الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران الملاذ البديل لإعلام الحوثى الطائفى بعد لبنان.. والحكومة اللبنانية تستجيب لمطالب الشرعية اليمنية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ انقلاب ميليشيا الحوثي وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء ٢٠١٤، وغالبية أذرعها الإعلامية من قنوات ومواقع إخبارية والمعروفة بـ«الإعلام الحربي» تبث من الأراضي اللبنانية، لنشر أفكارها المتطرفة، والسبب في اختيار بيروت تحديدًا، يأتي لتوفير ذراع إيران في الأراضي اللبنانية «حزب الله»، الملاذ الآمن وجميع التسهيلات بل والدورات التدريبية لإعلام هذه الجماعة المدعومة من نظام الملالي لبث سمومها الإعلامية المهددة لدول المنطقة العربية. وذلك ما دفع الحكومة اليمنية الشرعية طوال هذه السنوات لمخاطبة السلطات اللبنانية بضرورة إغلاق الأذرع الإعلامية الحوثية، ولكن دون استجابة، إلا أنه عقب رفض الانقلابيين الموافقة على تجديد الهدنة وتمديدها لمدة ٦ أشهر بعد انقضائها في ٢ أكتوبر ٢٠٢٢، بدأ مجلس القيادة الرئاسي اليمني برئاسة رشاد العليمي، في اتخاذ الخطوات الهادفة لتضييق الخناق على تلك الميليشيا، كان أولها إعلان تصنيفهم كـ"منظمة إرهابية"، ثم ناشد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مجددًا الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي أواخر أكتوبر ٢٠٢٢، وطالبها صراحة بإغلاق قناتي "المسيرة" و"الساحات" التابعتين للحوثي.

 

الملاذ البديل 

وبعد أقل من أسبوع على دعوة الحكومة اليمنية الشرعية، فقد استجاب لبنان أخيرًا لهذا الطلب، وأعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، أن لبنان أرسل إليهم مذكرة تفيد بإغلاق قناتي المسيرة والمساحات، وأعلن أنه سيتم نقل تلك القنوات إلى إيران، وقال: "سيتم نقل هذه القنوات إلى العاصمة الإيرانية طهران، وسيغلق البث لمدة شهرين حتى يتم إنشاء استوديوهات ومكاتب جديدة". 
ومن الجدير بالذكر، أن قناة المسيرة الحوثية انطلقت في مارس ٢٠١٢، بالضاحية الجنوبية في لبنان، وبعد عامين، أطلقت الجماعة الانقلابية قناة أخرى عُرفت بـ"الساحات الفضائية" في ٢٠١٣ ويشرف عليها القيادي الميداني في «حزب الله» ناصر أخضر.

 

أداة إيرانية 

وحول إعلان الحوثي التوجه نحو طهران، قال الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر: إن ذلك يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن إيران هي من تدير السياسية الإعلامية والعسكرية للميليشيا الحوثية، وأن هذه الميليشيا المتمردة هي أداة إيرانية، وقراراتهم مرتهنة فيها، وهو أيضًا يثبت أن الحوثي مجرد ورقة إيرانية تراوغ بهم في الأوقات التي تحتاج إليها، وفي نفس الوقت يؤكد أنه في حال وجدت النية الحقيقية لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام، لتحقق ذلك بأسرع وقت.  ولفت «الطاهر» في تصريح خاص إلى أن لبنان كان يراوغ في إقفال هذه القنوات التي تروج للإرهاب والطائفية، دون أن يكون هناك موقف يمني أو عربي واضحًا تجاه هذه الآلة الإعلامية التي تروج للفكر الإرهابي، لكن عندما وجدت الإرادة العربية امتثل لبنان لذلك، وهو ما يشير إلى أن "حزب الله" أصبح يفقد السيطرة على القرارات في لبنان بفضل وعي الشعب اللبناني.

 

دلالات الإغلاق 

كما قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، في تصريح خاص، إن تجديد الحكومة الشرعية اليمنية مطالبتها لنظيرتها اللبنانية بإغلاق القناتين له في حد ذاته دلالات، أولها أن الشرعية اليمنية باتت على قناعة تامة بأن الحوثيين طرف لا يوثق به، وأن جولات التفاوض والحوار السابقة كانت لونًا من ألوان العبث وتضييع الوقت. وأفاد «الهتيمي» أن الدلالة الثانية، تعني أن الحكومة الشرعية اليمنية قررت التحرك على مختلف المستويات في مواجهة الحوثي بعد أن أدركت طيلة ما مضى أن المشروع الإيراني في اليمن عبر الحوثيين لا ينحصر في بعده العسكري فحسب.  
وأضاف أن الدلالة الثالثة، تعني أن هذه المطالبة تعكس رغبة الحكومة الشرعية في الكشف عن مدى الارتباط القوي والوثيق بين الحوثيين وإيران، لكن ثمة دلالة سلبية يجب أن نشير إليها جراء تلك المطالبة التي تكررت من قبل مرارًا، وهي عجز الإعلام العربي المناهض للحوثيين ولمشروعهم -فضلًا عن النفوذ الإيراني في المنطقة- عن تقديم إعلام قوي وجاد يفند ما تقدمه المسيرة والمنار والساحات والميادين وغيرها من القنوات الموالية لإيران ولأذرعها.