الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انتحار أب لمنعه من رؤية ابنته سوء اختيار أم أزمة أخلاق؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما رأيناه مؤخرا من انتحار شاب لمنعه من رؤية ابنته الوحيدة لوجود خلافات بينه وبين زوجته شئ مثير للاشمئزاز القيمي وخنجر مسموم في جبين الإنسانية وناقوس خطر يهدد السلم المجتمعي!
ولعل السؤال المتبادر إلى الذهن:_ كيف أن بعضنا وبرغم التقدم العلمى أصبح بلا أخلاق، وأصبح كائنا عدوانيا -لا يفكر ولا يعى- وكأننا فى غابة يلتهم بعضنا بعضًا؟
فهل هذا لتراجع أخلاقنا وترابطنا المجتمعي؟
أم أن ذلك جراء الجرعات المركزة من الكآبة والإحباط جراء ما يشهده العالم من من صراعات وتخبطات وأزمات متلاحقة؟
أم لعدم وجود ما يشبع الرغبات بعد أن جربنا كل شئ؟
أم أنها أزمة الأخلاق، وموت الروح بالحياة والبعد عن الخالق سبحانه وتعالى؟
أم كيف تبدلت القيم والمفاهيم فى زمننا الحب والمودة والرحمة بين الزوجين إلى حالة من البغضاء والكراهية والعداوة بلا أدنى شفيع من تذكر موقف طيب حدث قبل الخلاف؟
ولماذا تحولت الخلافات الأسرية إلى حلبة من الصراع يصر أطرافها على توجيه اللكمات الاستباقية والتي ربما تكون قاتلة؟
هل لأننا لم ندرك بعد الفرق بين الحب والشهوة؟ وهل هما نفس الشئ؟ وهل يجتمعان فى شخص؟ 
وهل أضحى اختيار شريك الحياة يخضع لمعايير أخرى غير ما تربينا عليه في مجتمعنا الشرقي لا سيما في زمنٌ تحولت فيه المرأة إلى وثنٍ يُعبد وصنمٍ يُنشد! ووسيلة للتسول الجنسى تم تسويقها للشباب المكلوم من خلال المواقع الإباحية المغرضة؟
هل دخلنا فعلًا فى آخر الزمان؟  برغم كل التقدم التكنولوجى والحضارى الذى وصلنا إليه
فكيف انقلب بنا يسر العيش عسرًا حتى أصبحنا نبكي على أطلال الزمن الجميل!
بعد كل هذا الاسئلة وما تبعها من علامات استفهام لا نريد سوى الوقوف على الحقيقة للعودة إلى تراحمنا وتماسكنا كبنيان مرصوص يشد بعضه بعضا.
نريد إعادة النظر في بعض نصوص قانون الأحوال الشخصية من خلال وضع الحلول الاستقرائية والموضوعية لحالة المجتمع وعدم منح التحكم المطلق لطرف على حساب آخر.
كما نريد عودة مراكز التوعية الأسرية وتفعيل دور لجان التسوية الأسرية وتوصيفها بفض المنازعات من خلال خبراء متخصصين متفرغين على أرض الواقع للصلح والتوفيق وتقريب وجهات النظر بين المتشاحنين.
في زمن الخواء المعرفي والجمود المادي والتحجر القيمي لم يعد هناك بد إلا بثقل الجانب الروحاني كي نستطيع التغلب على ما يواجهنا من صراعات وتخبطات.
إن الخطوات المترنحة من الخواء المعرفي والسلوكي تجعلنا نسير نحو المجهول.
افيقوا_ يا سادة_فالأسرة هي نواة المجتمع وهي محطة التفريخ بضخ دماء قد تؤثر في المجتمع سلبا وايجابا  .
فهل يا ترى ستعيد حالة الأب الذي تخلص من حياته، لعدم تمكنه من رؤية ابنته، الأضواء إلى قانون الرؤية وثغرات وسلبيات مواد قانون الأحوال الشخصية، التي طالما نادت كتائب المثقفين بضرورة  بتعديلها؟