الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

نائب مفتى إقليم ستافروبول: نؤيد رئيسنا بوتين لأنه يقف دائمًا مع المسلمين.. الدكتور شهاب الدين محمد حبيب حسينوف: داغستان ذات أغلبية مسلمة بنسبة 95% وهى منارة الإسلام فى روسيا

ستاندر حوارات
ستاندر حوارات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الشيوعية سيطرت أكثر من 70 عاما ومنعت أى مظاهر للدين.. ودمرت مظاهر الإسلام بداغستان 

 

طلاب العلم الدينى كانوا يهربون للكهوف والغابات للدراسة

 

لم نشعر بمضايقات فى روسيا جراء الحرب مع أوكرانيا

 

حاربنا البضائع الأمريكية ونقاطعها ولا نسمح بتواجدها فى بلادنا

 

علاقتنا بجمهورية مصر العربية الحبيبة كبيرة وعريقة جدًا.. والفتاوى الشاذة والمدمرة العشوائية لا تأتى إلا من الجهلاء.

 

تعد داغستان من الدول السابقة للإسلام، حيث دخلها الدين الإسلامي عن طريق الصحابي سراقة بن عمرو «رضي الله عنه» في عام 22 هجريًا، ويوجد بها رفات 40 صحابيًا، وهي ذات أغلبية مسلمة بنسبة تصل إلى 95%، ونستطيع أن نقول إنها جمهورية إسلامية وهي ولاية غير مستقلة بل تابعة لروسيا الاتحادية، وهي جمهورية من 85 كيانا روسيا، وتجاورها جمهورية الشيشان وإقليم ستافروبول من شمال الغربي، إلى أن تصل إلى أقصى الشمال الروسي.

«البوابة نيوز» حاورت الدكتور شهاب الدين محمد حبيب حسينوف، نائب مفتي إقليم ستافروبول، وممثله في العالمين العربي والإسلامي، حيث أكد أن جمهورية داغستان وصلها الإسلام في عهد الصحابي عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» في العام 22 من الهجرة النبوية الشريفة، ومنذ ذلك اليوم تعتبر داغستان منارة للإسلام لروسيا كلها، ووصل الإسلام إلى روسيا من وجهتين، من الجنوب «داغستان» ومن شمال روسيا «أوزبكستان»، ويوجد في داغستان الإدارة الدينية لمسلمي داغستان «دار الإفتاء»، ورئيس الدار والمفتي العام هو الشيخ أحمد أفندي عبداللايف، شيخ الطريقة النقشبندية والشاذلية، ولدية كثير من المريدين والأتباع وأسس كثيرًا من المعاهد والمدارس الإسلامية وأكثر من 3 جامعات إسلامية برعاية شيخة الراحل سعيد أفندي، فهو المؤسس الأول لهذه المعاهد والجامعات وبيده تطور الإسلام وعمل على نهضة كبيرة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في الـ90.

وقال: «في روسيا هناك بعض المدن كاملة ومقاطعات وأقاليم وجمهوريات أغلبية سكانها مواطنون مسلمو الديانة أبا عن جد، مثل جمهورية داغستان والشيشان، وإنغوشيتيا، وقبردينو- بلقاريا، قراجاي- شركيسيا، أوسيتيا الشمالية، أديغيا،وأبخازيا، وهذه الجمهوريات كلها في جنوب روسيا، أما في روسيا المركزية في موسكو وسانت بطرسبرغ ففيها عدد كثير من المسلمين، وهناك جمهوريتان في الشمال، جمهورية تاتارستان وبشكورتوستان، وهناك في الشمال الغربي وأقصى الشرقي وأدني الشرقي عدد كثير من المسلمين، وهناك عدد كثير جدًا من المسلمين في شمال روسيا ومساجد ودور إفتاء، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي حدثت اضطرابات كثيرة من طرف داعش والفكر الوهابي السلفي المدمر المتطرف، حيث دخلوا إلى روسيا وغسلوا أدمغة المسلمين؛ لأنهم كانوا في جهل، وروسيا الاتحادية عاشت فترة طويلة، تصل لأكثر من 70 عامًا تحت سيطرة الشيوعية في ظل حكم الاتحاد السوفيتي، وكان ممنوعًا الصلاة والصوم وبناء المساجد والمدارس الإسلامية، وكان يسجن كل من يطلب العلم الشرقي وهدمت المساجد، حتى إنه في داغستان لم يبق غير 27 مسجدًا، ففي كل مدينة تركوا مسجدًا واحدًا فقط، وذلك تحت مراقبة الشيوعية وسيطرتها، وكان كل من يطلب العلم الديني يسجن، وكان ممنوعا أساسًا طلب العلم للشباب، والعلماء الكبار في داغستان درسوا تحت القبب والكهوف في الغابات، وكانوا يبنون بيوتًا من الخشب في الغابة بعيدة عن المدينة والقرى والتطور، وكان الطلاب يدرسون هناك القرآن والعلوم الفقهية والشرعية خفية وسرًا وكانوا لا يستطيعون حتى أن يخبروا أهلهم بمكان وجودهم، فلهذه الدرجة كانت الدراسة سرًا،وببركة الأقطاب الصوفية والشيوخ الكبار الذين كان عددهم قليل جدًا من 5 إلى 10 أفراد بقي الإسلام واستطاعوا أن يحفظوا كرامة الإسلام في الجمهوريات الإسلامية في روسيا الاتحادية، ودرسوا خفية وإذا عرفت المخابرات مكان وجودهم كانوا يسجنون ويقتلون، لذلك لم يبق منهم إلا قليل جدًا يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهذا الفكر المتطرف المدمر قتل الكثير من العلماء».

