الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى ميلاد القديس نيلوس السينائي

القديس نيلوس السينائي
القديس نيلوس السينائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديس نيلوس السينائي الذي ولد في مدينة أنقرة في غلاطية وقد كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم عندما  كان واعظاً في أنطاكية. عائلته مرموقة وثرية. 

وقد منّ عليه الله بمواهب طبيعية جمة مما أتاح له أن يتبوأ مركز المفتش العام لمدينة القسطنطينية أيام الإمبراطور ثيودوسيوس . 

ولم يطل به المقام حتى أدرك خواء الحياة في العالم لا سيما بعدما وضعه منصبه وجهاً لوجه أمام صور لا يألفها العامة من حياة الإثم والرذيلة في العاصمة، فاتفق وزوجته على الخروج من العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية. 

وقد كان له ولدان، صبي وبنت، فأما البنت فأخذتها أمها وانضمت إلى أحد الأديرة المصرية وأما الصبي الذي كان يدعى ثيوذولوس فرافق أباه إلى بريّة سيناء.
كانت حياة نيلس في سيناء قاسية جداً. فقد حفر بيديه وبالتعاون مع ابنه مغارة استقرا فيها واكتفيا من الطعام بالأعشاب البرية المرّة دون الخبز. كل وقتهما اعتادا قضاءه في الصلاة ودراسة الكتب المقدسة والتأمل والعمل.
ومع أن نيلس كان قد خرج من العالم إلا أنه بقي على اتصال بعدد كبير من المؤمنين ممن كانوا يسألونه الصلاة ويوجهّون إليه الأسئلة في أصول الحياة الروحية. وكان هو يجيب بأعداد كبيرة من الرسائل حتى لتنسب إليه ألف رسالة وجّهها إلى أساقفة وكهنة ونساّك وأمراء وحكّام وعاميين.

ويبدو أنه أجاد أكثر ما أجاد في كشف حيل الأبالسة وتعزية المضنوكين واستنهاض ذوي الهمم الخائرة في الطريق إلى الله. وكان إلى ذلك يخوض في ما غمض من أقوال الكتاب المقدس ويعرض للإيمان الأرثوذكسي داحضاً الآريوسية وسواها من الهرطقات التي كانت شائعة في ذلك الزمان. ولما كتب إليه الإمبراطور البيزنطي طالباً بركته وأن يصلّي من أجله لم يتورّع عن اتهامه بالظلم للمعاملة السيئة التي عامل بها القديس يوحنا الذهبي الفم. وكانت للقديس نيلس أيضاً كتابات نسكية قيمة أبانت سعة معرفته الروحية وعمقها.

وقد كان عبء الحادث ثقيلاً جداً عليه حتى لم تعرف نفسه طعم الراحة لاسيما بعدما ورد خبر أن الغزاة مزمعون على تقديمه ذبيحة للإلهة فينوس.

لكن الله لم يشأ لعبده أن يتثقّل أكثر من ذلك  فجاءه من أخبره أن ثيوذولوس قد بيع عبداً. فخرج نيلس يبحث عن ابنه إلى أن وجده في بلدة اسمها ألوز كان أسقفها قد ابتاع ثيوذولوس وأخذ في إعداده لخدمة الكنيسة. فلما حضر قديسنا لدى الأسقف فرح هذا الأخير به وحاول إقناعه بالبقاء في البلدة واقتبال الكهنوت. لكن نيلس وثيوذولوس كانا مشدودين إلى برية سيناء، فرضخ الأسقف للأمر الواقع وتركهما يعودان إلى هناك بعدما وضع يده عليهما وصيّرهما كاهنين.

وقضى نيلس بقية أيامه في سيناء إلى أن توفي عام 450 للميلاد عن عمر ناهز الثمانين، وكان، وقد أمضى ستين عاما ً في النسك.

كان هذا القديس من اسرة شريفة في القسطنطنية تربى على حب الفضيلة والتقوى، ونبغ في العلوم. فتقدَّم في مراتب الدولة العالية.

وتزوج بامرأة صالحة وَلدَت له ابناً وابنة، فبسمت له الدنيا بكل ما فيها من مجد ونعيم. غير انه رغب عنها الى الله الخير الاسمى والحق والجمال الاوحد.

فاتفق هو وامرأته وابناهما على اعتناق الحياة الرهبانية القَشِفة. فذهبت هي وابنتها الى احد الاديار، وهو وابنه تاوذولوس الى بَرِّية سينا.
واكبَّ على تأليف الكتب في الحياة الرهبانية ورسائل عديدة لا تقلُّ عن الالف الى اساقفة وكهنة ونساك وامراء وحكام، يشرح فيها الحياة وجمال الفضائل. اسر العربان ابنه تاوذولوس وباعوه في فلسطين فاشتراه اسقف ألوزا وحرَّره، فاهتدى اليه ابوه بعد ان طاف البلاد باحثاً عنه. واراد الاسقف ان يُبقيه هو وابنه عنده فاعتذر، مؤثراً حياة النسك والانفراد. فرقاه الاسقف هو وابنه الى درجة الكهنوت.
فعادا الى منسكهما في جبل سينا. وما لَبِث ان رقد رقاد الابرار بين يدي ولده الكاهن تاوذولوس سنة 430.