الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القديس لورنسيوس أوتول رئيس أساقفة دبلن

القديس لورنسيوس أوتول
القديس لورنسيوس أوتول رئيس أساقفة دبلن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديس لورنسيوس أوتول رئيس أساقفة دبلن .
ولد لورنسيوس فى إيرلندا من سلالة الملوك، تربى تربية ملكية، وكان الموكلون على تربيته معلمين افاضل متدينين. 

فكانت حياته متحلية بالفضائل المسيحية، وأرسل إلى المدرسة ليتعلم مبادئ العلوم. ففاق رفاقه. وحدثت عداوة بين أبيه وبين الملك دومطيوس. فأرسله أبوه إلى الملك واسطة للصلح فرفضه الملك وأرسله إلى بلاد مقفرة بعيدة. فوقع فى أشقى حال وصار يحصل قوته بالتسول. 

ثم اضطر الملك وأطلق سراح لورنسيوس، وأرسله إلى أسقف مدينة غلندنوك، وبعد ذلك اختار لورنسيوس الحياة المكرسة وذلك اقتيادًا لوحى الله له. وتتلمذ للأسقف وأطاعه طاعة كبيرًا. وعندما مات معلمه الأسقف. 

اقيم رئيسًا على إحدى الكنائس وكان فى الخامسة والعشرين من عمره. ولم تزده الرئاسة إلا قداسة وفضيلة. وكان محبًا لجميع رجال الإكليروس الذين معه. وحدث غلاء فى المدينة فنهض لورنسيوس لسد حاجات الفقراء وإسعاف المساكين. وأنفق جميع ما تركه له أبوه فى أعمال الخير والصلاح. وكان يحب الفقراء والإتضاع كثيرًا ولا يرغب فى شيء سوى الاقتداء بالمسيح.

ثم حدث موت الأسقف فوجه الشعب قاطبة أفكارهم إليه، وانتخبوه للأسقفية فتمنع واستعفى. لكن الله حفظ له درجة أسمى من هذه. وذلك أنه إذ مات أسقف مدينة دبلن فى إيرلندا. وقع الانتخاب عليه ليكون أسقف المدينة. 

فجعل يضاعف أعماله التقوية ويبالغ فى الصلوات والتأملات الروحية ويكثر من التقشف وإماتة النفس والتواضع. 

وأراد أن يصير بسيرته قدوة صالحة لرعيته. فصار يجسد المسيح فى حياته على الدوام. وكان يقهر جسده ويقمعه بالأصوام الطويلة والجلد القاسي. ثم قام بإصلاح أحوال رعيته والاعتناء بخيرهم وشرع يطوف المدينة كلها ويزورهم. ويداوي المرضى ويعزي الحزانى.

 ويعامل الجميع معاملة الأب لابنه. وبذل همته على الخصوص فى تكوين رجال الإكليروس، وشرع لهم قوانين يسيرون بموجبها، وأخضع نفسه هو لهذه القوانين عينها، وصار لهم قدوة صالحة. واتقدت فى قلبه على الدوام نار المحبة الإلهية. وأخذ يقضى ساعات طويلة فى مناجاة قلبية يناجي بها يسوع المصلوب، وشدد اصوامه ولم يذق اللحم أبدًا إلى يوم وفاته بل اكتفى بالخبز والماء فى ايام الجمعة.
وكان ينفرد عن الناس فى كل سنة أربعين يومًا مختليًا فى مغارة بعيدة فى إحدى البرارى ويواظب على الصلاة والتأمل، ولم يغفل البتة عن الاهتمام برعيته. لا بل يدافع عنهم ويبذل حياته من أجل خيرهم. 

وطلب أعداؤه موته عدة مرات. وتوصلوا بعض الأحيان إلى إصابته مرات كثيرة، ومع ذلك نجاه الله مرارًا من الموت بأعجوبة فائقة. 

وسافر إلى روما لأمور تختص برعيته فأكرمه البابا كثيرًا وجعله قاصدًا على بلاد إيرلندا كلها. فانتظم حال الكنائس فى تلك البلاد وحصل فيها رونق وترتيب. وجاد الله عليه بعمل معجزات وآيات كثيرة. واحتمل القديس لورنسيوس اضطهادات شتى لمجد الله. 

وكان يسارع إلى مصالحة الملوك والأمراء فى حالات الشقاق والخصام بينهم ليمنع وقوع الحروب.  فأيقن لورنسيوس بقرب وفاته فاختلى فى إحدى الكنائس واستعد للموت بالاعتراف وتناول القربان المقدس بحرارة وإكرام كبير. وصار يغيب عن حسه كثيرًا وينجذب عقله إلى السماء فلا يشعر بالأوجاع إلى أن توفي في  يوم 14 نوفمبر عام 1221م.