وتابع: «الحرب الروسية الأوكرانية في أوكرانيا ليس في روسيا، لذلك لم نشعر بأي مضايقات في روسيا، ونعيش كما كنا نعيش، إلا أن أوروبا والغرب ابتداء من أمريكا فرضوا علينا العقوبات، والشركات الأوروبية والأمريكية انسحبت من روسيا، لكننا لم نخسر شيئًا، هم من خسروا جراء هذا الانسحاب، ونحن بدلًا من شراء البضائع الغربية والأوروبية سوف نشتري البضائع الصينية والكورية ومنتجات ومصنوعات الدول الحليفة لروسيا الاتحادية، ومن قبل حاربنا البضائع الأمريكية، ونقاطعها حتى الآن، فلا توجد عندنا سيارات أو ملابس أمريكية، ودخلت أسواقنا السيارات اليابانية والألمانية، وسنشتري السيارات الروسية والكورية والصينية، وهي أرخص وأفضل، والآن دخلت أسواقنا شركات صينية ضخمة للسيارات».

واستطرد: «نحن نؤيد رئيسنا فلاديمير بوتين، لأنه يقف دائمًا مع المسلمين ويشجعهم على الصبر والتماسك والتكاتف والتعاطف، وقال مرارًا إن الدين الإسلامي من الديانات الرسمية في روسيا، وهذا أمر مذهل، ويعطي القوة للدين الإسلامي، وعندما أربع ديانات رسمية، الدين المسيحي، الدين الإسلامي، الدين اليهودي، والدين البوذي، والرئيس بوتين أعاد إلينا فرصا كثيرة وأعطى المجال لتدريس مادة الدين في المدارس الحكومية، فالمسلم يدرس مادة الديانة مع الشيخ، والمسيحي مع الخوري وهكذا، كما فتح مؤسسات كثيرة للعلم الديني الإلهي وبأمره الخاص تم فتح الأكاديمية البلغار الإسلامية للدراسة الأكاديمية ماجيستير ودكتوراه للعلوم الإسلامية، وأنا العبد الفقير أدرس فيها بصفة الأستاذ الزائر،كما حارب الشذوذ والانحراف الجنسي والزواج المثلي، لذلك فنحن نحبه ونؤيده، والقيم الغربية لا تتماشى في داغستان والشيشان أبدًا، وحتى في الجمهوريات الإسلامية وروسيا بشكل عام؛ لأنها لا تتوافق معنا ولا تتماشى ولا يقبلها كل من له عقل سليم وهذا مستحيل جدًا".

وعن العلاقة مع جمهورية مصر العربية، قال: «علاقتنا مع مصر الحبيبة كبيرة وعريقة جدًا، ووقعنا عقودا لاتفاقيات مع الكثير من الجامعات المصرية، مثل الأزهر والزقازيق وعين شمس وغيرها من الجامعات، وأنا عقدت اتفاقية مع دار الإفتاء المصرية والإدارة الدينية لمسلمي داغستان، والتقيت مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومع نائبه والشيخ محي الدين ومع رئيس جامعة الأزهر ومع الدكتور شوقي علام المفتي العام لجمهورية مصر العربية، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ويرسلون دائمًا الدعوات لمؤتمراتهم ومنتدياتهم ونشارك كثيرًا فيها وأرسلنا طلابًا كثيرين ليلتحقوا بالدورات المختلفة من العلوم في الحديث والفقه والتفسير ويدرسون في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات، لذلك نعتز ونتشرف بهذه العلاقات العقود الموقعة بيننا وبينهم».

