الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل تنجح مصر في الاستحواذ على استثمارات عملاقة الرقائق الإلكترونية في العالم؟.. «TSMC» التايوانية تعتزم التوسع بخطط إنفاق 44 مليار دولار.. خبراء: التسهيلات وامتلاك الأيدي العاملة تُرجِّح الكفة المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من جديد عادت الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات إلى الواجهة بعد إعلان شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC اعتزامها التوسع في الصناعة خارج الحدود، ووسط توقعات بنمو الإيرادات كشفت الشركة عن خطط لإنفاق 44 مليار دولار للتوسع خلال العام الجاري.

وكشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن اعتزام الشركة التايوانية تصنيع شرائح الكمبيوتر في اليابان مع استمرار التوترات بين الصين والغرب في خلق تحديات للشركة، فيما رحبت الحكومة اليابانية بالشركة، وأفادت الصحيفة بأن المصنع قيد الإنشاء حاليًا في اليابان يهدف إلى التركيز على الرقائق الأقل تقدمًا المستخدمة في السيارات، على سبيل المثال، لكن السعة الإضافية يمكن أن تركز على التكنولوجيا الأكثر تقدمًا.

وتتوقع TSMC التايوانية، متوسط ​​نمو مبيعات يتراوح بين 15% و20% سنويًا، ما يعادل ضعف توقعاتها السابقة، ورجحت الشركة تحقيق مبيعات تتراوح من 16.6 مليار دولار إلى 17.2 مليار دولار في الربع الأول 2022، مرتفعة 5% عن التوقعات السابقة، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية.

وتسبب نقص إنتاج الرقائق بسبب جائحة كورونا في أزمات عالمية كبيرة وعلى رأسها صناعة السيارات والهواتف المحمولة وأجهزة الألعاب.، والتي أدى النقص في رقائق "تي إس إم سي" في السوق إلى توقف شبه كامل لعض مصانع السيارات والهواتف المحمولة.، لذلك أعلنت الشركة اعتزامها إنفاق ما يتراوح بين 40 مليار دولار إلى 44 مليار دولار للتوسع، وزيادة القدرات في عام 2022، بزيادة أكثر من 10 مليارات دولار عن العام الماضي.

وكانت الشركة قد خصصت 100 مليار دولار لزيادة الإنتاج على مدى السنوات الثلاث حتى عام 2023، وأعلنت عن خطط لإنشاء مصنع جديد في اليابان وأريزونا، كما تجري أيضًا المناقشات حول التصنيع في أوروبا، على الرغم أن تلك المناقشات لا تزال تمهيدية، ومن أجل تأمين الإمدادات، يدفع المزيد من العملاء حاليًا، المقابل مقدمًا. وقال مسؤولون تنفيذيون إن شركة "تي إس إم سي" حصلت على 6.7 مليار دولار من المدفوعات المسبقة في عام 2021، وفقا لـ"بلومبرج".

ما هي الرقائق الإلكترونية؟

والرقائق الإلكترونية عبارة عن قطعة من السيلكون يتم تغليفها في وعاء بلاستيك أو صيني، وتحمل مجموعة دوائر إلكترونية، وتكون وظيفتها التشغيل والتحكم والرقابة والسيطرة على الأجهزة والمعدات التي تستخدم هذه الرقائق، والتي تبدأ من الهواتف المحمولة وألواح الطاقة الشمسية ويتوسع استخدامها في صناعة السيارات والطائرات والأسلحة الأقمار الصناعية وغيرها.  

أبرز المتضررين من نقص الرقائق 

وتأتي صناعة السيارات على رأس الصناعات المتضررة من نقص الرقائق، حيث تستهلك 40 مليار دولار سنويًا من الرقائق الإلكترونية، فيما تستهلك الصناعات الأخرى 475 مليار دولار، وتكمن أهمية الرقائق الإلكترونية لصناعة السيارات، في أنها تعمل على نقل العمليات عبر دوائر إلكترونية وتستخدم في كل وحدات التحكم بالسيارة، بدءًا من الفرامل والتسارع والتوجيه وضبط الهواء والإطارات وأجهزة الاستشعار، كما زادت أهمية تلك الرقائق بالنسبة للسيارات الكهربائية التي تعتمد دوائرها بالكامل وأنظمة الأمان، كما تحتاج السيارة الواحدة من 50 إلى 150 شريحة إلكترونية، وتتوقف على تلك الرقائق 40 بالمئة تقريبًا من مكونات السيارة.

