الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

حركة الاحتجاجية تضرب رقمًا قياسيًا في إيران.. وباحثين: سقطت قدسية "خامنئي" بعد إحراق صورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقت السلطات الإيرانية القبض على فريدة مرادخانى ابنة شقيقة المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، بعدما سجّلت مقطع فيديو تصف فيه السلطات التى يقودها خالها بـ"النظام المجرم وقاتل الأطفال»، ودعت فيه العالم أيضًا إلى مقاطعته ووصفته بـ"الدموي".


وكتب شقيقها محمود مرادخانى على تويتر أنها اعتقلت خلال الأيام الماضية بالتزامن مع اشتداد المظاهرات، بعدما توجهت إلى مكتب المدعى العام بناء على استدعائها، ونشر مقطع فيديو على يوتيوب، نددت فيه شقيقته بـ"القمع الواضح والصريح" الذى يتعرّض له الإيرانيون، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولى.


ووصفت فريدة مرادخانى، السلطات التى يقودها خالها بالنظام المجرم وقاتل الأطفال، ودعت فيه العالم لمقاطعة النظام «الدموي» وقالت: «أيّها الأحرار، كونوا معنا! قولوا لحكوماتكم أن تكف عن دعم هذا النظام المجرم وقاتل الأطفال»، مضيفة: «هذا النظام ليس مخلصًا لأى من مبادئه الدينية، ولا يعرف أيّ قانون أو حكم سوى القوة والحفاظ على سلطته بأيّ طريقة ممكنة».

 

واشتكت من أن العقوبات التى فُرضت على النظام بسبب حملته القمعية كانت «مثيرة للضحك»، معتبرة أن الإيرانيين تُركوا «بمفردهم» فى كفاحهم من أجل الحرية، وكانت قد أشادت فى مؤتمر عبر الفيديو فى أكتوبر ٢٠٢١ بفرح ديبا، أرملة الشاه محمد رضا بهلوى الذى أطاحت به الثورة الإسلامية فى العام ١٩٧٩.


وحظى مقطع الفيديو الذى نشرته ابنة شقيقة خامنئى بانتشار واسع على الإنترنت، بعد ما ذكرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) عن اعتقالها، ولم تكون المرة الأولى التى تعتقل فيها مرادخانى فقد اعتقلت فى يناير من العام الجارى، لذا قد اكتسبت المهندسة مرادخانى شهرة كناشطة مناهضة لعقوبة الإعدام.
 

ومرادخانى هى ابنة بدرى أخت خامنئى التى اختلفت مع عائلتها فى ثمانينيات القرن الماضى، وهربت إلى العراق فى ذروة الحرب بين البلدين، وانضمت إلى زوجها رجل الدين المعارض على طهرانى الذى ولد باسم على مرادخانى أرانغيه والذى هو من أشد المعارضين للنظام الإيرانى.
 

وكان المركز الإعلامى القضائى قد أفاد الأسبوع الماضى باستدعاء بعض الشخصيات إلى النيابة العامة لشرح ما سمّاه «نشر محتوى غير موثق أو مسيء»، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
 

وفى تحد لمشروعية النظام، أحرق محتجون من شتى الأطياف صورًا للمرشد على خامنئى، وطالبوا بسقوط الحكم الدينى للبلاد، وكرر الحرس الثورى الإيرانى، على لسان قائده حسين سلامى أمس، اتهام الغرب بالوقوف وراء الاحتجاجات التى تشهدها إيران، واصفا المتظاهرين بـ"المغرر بهم».
 

وعبر سلامى عن عزم بلاده «على مواجهة التدخل من قبل الغرب فى شئوننا»، داعيًا من وصفهم «بالمغرر بهم من قبل الغرب» للعودة إلى «حضن الدولة».
 

وتتهم طهران أعداءها فى الخارج، خصوصًا الولايات المتحدة، ومن تطلق عليهم «العملاء»، بالوقوف وراء الاضطرابات.
 

كما أعلنت مجموعة نشطاء حقوق الإنسان فى إيران أمس، أن عدد القتلى بلغ نحو ٤٥١ قتيلا محتجا حتى الآن خلال اضطرابات فى أنحاء البلاد مستمرة منذ أكثر من شهرين، من بينهم (٦٣) قاصرًا، مضيفة أن (٦٠) فردًا من قوات الأمن قتلوا واعتقلت السلطات (١٨١٧٣). 
 

من جانبه قال أسامة الهتيمى، باحث فى الشأن الإيرانى، إن الحراك الشعبى الاحتجاجى الذى تشهده إيران منذ منتصف سبتمبر الماضى وحتى اليوم، اتسم بسمة خاصة تميزه عما سبق من حراكات احتجاجية خلال السنوات الماضية والتى أصبحت ظاهرة سنوية منذ عام ٢٠٠٩ حيث الحركة الخضراء والتى اندلعت رفضا لما اعتبرته المعارضة آنذاك تزويرا فى الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس الأسبق أحمدى نجاد، إذ اقتربت المدة الزمنية للحراك الحالى من ثلاثة أشهر وعليه فيكون هذا الحراك هو أطول حراك تواجهه الثورة الخمينية منذ أن تمكنت من السيطرة على حكم البلاد عام ١٩٧٩م.


