الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

وزير العمل اللبناني في حواره لـ"البوابة نيوز": مصر حاضنة عربية مهمة جدًا وتدعم الطاقة في بلادي.. و"قانون قيصر" الأمريكي يقف عائقا أمام إعادة البناء والإعمار

محرر البوابة نيوز
محرر البوابة نيوز يحاور وزير العمل اللبناني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

العلاقات المصرية اللبنانية ذات جذور تاريخية، وتتميز دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، بالإضافة إلى أن دور مصر مرحب به من جانب الأطياف والقيادات اللبنانية تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة، وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التى اعترفت باستقلال لبنان فى الأربعينيات، وشكلت القاهرة مركزاً للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا حضره كل من الرئيس بشارة الخورى ورياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا فى الأربعينيات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح وصياغة «الميثاق الوطني»، الذى أسس نظام الحكم فى لبنان فى مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.

وصلت لبنان  في الفتره الأخيرة، إلى حال لم يدركها سابقاً من الانهاك والاستنزاف  الاقتصادي، أدى بالشعب اللبناني إلى الشعور بـ"انهيار" إنساني وفكري ومعنوي وصولاً إلى حالة من الغضب والقهر.

والتقت "البوابة نيوز" مصطفي بيرم، وزير العمل اللبناني، في هذا الحوار للتحدث  عن علاقة منظمة العمل الدولية بالأزمات التي تواجهها لبنان وأوجه التعاون والدعم المصري للشقيقة، وهل ستتم الاستعانة بالعمالة المصرية في إعادة إعمار لبنان ومدي تأثير الأزمات الاقتصادية السابقة علي أجور العمال وارتفاع نسبة البطالة وإلي نص الحوار..

* ما أوجه التعاون مع مصر في مجال العمل؟

- مصر تشكل جهة مهمة في لبنان، خاصة بعد أن حدث انهيار في آخر سنتين بلبنان، فكانت مصر وجهة للاستثمار والعمالة اللبنانية، لأسباب عديدة منها، أن مصر تشكل حاضنة عربية مهمة جدا، وأن الشعب المصري يكن المحبة ونبادله المحبة، ولذلك عندما يأتي اللبناني إلى مصر يشعر كأنه في بلده وبين أهله، أيضًا البعد الاقتصادي أثر في هذا المجال، بالطبع المنطقة كلها تمر بوضع اقتصادي بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، وأيضًا هناك مشكلة تعاني منها مصر وهى استيراد القمح، لذلك بالأمس أطلقنا دعوة بأن يجب أن نعود لاستثمار أرضنا وطاقتنا وما إلى ذلك. ومسألة العمالة بين لبنان ومصر، اليوم سيكون هناك لقاء مع وزير العمل المصري لتنسيق هذه الأمور، أيضًا أنا اطلعت من بعض اللبنانيين إذا كانت لديهم احتياجات معينة، فأنا من التقيت بهم أشادوا بالدور والأداء المصري معهم، وأن مكانة اللبناني محفوظة عند المصريين، وإذا كانت هناك مطالب للمصريين سأتابعها وأستمع إليها بكل جدية، فيما يضمن مصلحة المصريين واللبنانيين على حد سواء.

* أعلن الجانب المصري  في وقت سابق أنه سيكون هناك دعم للبنان فيما يخص الطاقة، إلى أي مدى من الممكن أن يعود على العمال؟

 

- بالتأكيد، مصر منذ البداية أعلنت أنها ستدعم الطاقة وتحديدًا الغاز لتكثيف الطاقة الكهربائية في لبنان والتي شبه منقطعة نهائيًا للأسف، ولكن حتى الآن لم يحدث هذا بسبب الحصار الممارس علينا جميعًا، بموجب قانون قيصر الجائر الصادر عن الأمريكيين، والذي يعاقب الشعوب في الحقيقة ويدفعون ثمنه، كل الأمور اللوجستية تم تأمينها، سواء على الشكل الرسمي تم تأمينها بين البلدين، ولكن لم يأت بعد الأذن الأمريكي بخصوص الإعفاء من قانون قيصر، وبالتالي هذا سيف مسلط علينا في مصر ولبنان.