هل تستفيد الدول العربية من كعكة TSMC؟

وتستحوذ “TSMC” التايوانية على نصيب الأسد من سوق أشباه الموصلات على مستوى العالم وتمتلك قدرات إنتاجية كبيرة لا ينافسها فيها أحد، حيث تصنع بمفردها 65٪ من أشباه الموصلات في العالم بالإضافة إلى حوالي 90٪ من الرقائق المتقدمة، في حين تنتج الصين ما يزيد قليلًا عن 5٪ بينما تنتج الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 10٪. 

وفي هذا الشأن قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن الشركة التايوانية تعتبر هي الأكبر على مستوى العالم في صناعة الرقائق الإلكترونية حيث تسيطر على أكثر من 60% من هذه الصناعة، كما تسيطر الشركة على صناعة الرقائق الإلكترونية الأكثر تقدمًا وبالأخص من فئة 5 نانوميتر والتي تستخدم في كافة الصناعات التكنولوجية مثل الهواتف المحمولة والإلكترونيات والسيارات والصناعات العسكرية والفضاء.

وأضاف "السيد" في صريحاته لـ"البوابة نيوز" إن إنتاج الشركة يتركز في الوقت الحالي بالكامل في تايوان، ولكن بعد التوترات الأخيرة مع الصين مع احتمالية تعطل سلاسل الإمداد والتوريد الخاصة بالصناعة في تايوان دفع الشركة لنقل إنتاجها خارج تايوان حيث تخطط الشركة لبناء 7 مصانع لها خارج تايوان، بدأت بالفعل في إقامة مصنعها في الولايات المتحدة بتكلفة 12 مليار دولار كما أعلنت بناءه لمصنع في اليابان بالتعاون مع شركة سوني، كما أعلنت نيتها إقامة مصنع في أوروبا.

وتابع: "الدول العربية يمكن أن يكون لها نصيب من مصانع TSMC حيث تمتع بسوق كبير بالإضافة للتسهيلات التي يمكن أن تقدمها لتلك الصناعة وتوطينها في الدول العربية وبالأخص في مصر والسعودية والإمارات صاحبة الإمكانات الكبيرة".

أما المهندس جمال عسكر، خبير قطاع السيارات، فأكد أن الأزمات المتلاحقة والتي بدأت بجائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بشدة على صناعة الرقائق الإلكترونية التي تسيطر عليها الشركة التايونية TSMC، والتي تستحوذ على 65 % من صناعة أشباه الموصلات بشكل عام، و95% من الرقائق المتعلقة بصناعة الهواتف الذكية ومنظومات الصواريخ والأسلحة المتطورة.

وأضاف "عسكر" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن ججم تجارة الرقائق حول العالم يتجاوز الـ600 مليار دولار ولهذا عملت كل من روسيا وأمريكا على الدخول بقوة لكسر احتكار تايوان والصين لهذه الصناعة، ومن المقرر افتتاح مصنع لشركة TSMC التايوانية في أريزونا الأمريكية باستثمارات تتجاوز الـ14 مليار دولار.

وعن إمكانية إقامة مصانع جديدة للرقائق حول العالم، شدد خبير صناعة السيارات على أن هذه الصناعة ترتكز على عاملين رئيسيين وهما الوقت اللازم لإنتاج الرقائق، وهو عنصر حاسم في هضه الصناعة ويعد الأكثر أهمية لتغطية احتياجات السوق، والعامل الثاني هو الأيدي العاملة المدربة حيث تتطلب الصناعة كفاءة عالية في عملية التصنيع وخبرات تكنولوجية كبيرة، من أجل تسريع عملية الإنتاج بكفاءة ودقة. 

وعن حظوظ مصر للاستحواذ على جزء من هذه لصناعة، أكد "عسكر" أن مصر لديها فرصة سانحة في ظل توافر المواد الخام في الدول الإفريقية، بالإضافة إلى امتلاك مصر لموقع جغرافي فريد، كما تمتلك موانئ ومناطق لوجيستية فقرب قناة السويس، مشيرا إلى أن جهود مصر في هذا الإطار محمود، مشيدا بتكوين المجلس الأعلى لصناعة السيارات، والأعلان عن اعتزام مصر تصنيع سيارات كهربائية ومصنع للرقائق لإلكترونية، مؤكدا أن إحراز مصر لتقدم في هذا المجال مرهون بتطبيق معايير الجودة اللازمة لتأسيس هذه الصناعة.