وأضاف الهتيمى فى تصريحات لـ«البوابة»، أن طول مدة هذا الحراك هو إضعاف شديد للنظام الإيرانى الذى كان ينجح كل مرة فى إجهاض أى احتجاجات ومن ثم تحجيم الخسائر الناجمة عنه إلى أقصى درجة، لكن يبدو أن أدوات النظام المتعددة هذه المرة فى مواجهة الحراك لم تنجح بعد فى تحقيق هدفها الأمر الذى جعل الحراك الشعبى يشبه كرة الثلج التى يزداد حجمها يوما بعد يوم، غير أن هذا لا يعنى أن ثمة استنتاج حاسم بنجاح الحراك فى إسقاط النظم الإيرانى إذ نجاحه من عدمه يتعلق باعتبارات عديدة لم يتوافر بعضها بعد فى الحراك الشعبى الإيرانى. 
 

وأشار الى أن مواقف التضامن التى حظى بها الحراك الأخير من قبل مشاهير المجتمع فى الفنون أو الرياضة، فضلا عن أبناء العائلات السياسية المعروفة كعائلات رفسنجانى والخمينى وعلى مطهرى زوج شقيقة خامنئى، هى مؤشر واضح على مدى زخم هذا الحراك وهو ما أصاب النظام بالفعل بالرعب فسلك منهجين أحدهما الاحتواء والاستعانة بأبناء العلائلات السياسية من أجل التواصل مع الجماهير وتهدئتهم، كونهم يحظون بثقة أكبر لدى هذه الجماهير وأما المنهج الآخر فهو الترهيب كما حدث مع ابنة على مطهرى زوج شقيقة خامنئى والتى كان فى القبض عليها ربما رسالة قوية من النظام الإيرانى أنه لن يتهاون على الإطلاق فى التعامل بقوة وبحسم مع كل داعمى الحراك حتى لو كانت تربطه علاقة قرابة وثيقة برجالات النظام ولو كان رأس النظام نفسه المرشد على خامنئى.
 

وأوضح، أن الغرب لا يتعاطى مع ملف حقوق الإنسان من منطلقات مبدئية وإلا ما الذى دفع الغرب للصمت طيلة ما مضى على ممارسات النظام غير الحقوقية بحق الشعب الإيرانى والتى كان من بينها مذابح تشيب لها الولدان منها ما حدث فى أوائل الثمانينيات، حيث مذابح الكرد ومنها المذبحة الكبر فى ١٩٨٨ ومنها ما حدث مؤخرا فى حراك ٢٠١٩ حيث مقتل نحو ١٥٠٠ محتج، وعليه فإن الموقف الدولى الرافض أو المعلن لاستيائه جراء ما يحدث فى إيران الآن هو موقف يحمد لكن له هدفه الذى لا يخفى إذ يتعلق كونه ورقة ضغط على النظام الإيرانى من أجل دفعه للتوقيع على استئناف الاتفاق النووى.
 

بينما قال الدكتور مسعود إبراهيم حسن، مدرس الدراسات الإيرانية بجامعة كفر الشيخ، إن إيران تعيش أياما عصيبة، فدولة الملالى اليوم على شفا الانهيار والنظام الإيرانى لن يتعلم الدرس ولا يزال يعتقد أن القمع والقتل والاعتقال هى الحل الوحيد على مدى شهرين ولا تزال الاحتجاجات تملأ الشوارع الإيرانية وفى كل الميادين ومن كل الطوائف والعرقيات، هى حقا ثورة ضد الظلم والديكتاتورية، ظن الملالى فى إيران أن أيام قليلة وتنفض هذه الاحتجاجات وأن القمع والقتل سيفشلان الثورة مثلما حدث فى احتجاجات ٢٠٠٩ و٢٠١٧، ولكن اليوم الوضع مختلف، حيث إن الاحتياجات السابقة يمكن القول بإنها كانت فئوية كما كان فى احتجاجات ٢٠٠٩ كانت انتفاضة ضد تزوير انتخابات الرئاسة لصالح مرشح التيار الأصولى أحمدى نجاد، واحتجاجات ٢٠١٧ و٢٠١٩ وكانت ضد الأوضاع الاقتصادية فى الدولة وفشل النظام فى حل القضايا الاقتصادية.
 

وأضاف إبراهيم فى تصريحات لـ«البوابة»، أن الثورة اليوم لأجل الحرية ثورة ضد الظلم وضد الديكتاتورية ثورة ضد نظام فاشى وفاشل، ثورة لكل الطوائف والعرقيات فى إيران، ولذلك فالنظام الإيرانى اليوم فى خطر والخطر الأكبر هو سقوط الرمز الدينى فى أعين الشعب، لقد سقطت قدسية رأس النظام خامنئى بعدما تم إحراق صوره ومقراته ونادى الشعب بالموت له حتى أقربائه والمحسوبين عليه أصبحوا ضده فها هى ابنة شقيقته فريدة مراد خانى، قد وصفت نظامه بالدموى وتم اعتقالها على خلفية هذا الفيديو.

 

وأشار إلى أن الكثير من رجال الدين ورجال النظام وصفوا النظام بالفاشل لعدم تلبية مطالب المحتجين، لقد راهن النظام الإيرانى على القمع والاعتقال والقتل، وراهن الشعب على الإيمان بقضيتهم وحريتهم فكسب الشعب الرهان وخسر النظام، إن مقتل مهسا أمينى الفتاة الكردية أيقونة الثورة اليوم ربما يكون بداية لربيع الجمهورية الإسلامية وبداية لنظام حديد فى إيران.