* ما تأثيره على العمال؟

- تأثير إلغائه، ستتحسن الطاقة الكهربائية بشكل كبير جدا، فتوصيل الغاز شيء جديد بلبنان لسنا معتادين عليه، فذلك يخلق فرص عمل جديدة، أيضًا تنشط المؤسسات التجارية والصناعية عندما يتحسن التيار الكهربائي، فسيزداد ويتوسع نشاطها، إمكانية طاقة الإنتاج ستصبح أكبر من المعتاد والتوسع أيضًا، وبالتالي تشغيل عدد أكبر من العمال، فالتكاليف التي يدفعها المواطن لتأمين طاقة كهربائية عبر مولدات خاصة منتشرة بلبنان أرهقت المواطن، ولكن دعم مصر للطاقة بلبنان يخفف عن المواطن ويحدث تأثيرات اقتصادية إيجابية جدا.

* هل سيتم الاستعانة بعمالة مصرية في إعادة إعمار لبنان؟

- الآن لا يوجد دمار بلبنان، لو تقصد المرفق، فهو مرتبط بشركات ومن سيتولها عبر مناقصات دولية، ولكن واضح أن العمالة المصرية موجودة بلبنان وإمكانية الاستفادة منها موجودة، وإذ كنا نحن نحاول أن نعيد اللبناني أيضًا إلى سوق العمل، وتعزيز ثقافة العمل في لبنان بعد أن كان يسود لدينا النظام الريعي الذي ضرب حافزية الإنتاج، نحن نجد أن المصري على صعيد الأيدي العاملة أكثر حركية، فاليوم شاهدت أن العامل المصري يعمل في كل شيء، فهذا جيد أن الإنسان بظرف صعب يمر به يستطيع أن يعمل في أي شيء وتحت أي ظروف، حتى نستطيع إعادة بناء دولنا، على صعيد العلاقة الثنائية سنناقش اليوم مع وزير القوى العاملة المصري، إذا كان لدى العمال أو الدولة المصرية أي مطالب تريد مناقشتها وسنتطرح أيضًا وجهة نظرنا في هذا المجال، وأن سأنتهز الفرصة لأشكر دولة مصر رئيسًا وشعبًا وكل الذين تواجدوا في هذا المؤتمر المهم الذي مجرد حدوثه هو أمر إيجابي، فنحن ندعو إلى عودة التواصل العربي والحوارات بيننا، وإذا لم نصل إلى اتفاق بشكل كامل ما المانع أن ننسق في أمور التنمية البشرية، لماذا لا نعلن شعار "صفر أمية" ومقاومة الأمراض والأوبئة وإعادة الاعتبار للإنسان، فسمة مجالات كثيرة يمكن التعاون فيها بين لبنان ومصر وجميع الدول العربية، لأنه لدينا من الموارد المادية والبشرية، المواهب المهمة وقدرة الاكتفاء الذاتي بشكل كبير، فحان الوقت لذلك.

* هل العمالة اللبنانية الموجودة بمصر لها متطلبات ستقوم بعرضها على وزير القوى العاملة؟

