ينتظر عشاق الساحرة المستديرة، صافرة انطلاق المواجهة المرتقبة بين إنجلترا والسنغال، التي تقام اليوم الأحد في التاسعة مساء بتوقيت القاهرة على ملعب استاد البيت، في إطار منافسات دور الـ١٦ من بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ المقامة حاليًا في قطر، والتي انطلقت يوم ٢٠ نوفمبر الماضي وتستمر حتى ١٨ ديسمبر الجاري.
يلتقي منتخب إنجلترا متصدر المجموعة الأولى، نظيره المنتخب السنغالي ثاني المجموعة الثانية، في منافسة شرسة بين الطرفين على خطف بطاقة التأهل لدور الثمانية في البطولة العالمية، إذ يترقب متابعو كرة القدم واحدة من أكثر المباريات قوة وندية في ثمن نهائي مونديال قطر ٢٠٢٢، عندما يلاقي منتخب السنغال الملقب بأسود التيرانجا، نظيره المنتخب الإنجليزي الملقب بالأسود الثلاثة، بعد عبورهما دور المجموعات.
الأول بدأ مشواره في العرس العالمي بخسارة أمام هولندا بهدفين دون رد، ثم فاز على قطر منتخب البلد المستضيف للحدث الكروي الأهم خلال العام الجاري بثلاثة أهداف مقابل هدف، واختتم مباريات مجموعته الأولى بانتصار على الإكوادور بهدفين مقابل هدف، ليتأهل كثاني المجموعة محتلًا المركز الثاني برصيد ٦ نقاط خلف هولندا المتصدر بفارق نقطة وحيدة.
أما إنجلترا فقد بدأ منافسات المونديال باكتساح إيران بسداسية مقابل هدفين، ثم بتعادل سلبي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفوز على ويلز بثلاثية نظيفة، ليحصد ٧ نقاط على صدارة المجموعة الثانية، ليضرب موعدًا أمام بطل قارة أفريقيا الذي حصد لقب بطولة الأمم الأفريقية ٢٠٢١ بركلات الترجيح على حساب منتخب مصر في النهائي.
يخوض المنتخب الإنجليزي مواجهة السنغال في دور الستة عشر متسلحًا بتاريخه أمام المنتخبات الأفريقية في المونديال الخالي من الهزيمة، حيث واجه ٦ منتخبات من القارة السمراء في كأس العالم، هي المغرب والجزائر وتونس ومصر والكاميرون ونيجيريا، وحدث ذلك في ٧ مواجهات، لم يتعرض فيها منتخب الأسود الثلاثة لأي هزيمة.
وكان أفضل إنجاز لمنتخبات أفريقيا أمام إنجلترا في نهائيات البطولة العالمية، هو التعادل السلبي، وهي النتيجة التي سُجلت في ٣ مواجهات؛ أمام الجزائر في مونديال ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا، والمغرب في مونديال ١٩٨٦ بالمكسيك، ونيجيريا في مونديال ٢٠٠٢ بكوريا الجنوبية واليابان، وشهدت المواجهات الأخرى تفوقا إنجليزيا على المنتخبات الأفريقية منها فوز المنتخب الإنجليزي على مصر في كأس العالم ١٩٩٠ ومرتين على تونس في ١٩٩٨ و٢٠١٨.
ويعرف لاعبو منتخب إنجلترا، بعض نجوم المنتخب السنغالي جيدًا، حيث يضم الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج»، أكثر من أسد تيرانجا، من بينهم، كاليدو كوليبالي مدافع تشيلسي مع زميله الحارس إدوارد ميندي، وشيخو كوياتي لاعب نوتنجهام فورست، وإدريسا جانا جاي متوسط ميدان إيفرتون، ونامبليس ميندي محور وسط ليستر سيتي، وبالرغم من ذلك يفتقد بطل أفريقيا لخدمات ساديو ماني نجم ليفربول السابق وبايرن ميونخ الألماني الحالي، الذي تعرض لإصابة قوية قبل انطلاق المونديال بأيام قليلة.
جاريث ساوثجيت المدير الفني لمنتخب الأسود الثلاثة، وصيف بطولة كأس الأمم الأوروبية يورو ٢٠٢٠، يواجه حيرة في اختيار التشكيل الأنسب لمباراة السنغال، بعد جاهزية جميع لاعبيه المتواجدين معه في قطر، لا سيما بعد تألق ماركوس راشفورد وفيل فودين في قيادة هجوم الإنجليز أمام ويلز في الجولة الثالثة من دور المجموعات، حيث كان الثنائي بديلا لبوكايو ساكا ورحيم سترلينج، فضلًا عن مشاركة كايل والكر وكالفين فيليبس، بعد تعافيهما من جراحة في الفخذ والكتف، ليصبح ٢٥ لاعبًا في جاهزية تامة تحت إمرة ساوثجيت.
في المقابل، يسعى أليو سيسيه مدرب المنتخب السنغالي لتخطي إنجازين حقق أحدهما منذ أيام، بقيادة منتخب بلاده للأدوار الإقصائية كلاعب ومدرب، حيث قاد أسود التيرانجا للتأهل في نسخة ٢٠٠٢ لأدوار خروج المغلوب بعد الفوز التاريخي على فرنسا، وعاد في النسخة الحالية، ليقود السنغال لبلوغ دور الـ١٦ كمدرب، ليحلم بتحقيق إنجاز أفريقي تاريخي في كأس العالم بالعبور من عقبة إنجلترا والصعود إلى ربع النهائي، ومن ثم تخطي هذا الدور الذي يعد أفضل إنجاز أفريقي في المونديال، حيث لم يستطع أي منتخب من القارة السمراء العبور من ربع النهائي.