 

وتابع: «نحن نحارب الإرهاب والتطرف والعنف، ونحارب الفكرة الوهابية الإرهابية المدمرة وخاصة داعش، وفي داغستان من عام 2000 إلى عام 2013 فقدنا كثيرًا من العلماء والأئمة الذين قتلوا على يد داعش والإرهابين ودمروا المدارس واتهموا كبار مشايخنا بالشرك والكفر وقتلوهم في المساجد وهم يصلون، وفجروهم وهم في الطرق لبيوتهم، وهذا الكلام يسري على أكثر من 60 عالمًا فقدناهم بهذا الفكر المتطرف الداعشي المدمر، واتهموا أئمة المساجد والعلماء بالشرك والكفر مع أنهم علماء دين، لم يقتلوا الكفار ومدمني الخمر والكحول والمخدرات ولم يقتلوا اللصوص وقتلوا العلماء، فكيف يكون هولاء مشركون وهم يصلون ويقولون إن الله تعالى واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة ولا نعبد إلا لله ونقول ونكرر كل يوم إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلبي، فقالوا لهم أنتم مشركون لأنكم تشركون بالله أنتم تعبدون مشايخكم وتعبدون القبور،لأنكم تتخذون الشيوخ أربابا، فقالوا نحن لا نتخذ الشيوخ إلا مفتحين لعيوننا لا نتخذهم إلا كمشايخ وهم علماؤنا ومشايخنا، وفتحوا عيوننا لهذه الدنيا وعلمونا، نحن نحبهم ونحترمهم ونقوم لهم إجلالًا، وكما قيل «قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولًا»، فنحن نحبهم ونحترمهم ولا نعبدهم، فقالوا لا تتخذوهم أربابا ودمكم حلال.

وقال: «الفتاوى الشاذة والمدمرة العشوائية لا تأتي إلا من الجهل، وكل من يفتي عن جهل لو كان درس وراء الطاولة وأمامالمشايخ كما درس أجدادنا وكانوا ينقلون العلم من فم إلى فم وجهًا لوجه لما أصدروا هذه الفتاوى، فهذه الفتاوى أخذوها من الإنترنت، فكل من ليس له شيخ فشيخه الشيطان، والإنترنت يفتي به كل من لا علم له ويعرف الكتابة والقراءة فيجلس ويكتب الفتاوى العشوائية، وهم يأخذون الدعم من أمريكا والغرب ومن خلف هذه الفكر المدمر الوهابية، فيدفعون لهم أموالا وبدعمهم ومالهم ومساعدتهم يغسلون عقول المسلمين الجهلاء ويقنعونهم أن كل من ليس وهابيًا وسلفيًا عدوًا لله ولذلك يدمرون كل من لم يقف بجانبهم ويؤيدهم، وهناك خطورة كبيرة لأننا لسنا يدا واحدة لا بد من اتحاد وتعاون الدول الإسلامية، حتى نكون دولة قوية متينة نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ووحدتنا وقيمنا وديننا، كل أمر يدل على انفراق وتشتت يدل على الضعف، ولذلك أدعو دائمًا إلى التعاون والتكاتف والوئام.

وأكمل: «حضرت مؤتمر أهل السنة والجماعة في الشيشان عام 2016 الذي ترأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر،وحضر كثير من العلماء والأقطاب والمشايخ من العالم الإسلامي، وأيدنا الشيخ أحمد الطيب وكل من أتى معه وشارك في هذا المؤتمر، رحبنا بهم وأيدناهم لمواجهة الفكر الوهابي والسلفي المتطرف، وعندنا في روسيا الاتحادية مذهبان معتمدان هم (الحنفي، الشافعي)، ففي جنوب روسيا المذهب الفقهي المعتمد (الشافعي والعقيدة الأشعرية)، وداغستان والشيشان وإنغوشيتيا (يتبعون الإمام الشافعي رضي الله عنه)، وقبردينو- بلقاريا وشاي- شركيسيا وأبخازيا وتترستان (الإمام الأعظيم أبوحنيفة)، وهذا كله أهل سنة لا خلاف بينهم إلا البسيط، ولكن نحن نحترم بعضنا ونؤيد بعضنا ولا يوجد عندنا خلاف مذهبي وعقائدي نحن كأمة واحدة وملة واحدة نساعد بعضنا ونتعاون فيما بيننا ونشارك في مؤتمرات بعضنا البعض وأنا الآن في جمهورية باشكورتستان، أشارك في المؤتمر الديني، وبعدها سنعقد مؤتمرا دينيا شبابيا في داغستان بعنوان المدرسة الدينية للشباب ويحضر هذا المؤتمر طلاب العلم والعلماء من 16 جمهورية روسية، وهكذا نساعد بعضنا البعض، وأنا جئت لأشارك في هذا المؤتمر الديني في أوفا، وجاء الحضور من كل الجمهوريات الإسلامية وغير الإسلامية من روسيا، هذا المؤتمر لرجال الدين من ديانات أخرى، أيضًا الذين سوف يشاركون كالأب القديس المسيحي والقسيس اليهودي والبوذي، وفي روسيا أربع ديانات معترف بها الإسلامي والمسيحي واليهودي والبوذي،لذلك لم يمر بتاريخ روسيا مشاكل عقائدية ودينية، وكما قال بوتين: الوطن للجميع والدين لله، كل من يدين لربه الله يعينه،فليعبد وليتدين كما يرى هو، لكن لا تفتعلوا المشاكل».