أكد إسلام الكتاتني، الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي، أن المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء السابق الباكستاني عمران خان، تعتبر غباء سياسيا، ورغم استبعادي لكون الحادث إرهابيا، فإنني أميل إلى أنه ربما تكون الولايات المتحدة وراء الحادث.
وقال "الكتاتني" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أنه لو صح وقوف الغرب وراء الحادث فهو غباء سياسي، لأنه يأتي بالعكس ويعطي "خان" شعبية كبيرة، وتجعل الشعب يتغاضى عن أي أخطاء له بوصفه رجلا مستهدفا، وهو ما سوف يستغله عمران خان، خاصة وأن الاستقطاب السياسي الحاد في باكستان سيجعله يستفيد من الحادث لصالحه.
وأضاف الباحث في الجماعات المتطرفة، أن باكستان هي الحديقة الخلفية لأفغانستان، وفيها من الجماعات المتطرفة والإرهابية ما يمكن استغلالها كعناصر وأدوات في يد المستفيد الرئيسي من هذا الحادث.
وتابع، أن وصف الحادث بالإرهابي، لا يمكن الحكم به، لأن عمران خان يتمتع بشعبية كبيرة، وحاول النهوض ببلاده والخروج بها خارج الإطار الأمريكي، وبذلك لم ينل رضاء الإدارة الأمريكية وتم استبعاده عن طريق التصويت داخل البرلمان لكنها تمثيلية معروفة.
ولفت "الكتاتني" إلى أنه حتى لو تم اغتيال الشخصية السياسية التي لها أخطاء أو مختلف عليها، فإنه يزيد من حجم التعاطف معها، ويجعل الناس تتغاضى عن ارتكابها للأخطاء، لأن فكرة الاغتيال منافية للأخلاق والشرف، والخصومة السياسية النبيلة.
مستكملا، على كل حال، فإن كانت أمريكا أو خصومه السياسيين وراء هذا الحادث فهو غباء سياسي، يصب في صالح عمران خان، وهو شخصية تتمتع بذكاء شديد، ما يجعله يبني على هذا الحادث ويستغله لصالحه، ويوطد أركانه للعودة إلى المشهد السياسي، وينتزع الأحكام التي تحاول الخصوم إلصاقها به لإعاقته عن الترشح مرة أخرى، فلو تخلص من هذه القضايا وترشح فسوف يفوز.
وحول شعبية رئيس الوزراء الباكستاني، قبل دخوله عالم السياسية، قال "الكتاتني": خان يمتلك شعبية كبيرة جارفة، وهو قبل أن يكون سياسيا كان لاعبا مشهورا في رياضة الكريكيت قديما، هو لاعب عالمي مشهور من المعدودين في اللعبة، وهذا صنع له رصيدا كشخصية معروفة في باكستان وخارجها، وحينما ترشح دخل السياسية مشهورا.
وشهدت باكستان، اليوم الجمعة، اشتباكات بين أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان وبين قوات الأمن، بعدما فتح مسلح النار على موكب عمران خان، أمس الخميس، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة في القدم، وإصابة عدد من مرافقيه وبعض أنصاره، وذلك خلال مسيرة قادها من أجل الضغط لإجراء انتخابات مبكرة.
وقُتل المسلح الذي أطلق النار على "خان" بينما تم توقيف مهاجم آخر، وقد لوَّح رئيس الوزراء السابق إلى أنصاره من أجل طمأنتهم حول نجاته من محاولة الاغتيال، وأن إصابته طفيفة.
