الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مِنْ بَوابةِ الحُلُمِ.. وإلى الحُلُمِ نعودُ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الفارس الذي فاضت أحلامُه ونضالُه في مواجهة الإرهاب من النيل إلى السين في عيد ميلاد البوابة يطلُّ الحلمُ من بوابةِ الأمل، وتدفعني الذكريات من المنيا، وحتى مصدق مرورًا بوسط القاهرة أن أفيض بمشاعري، وتهنئتي لكل العاملين والصحفيين بالبوابة، وكما قال الشاعر الفلسطيني توفيق زياد: "أناديكم أناديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم".

الكاتب الصحفي الدكتور عبدالرحيم علي

في البدء كانت عروس الصعيد:
1987 بمدينة المنيا التقيت الشاب عبدالرحيم علي، شاعرًا ومناضلًا، دائمًا يتميز بأناقة في ملبسه تتشابه مع أفكاره، لكنها لا تتوافق مع حماسته، صاحب ابتسامة طفل، يتناقض عمق القوة فى إرادته، وهكذا توافق الشعر مع ممارسته رياضة رفع الأثقال- التى أصابته بآلام فى الظهر.. كونه يريد دائمًا أن يحمل ويتحمل من ثقل المسئوليات ما هو أكبر من طاقته، يمتلك قدرة السحر وقوة مقاتل.

كانت المنيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضى عاصمة للتطرف والإرهاب بعد أن تقهقرت الجماعة الإسلامية من أسيوط إلى المنيا، وقت تخرج عبدالرحيم فى الجامعة وتحول الشعر من مخيلته إلى رغبته فى تحرير مدينته من براثن الإرهابيين، ومنذ اللقاء الأول فى ديسمبر ١٩٨٧، على الكورنيش وأمام النهر باح لى بأسرار قلبه، ومن خلاله تعرفت إلى الرفاق والمفكرين، مصطفى بيومى عاشق نجيب محفوظ والمسبح بفكر أعماله وابن بيومى الأب المثقف الشاعر الذى كتب أول نشيد تحول إلى أغنية للمنيا، وعادل الضوي الباحث والمثقف العضوي على غرار ما كتب جرامشي، ومن تلك المجموعة كنت أرى الحب والثورة.


من منتصف التسعينيات من القرن الماضي، كان عبدالرحيم يجسد الفكرة من مركز لمكافحة التطرف والإرهاب، ويكون باحثين ويكتب أفكاره على قدر ما يمكن من الفلوس التي كان يستطيع جمعها عبدالرحيم وينتقل من شقة إلى أخرى بوسط البلد.. فى البدء شقة الخضري بجوار التحرير، ثم شقة معروف، ثم هدى شعراوى، وفى تلك الشقق، وصولا إلى قيادة عبدالرحيم للباحثين وتكوينهم وصنعتهم.
 

المخاطرة كتاب المواجهة:
من المخاطرة إلى عمق الصدام مع الحكومة والإسلام السياسي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي نزح عبدالرحيم إلى القاهرة، وشكل فريقَ عملٍ للعمل الصحفي في الأهالي لمواجهة الإرهاب صحفيًّا، وتشهد صفحات الأهالي بأن عبدالرحيم واجه الإرهاب من أسوان وحتى الجيزة، وأذكر كيف قدم موضوعًا عن إرهاب الجماعة الإسلامية في أبو قرقاص 1990 استطاع من خلاله الإطاحةَ بالمحافظ ومدير الأمن وكل المسئولين حينذاك، كان دائمًا عبدالرحيم في المُقدمةِ، وينتقل إلى الأبحاث:
المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن 2005 الإعلام العربي وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون.. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق إلى الاتحادية.
ومن المحروسة صعد الفارس الحالم إلى ذروة الحلم في عاصمة النور باريس لكي يكمل المسيرة التنويرية في الغرب.
أطلق الدكتور عبدالرحيم علي بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط "CEMO" ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها، والذي يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسي ورئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة الدكتور عبد الرحيم علي، وتكون رسالته في أوروبا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق حلقةَ تواصلٍ مستمرٍ بين الديمقراطيين في الشرق ونظرائهم في الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب وشرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يُساهم المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط، بإطلاق العديد من الأنشطة مثل: الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات المهمة، إصدار موقع متخصص بأربعِ لغاتٍ الفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، ومنصات لـ"السوشيال ميديا". 