- بحسب ما رأيت العديد من العمال اللبنانيين مرتاحين، على الأقل الذين التقيت بهم، ليس واضحا أن هناك شكاوى في هذا المجال وأعتقد أن الدولة المصرية تستوعب هذا الأمر، واللبناني عادة له مكانة عند الأخوة العرب تحديدًا بمصر كما نحن نبادلهم أيضًا، فلا أعتقد أن هناك مشكلة في هذا المجال، وسمة بعض التسهيلات التي تعطى للعامل المصري مبنية على اتفاقيات ثنائية بين البلدين، ونحن نشجع كل ما يؤدي إلى تعزيز العمل المشترك، وأيضًا حقوق العمال المتبادلة وتعزيز الاستثمارات المشتركة، فلابد أن رأس المال العربي تكون أولويته بين بلدنا وتداوله بيننا من أجل خدمة شعوبنا وخيراتنا، فبدلا من الاستثمار في دول أجنبية مع انفتاحنا على التواصل والحوار وما إلى ذلك، فنحن كعرب أولى أن تكون لدينا استثمارات مشتركة، بلبنان بمصر أو إعادة إعمار سوريا وعودة النازحين السوريين فهذا أمر في غاية الأهمية، الاهتمام بفلسطين ومايحدث في حصار غزة، كل هذه القضايا ووقف المشاكل والحروب العربية وإعادة بناء الانسان العربي ليكون لدينا مواطنة صالحة ونستفيد من المواهب ولا تهاجرنا تبقى في بلادنا، ليكون الخير لنا ونصبح بلدانا مقتدرة وأمة عربية ذات هيبة، لأننا أصبحنا في زمن لا أحد يحترم الآخر، فيجب أن نكون أقوياء مقتدرين لدينا هيبة، ولا تنتزع هيبتنا من قلوب الأعداء ولدينا حضور، وأي علاقة ننسجها مع الآخرين من باب الجدية والقدرة والحضور وأن يكون لدينا الاكتفاء الذاتي.

 

* هل منظمة العمل الدولية لها دور في الأزمات التي تواجهكم؟

- بالتأكيد هناك دور في هذا المجال، أي شخص يريد المساعدة يساعد، ولكن المساعدة الأكبر تأتي مننا، نحن أولى أن نقوم بالمساعدة، فاجتماع منظمة العمل العربية الذي يحدث في مصر الآن مهم جدا، فجمع  21 دولة عربية في ظل انقسامات عربية معينة فهذه مهارة، العمل والاتفاق على قضايا العمل والعمال ومواجهة البطالة والفقر والأمية وإطلاق المشاريع الإبداعية وإعادة التنمية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتأكيد على أصالة الإنسان ودوره المحوري في هذه الحياة.

* في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الكثير من الدول ومن ضمنها لبنان، هل سيؤثر ذلك على سوق العمالة في لبنان والرواتب وخلافه؟

-  نعم  للأسف أثرت، ولكنها نتائج متوقعة لتلك الأزمات وهذا المستوى من الانهيار، ولكن هذا يحتم علينا كيفية تدوير الزوايا والتفكير خارج الصندوق والبحث على حلول معينة لنتأقلم مع هذه الأزمة، والحلو هنا تنقسم لقسمين، حلول سريعة بمعنى ذات طابع إغاثة، وحلول أخرى ذات طابع مستدام، مبني على إعادة النظر في الأخطاء المرتكبة في السياسات الاقتصادية التي حدثت في لبنان لكي ننتج سياسات صحيحة، وبالتالي نعم أثر على العمالة وطبيعتها وحتى نوعيتها، وهذا يحتاج إلى الخروج من العطالة التي سادت في النظام الاقتصادي في لبنان، لندخل إلى نظام العودة إلى العمل والإنتاج، وتكون بعض الحلول مرتبطة بتعاون عربي مشترك ندعمه ونؤيده في مجال تبادل الخبرات والعمالة والمهارات والاعتماد على التدريب المهني الذي يستجيب لتطورات ساحة العمل، عبر التركيز على المهارة وتطويرها، من أجل إدخال الشباب سوق العمل بمزيد من الثقة والمعرفة المناسبة.

* هل هناك تعاون خلال الفترة الحالية مع بعض الدول الأشقاء العرب؟

- نعم، فعلى هامش المؤتمر المقام حاليا – ونحن نشكر مصر من كل قلوبنا لأننا نشعر كأننا ببلدنا – بالطبع حدثت لقاءات ثنائية مهمة، سواء مع منظمة العمل العربية أو مع دول عديدة في هذا المجال، وهى ستكون ذات نتائج وطابع يظهر في القريب العاجل.

* بعد اللقاء مع منظمة العمل الدولية، هل سيكون لها دور؟

- الدور سيكون  مرتبط مع منظمة العمل الدولية في دورات التدريب المهني، أما العلاقات الثنائية مثل قطر ومصر وفلسطين والأردن والعراق، فالنتائج ستكون عبر العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات وماهى المهن والمهارات التي تحتاجها هذه الدول لنتبادلها سويًا.