السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا يستقبل أعضاء الإدارة المركزية لمكافحة الجريمة التابعة للشرطة الإيطالية

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استقبل البابا فرنسيس مساء السبت في الفاتيكان أعضاء الإدارة المركزية لمكافحة الجريمة التابعة للشرطة الإيطالية ووجه لضيوفه خطابا سلط فيه الضوء على ضرورة توحيد الجهود من أجل التصدي للعنف الممارس ضد النساء، وشدد أيضا على أهمية التربية ومساعدة الأسر التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية.

استهل البابا كلمته شاكراً قائد الشرطة على الكلمات التي وجهها له باسم الحاضرين، وحيا الجميع وعبر عن سروره للقائهم غداة الاحتفال باليوم الدولي لإلغاء العنف ضد المرأة الذي تنظمه الأمم المتحدة. ويُحتفل به هذا العام حول موضوع يشكل نداءً للوحدة في النضال من أجل تحرر النساء والفتيات من أشكال متعددة من العنف، وهي آفة منتشرة وللأسف في المجتمعات كافة. 

وشكر البابا ضيوفه على العمل الذي يقومون به بالتزام مهني وإنساني، وهم يسلطون الضوء على ضرورة توحيد الجهود من أجل مكافحة الجريمة التي هي هدف مرتبط بالكرامة والتحضر.

بعدها عبر البابا عن امتنانه على الخدمة التي يؤديها ضيوفه كل يوم للمجتمع الإيطالي، لافتا إلى أن الأخبار تتحدث يومياً وللأسف عن أعمال عنف تُمارس بحق النساء والفتيات، وأكد أن الإدارة المركزية لمكافحة الجريمة تشكل مرجعاً مؤسساتياً للتصدي لهذا الواقع المؤلم. وقال البابا: توجد بينكم العديد من النساء، وهذا يشكل مورداً كبيراً: نساء يساعدن نساءً أخريات، وهن قادراتٌ على فهمهن والإصغاء إليهن ودعمهن بصورة أفضل. وتوقف البابا عند الأعباء النفسية التي تترتب على التعامل مع أوضاع كهذه، مشيرا إلى أهمية أن يكون الأشخاص مؤهلين لهذا العمل من الناحية السيكولوجية، والروحية أيضا، كي يحظى ضحايا هذه الآفة بالثقة المطلوبة.

وتحدث فرنسيس عن القوة الداخلية التي أظهرها يسوع من خلال آلامه، ونقلها إلى العديد من النساء المسيحيات، ومن بينهن من استشهدن بدءاً من أغاتا ولوتشيا وصولا إلى ماريا غوريتي والأخت ماريا لاورا ماينيتي.

هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن المسؤوليات المؤسساتية، لافتا إلى أن النساء ضحايا العنف غالبا ما يجدن أنفسهن وحيداتٍ، وعندما يبلغن عما تعرضن له، لا ينلن العدالة أحياناً كثيرةً، أو يعانين من طول مدة الإجراءات القضائية. وشدد الحبر الأعظم في هذا السياق على أن الدولة مدعوة إلى العمل على مرافقة هذه الحالات بكل مراحلها، والتأكد من تطبيق العدالة في أقرب وقت ممكن. هذا وينبغي أن تحظى النساء بالحماية، ليكن بأمان وبعيداتٍ عن التهديدات وتكرار الجريمة.

تابع البابا قائلا إن لقاء اليوم يسلط الضوء مرة جديدة على اليوم الدولي لإزالة العنف ضد المرأة، الذي يحثّ العالم هذه السنة على توحيد الجهود من أجل التصدي لكل شكل من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء. وقال إن تحقيق النصر في هذه المعركة لا يقتصر فقد على وجود جهاز متخصص، مع أنه فاعل جدا، إذ لا بد من توحيد الجهود، والتعاون وإنشاء شبكات والعمل على الوقاية قبل العلاج. وهذه مسألة مقررةٌ عندما يتم البحث عن القضاء على آفة اجتماعية ما تكون مرتبطة أيضا بمواقف ثقافية وبذهنية معينة وبأحكام مسبقة متجذرة.

لم تخل كلمات البابا من الإشارة إلى الشهادة التي يقدمها ضيوفه على هذا الصعيد، موضحا أنهم يشكلون أيضا حافزاً وسط المجتمع، حافزا للتصرف وعدم الاستسلام. 

إنه نشاط من الوقاية قبل كل شيء. وقال فرنسيس إن فكره يتجه بنوع خاص إلى العائلات، مذكرا بأن الجائحة والإقفال العام الناتج عنها أديا وللأسف إلى تفاقم الأوضاع داخل البيئة المنزلية. وهي عبارة عن توترات كانت موجودة سابقاً، ويمكن حلها على المستوى التربوي.

 وشدد في هذا السياق على مدى أهمية التربية، ومساعدة الأسر التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، غالباً ما تولد توتراً ضمن الأسرة. وهنا تكمن الوقاية. ولفت البابا أيضا إلى وسائل الإعلام التي تسعى إلى الترويج لثقافة ترتكز إلى الملذات والاستهلاكية. واعتبر أن هذا النوع من التكييف الثقافي يتعارض مع العمل التربوي الذي يضع الكائن البشري وكرامته في المحور.

وذكّر فرنسيس بقديسة من زمننا، هي جوزيبينا باخيتا، والتي تحمل اسمَها مؤسسة كنسية تُعنى بمساعدة النساء ضحايا الاتجار بالبشر. وهذه القديسة تعرضت في صباها للعنف الشديد، وقد قبلت إنجيل محبة الله وصارت شاهدة لقوته المحررة والشافية. والقديسة باخيتا – تابع البابا قائلا – ليست وحدها إذ توجد على غرارها الكثير من النسوة، شفين برحمة وحنان المسيح، وهن يشهدن بحياتهن على ضرورة عدم الاستسلام، وعلى أن المحبة والقرب والتضامن مع الإخوة والأخوات هي عوامل قادرة على تحرير الإنسان من العبودية. ختاما جدد البابا شكره لضيوفه مؤكدا أنه يرفع الصلاة من أجلهم. ومنح الكل بركاته الرسولية.