الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

لماذا تطلق كوريا الشمالية الكثير من الصواريخ وهل يجب أن يقلق الغرب؟

صواريخ
صواريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، حيث ترد الولايات المتحدة وحلفاؤها على موجة تجارب كوريا الشمالية الصاروخية الأخيرة، بما في ذلك تلك التي حلقت فوق اليابان المجاورة دون سابق إنذار، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان ان" الأمريكية اليوم الجمعة.

وأطلقت كوريا الشمالية ستة صواريخ في الأسبوعين الماضيين، وهو يعتبر رقم كبير، حيث شهد هذا العام أكبر عدد من عمليات إطلاق الصواريخ منذ تولي الزعيم كيم جونج أون السلطة في عام 2011.

وأثار التسارع الحاد في تجارب الصواريخ من قبل كوريا الشمالية القلق في المنطقة، حيث ردت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بإطلاق صواريخ وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة هذا الأسبوع. كما أعادت الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات في المياه بالقرب من شبه الجزيرة، وهي خطوة وصفتها السلطات الكورية الجنوبية بأنها "غير عادية للغاية."

ويري القادة الدوليون الآن مؤشرات على مزيد من التصعيد مثل تجربة نووية محتملة، والتي ستكون الأولى من نوعها من قبل كوريا الشمالية منذ ما يقرب من خمس سنوات، وهي خطوة من شأنها أن تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لأزمة سياسية خارجية محتملة جديدة.

ونوهت الشبكة إلي أن اختبارات كوريا الشمالية للصواريخ ليس أمرا جديدًا، حيث برنامج تطوير الأسلحة في كوريا الشمالية مستمر منذ سنوات.

وأشارت الشبكة إلي أن التوترات وصلت إلى مستويات قريبة من الأزمة في عام 2017 عندما أطلقت كوريا الشمالية 23 صاروخًا على مدار العام، بما في ذلك صاروخان فوق اليابان، بالإضافة إلى إجراء تجربة نووية. وأظهرت الاختبارات مدي قوة الأسلحة التي تمتلكها كوريا الشمالية، حيث تعد تلك الأسلحة ذات قوة كافية لاستهداف معظم دول العالم، بما في ذلك أول صاروخ باليستي كوري شمالي عابر للقارات.

وتحسنت العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في عام 2018، عندما عقد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب قمة تاريخية مع كيم جونج أون. وكشف ترامب عن وجود قبول بين الزعيمين، في المقابل، أشاد كيم جونج أون بعلاقته التي وصفها بالخاصة مع ترامب. وتعهدت كوريا الشمالية بتعليق إطلاق الصواريخ وبدأت في تدمير بعض المنشآت في موقع التجارب النووية، بينما علقت الولايات المتحدة التدريبات العسكرية واسعة النطاق مع كوريا الجنوبية وحلفاء إقليميين آخرين.

ولكن المحادثات انهارت في النهاية، وتضاءلت الآمال في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحد من طموح كوريا الشمالية النووية بنهاية ولاية ترامب.

ومن ثم تفشي وباء كوفيد-19، مما دفع كوريا الشمالية إلى مزيد من العزلة. وأغلقت الدولة بالفعل حدودها بالكامل، مع فرار الدبلوماسيين الأجانب وعمال الإغاثة من البلاد. وخلال هذا الوقت، ظل عدد عمليات إطلاق الصواريخ منخفضًا أيضًا، حيث قامت كوريا الشمالية بإطلاق أربعة صواريخ فقط في عام 2020 وثمانية في عام 2021.

وقال الخبراء للشبكة إن هناك بعض الأسباب التي تجعل كوريا الشمالية تسرع اختباراتها بسرعة كبيرة الآن، حيث قد يكون هذا هو الوقت المناسب ببساطة بعد أحداث السنوات القليلة الماضية، حيث أعلن كيم جونج أون النصر على فيروس كورونا في أغسطس، كما جاءت إدارة أمريكية جديدة ركزت على إظهار الوحدة مع كوريا الجنوبية.

وأوضح أندريه لانكوف الأستاذ في جامعة كوكمين بكوريا الجنوبية، في تصريحات نشرتها الشبكة، "لم تتمكن كوريا الشمالية من إجراء اختبارات الصواريخ لبضع سنوات بسبب اعتبارات سياسية، لذلك أتوقع أن يكون المهندسون والجنرالات الكوريون الشماليون حريصين جدًا على التأكد من أن أسلحتهم ستعمل بشكل جيد."

وقال جيفري لويس أستاذ حظر انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية بكاليفورنيا، في تصريحات نشرتها الشبكة، إنه من الطبيعي أيضًا أن تتوقف كوريا الشمالية عن الاختبار مؤقتًا خلال أجواء الصيف العاصفة وتستأنف بمجرد تحسن الطقس في الخريف.

ولكن العديد من الخبراء قالوا أيضا إن نية الزعيم الكوري الشمالي قد تكون إرسال رسالة للغرب من خلال استعراض ترسانة بلاده من الأسلحة خلال فترة الصراع العالمي المتصاعد حاليا.

وقال لانكوف في إشارة إلي كوريا الشمالية :إنهم يريدون تذكير العالم بأنه لا ينبغي تجاهلهم، وأنهم موجودون ويعمل مهندسوهم على مدار الساعة لتطوير الأسلحة النووية."

وأضاف لانكوف إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ربما عززت أيضًا ثقة الزعيم الكوري الشمالي، وتابع أن تصرفات روسيا توحي لكيم جونج أون أنه "إذا كانت لديك أسلحة نووية، فيمكنك الإفلات من العقاب تقريبًا. وإذا لم يكن لديك أسلحة نووية، فأنت في ورطة. "

وعلى الرغم من الرد العسكري السريع للولايات المتحدة وحلفائها علي اختبارات كوريا الشمالية للصواريخ الأسبوع الماضي، يقول الخبراء إنه لا يوجد الكثير أمام واشنطن وحلفائها يمكنهم فعله لوقف التجارب الصاروخية التي تقوم بها كوريا الشمالية.