السبت 09 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

في ذكرى المولد النبوي.. خبير آثار يطالب بترميم منزل ماريَّة القبطية وفتحه للزيارة

 خبير آثار يطالب
خبير آثار يطالب بترميم منزل ماريَّة القبطية وفتحه للزيارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بترميم منزل ماريَّة القبطية بقرية الشيخ عبادة بمركز ملوى بالمنيا نسبةً إلى الصحابي عبادة بن الصامت، ووضعه على خارطة السياحة الروحية بمصر المحلية والدولية ضمن برنامج زيارة محطات مسار العائلة المقدسة حيث يشمل البرنامج الآثار عبر عصورها التاريخية المتتابعة ومقومات السياحة الأخرى لزيادة عدد الليالى السياحية ذلك فى ذكرى المولد النبوى. 
وأشار الدكتور ريحان إلى أن ماريَّة القبطية هى ماريَّة بنت شمعون آخر زوجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بعث بها الملك المقوقس للنبي سنة 7 هـ مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض عليها الإسلام فأسلمت وأنجبت ماريَّة للرسول ثالث أبنائه إبراهيم الذي توفي وهو طفل صغير، وهي الوحيدة التي أنجبت للرسول من بعد زوجته الأولى خديجة بنت خويلد. وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثهِ لحامل رسالة الرسول إليه، ولدت ماريَّة في مصر في قرية حفن من كورة أنصنا. 
وقد أرسل الرسول كتابًا إلى المقوقس حاكم مصر مع حاطب بن أبي بلتعة يدعوه فيه إلى اعتناق الإسلام ورد عليه "إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيًا بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
وكانت الهدية جاريتين هما ماريَّة بنت شمعون وأختها سيرين، وألف مثقال ذهبًا وعشرون توبًا واختار الرسول الكريم ماريًا زوجة له ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت، وكان لمارية شأن كبير عند النبي محمد وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال: "قال رسول الله ﷺ: إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحمًا أو ذمة وصهرًا" وفي رواية "استوصوا بأهل مصر خيرًا فإن لهم نسبًا وصهرًا" والنسب من جهة هاجر أم إسماعيل والصهر من جهة ماريَّة القبطية.
عاشت ماريَّة ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة وتوفيت في المحرم 16هـ ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها، فاجتمع عددًا كبيرًا من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي وإلى جانب ابنها إبراهيم. 
وينوه الدكتور ريحان إلى أهمية أنصنا مسقط رأس ماريَّة حيث جاء الصحابى عبادة بن الصامت إلى حفن بأنصنا باحثًا عن بيت ماريَّة وبنى بها أكبر وأول مسجد عرف باسمه وأعفى أهلها من الخراج إكرامًا للسيدة ماريَّة وبعدها تغير اسم البلد إلى الشيخ عبادة. 
وكانت أنصنا عاصمة للدولة الرومانية فى القرن الثاني الميلادى، وتضم بقايا أديرة وكنائس كثيرة وترتبط بالأشمونيين بنفق كبير وكان يوجد بها مقياس للنيل مصرى قديم محاط بأعمدة من الصوان الأحمر ومازالت أطلال هذه المدينة العريقة قائمة حتى الآن، والتى بنيت فى عهد الإمبراطور هادريان سنة 130 م وكانت عاصمة مصر العليا وبها معبد رمسيس الثانى ومعبد أنطونيوس وتعتبر ثانى مدينة فى الأهمية بعد الإسكندرية، وتضم قرية حفن بأنصنا أول مسجد بنى فى ملوى وهو مسجد عباده بن الصامت.
ويوضح أن زوار منزل ماريا القبطية الآن من أهل القرية فقط من أجل التبرك بالمكان وأغلبهم من النساء الراغبات فى الإنجاب وهناك روايات كثيرة عن بركة ذلك المنزل الذى يعد أهم الأماكن بالقرية لكنها غير موضوعة على قائمة السياحة المحلية والخارجية رغم أهمية المدينة الروحية وتنوع الآثار بها.