ويُطلق مركز دراسات الشرق الأوسط موقعًا إخباريًّا عالميًّا تحت اسم "لوديالوج" برئاسة د. عبدالرحيم على، يستهدف الموقع فتح حوار جاد وموضوعي بين الشرق والغرب والتقاء ثقافي بين كتاب الشرق والغرب وطرح القصايا المشتركة برؤى مختلفة احترامًا لاختلاف الثقافات ووحدة الاشتراك في الإنسانية، تم الاتفاق مع كبار الكتاب والشخصيات السياسية الفرنسية على الكتابة للموقع، ويتولي تحرير الموقع كلٌ من إيف تريار رئيس تحرير "لوفيجارو" ود أحمد يوسف المدير التنفيذي للمركز.

 البوابة مفتاح الحياة:
من وسط البلد إلى الدقي في تعامده مع شارع السودان كعادته دعاني عبد الرحيم وطبعا لم أندهش أن وجدت مصطفى وعادل وتحاورنا طويلا حتي ولدت البوابة لننتقل إلى شارع مصدق.
هنا في “البوابة نيوز” مئات الزهور الصحفية تتفتح وتنمو في بلاط صاحبة الجلالة، وأضاف عبد الرحيم علي عشرات المنابر داخل المركز العربي للأبحاث وبوابة الحركات الإسلامية التي قدم فيها عبد الرحيم علي عشرات الباحثين الذين يشار لهم بالبنان في ربوع مصر والعالم عبر تقديمهم تحت إشرافه آلاف الدراسات والأبحاث عن الإسلام السياسي.

ويذكر للبوابة أنها صارت مشتلًا لمئات الصحفيين والباحثين بقيادة رئيسة التحرير الشابة الموهوبة داليا عبدالرحيم علي، التي تقود البوابة في تواضعٍ واقتدارٍ ولا تكتفي برئاستها للتحرير؛ بل تعمل كصحفيةٍ، وتقدم الحواراتِ والموضوعاتِ وتنشط في مكافحة الإرهابِ في فعالياتٍ وقنواتٍ عديدةٍ، وتفتح قلبَها وأبوابَ البوابة في محبة إنسانية ومهنية، ومن رحم البوابة مهنيًّا الصحفية الدينامو شاهندة عبدالرحيم علي صاحبة أكبر انفرادات عالمية في الصحافة المصرية، وأذكر لها المُتابعة المتفردة للحرب الروسية الأوكراينية، ومديرة البوابة د.غادة عبدالرحيم  عالم الموسيقى التي تعمل في اقتدارٍ ونجاحٍ، ومن خلف الصفوف عضو مجلس الإدارة المنتدب خالد عبدالرحيم علي الذي يعمل في صمت ويمتلك حكمة شاب وقدرات عالم إدارة.
كتبت عن أسرة عبدالرحيم علي وأدوارها لأنني اعتبرهم أبنائي، وأفرح بهم، وهم على غير ما نعرف أن أبناء الشخصيات العامة، الذين لا يُكمِلون طريق الأب، ولكن داليا وغادة وشاهندة وخالد من حراس البوابة والأمل والوطن.


عشت في جوار عبدالرحيم ومصطفى، وللأمانة ظل الرجلُ بارًا بأصدقائه مهما كلفه الأمر، وأعترف أنني واحدٌ من هؤلاء الأصدقاء، لم يتعالَ علينا، ولم نطبلْ له أو نخدعه، وظلت وستظل علاقتُنا حتى أنفاسِنا الأخيرة؛ هكذا يُذكرني دفاعُ عبدالرحيم علي عن مصر في مواجهة الإرهاب؛ انطلاقًا من باريس مع ما كان يفعله الزعيم محمد فريد في مطلع القرن القادم مع فارق الظروف. محبَّتِي وامتِنَانِي.