية.
نعم إنها عاطفة البناء والتقدم وربما تزيد أهميتها في سنواتنا تلك بعد الانفجار السكاني المرعب في مصر، فهل نواصل أحلامنا بأن تتقدم طلائع التوطين في تلك المساحات الواعدة ومن أجل تفكيك سرطان الزحام المرعب الذي بات هما يوميا للجميع؟ أقول نعم من الممكن جدا ولن تنجح البداية إلا ببداية ثقافية كتلك التي سوف نراها نهاية هذا الشهر، فالتغيير لا يأتي بقرار فوقي ولكنه ينمو مع الفعل الثقافي.
أعرف جيدا أن المؤتمر في دورته الحالية والذي يحمل اسم الناقد شاكر عبدالحميد، سوف يهتم بما ذهب إليه من بحث الشأن الثقافي العام ولكن هل يغتنم محافظ الوادي الجديد الفرصة ويعقد على هامش المؤتمر لقاء لكي يشرح فيه الإمكانيات المتاحة للتوطين والانتقال المحسوب لسكان الدلتا والصعيد إلى الوادي الذي تبلغ مساحتة 458 ألف كم أي ما يعادل 8ر45%من المساحة الكلية لجمهورية مصر العربية وحوالي 67% من مساحة الصحراء الغربية.
وبالأرقام حتى نتأكد أن محافظة الوادي الجديد ومعها مطروح وسيناء بشمالها وجنوبها هى محافظات المستقبل يكفي أن نعرف
محافظة الوادى الجديد وهى أكبر محافظات الجمهورية من حيث المساحة إلا أنها من أقل المحافظات من حيث الكثافة السكانية، حيث يبلغ عدد السكان فى الوادي الجديد 115 ألف نسمة تقريبًا، ولا تزيد الكثافة السكانية بها عن نسبة 2 فرد / كم2.
هنا تكمن المعادلة الصعبة تغيير ثقافة الشعب المصري في حركته وترحاله وإقامته ولعل مؤتمر أدباء مصر يكون رافعة في هذا الاتجاه.