السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

د. منى يحيى رئيس مكتب براءات الاختراع في حوارها لـ"البوابة نيوز": "الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية" حلم طال انتظاره.. و17 وزارة و18 هيئة حكومية شاركت في إعدادها

 الدكتورة منى يحيى
الدكتورة منى يحيى رئيس مكتب براءات الاختراع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حوار- عبدالله جمال 
علماء مصر أضاعوا حقوقهم بتجاهل تسجيل إبداعاتهم 
تعديلات تشريعية عاجلة لإنشاء كيان موحد لتسجيل كل صور الملكيه الفكرية
تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، أطلق رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في احتفالية كبرى بحضور منظمات دولية وعدد من الوزراء والشخصيات العامة.
وتعد «الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية»، الخطوة الأولى من نوعها في مصر، وتأتى انعكاسًا حقيقيًا لاهتمام الدولة المصرية البالغ بهذا الملف، إيمانًا بأهميته، وإدراكًا لما تلعبه منظومة الملكية الفكرية من أدوار في دفع عجلة الاقتصاد المصرى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى إطار رؤية مصر 2030، بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية.
«البوابة» حاورت الدكتورة منى يحيى رئيس مكتب براءات الاختراع وأحد المشاركين في وضع الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، حيث أكدت أن هذه الخطوة تعد حلمًا طال انتظاره، وبمثابة حدث استثنائي وخطوة متقدمة اقتصاديًا وعلميًا واجتماعيًا، وكشفت رئيس مكتب براءات الاختراع أن مصر كانت تحتاج هذه الخطوة للحفاظ على ابتكارات وإبداعات علمائها وشبابها من السطو الفكري والاقتصادي، وإلى نص الحوار..

■ كيف بدأت رحلة وضع الاستراتيجية.. وما عدد المشاركين فى إعدادها؟
- بدأت الرحلة بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتم تشكيل لجنة برئاسة هيئة مستشارى مجلس الوزراء، رئيس اللجنة المكلفة بإعداد الاستراتيجية، بمشاركة ٣٥ جهة، ١٧ وزارة، و١٨ جهة وهيئة حكومية، وبمعاونة أحد المراكز المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية، كما ساهم في إعداد الاستراتيجية ثمانية خبراء في مختلف تخصصات الملكية الفكرية، بالإضافة إلى كل الجهات المعنية سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة حتى الوصول إلى الصيغة النهائية، واستغرق عمل اللجنة ١٨ شهرًا في إعداد ومراجعة الاستراتيجية في الفترة من يونيو ٢٠٢٠ إلى يونيو ٢٠٢٢. 
■ ما أهمية الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية؟
- الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية لها أهمية كبيرة، حيث تضع منظومة شاملة تعتمد على بناء تشريعي ومؤسسي له طبيعة خاصة يؤدي إلى تحقيق تنمية شاملة لمصر في كافة المستويات «الاجتماعية والاقتصادية وعلمية.. إلخ».
■ ما الأهداف التي يمكن تحقيقها عبر هذه الاستراتيجية؟
- تهدف الاستراتيجية إلى استفادة المجتمع من إبداعاته وابتكاراته ويعود عليه بالنفع الاقتصادي والتنموي، بالإضافة إلى جذب الاستثمار، فكافة المستثمرين يريدون بيئة آمنة تحافظ على الملكية الفكرية، حتى يستطيع تحقيق المردود المناسب من الأموال التي يضخها في الاستثمارات، بالإضافة إلى الحفاظ على حقوق المبدعين والمبتكرين، لذا الملكية الفكرية تعتبر أداة جذب للمستثمرين.
والاستراتيجية لها ٤ أهداف رئيسية تتمثل في حوكمة البيئة المؤسسية، وتهيئة بيئة تشريعية واستخدام صور الملكية الفكرية في تحقيق مردود اقتصادي، ونشر الوعي بها، والدستور يرسخ فكرة وجود كيان مؤسسي يحفظ حقوق الملكية الفكرية، وفي الوقت السابق كان كل مكتب للملكية الفكرية يعمل وفقا للكيان التابع لها، وليس بنظام موحد، وبعد الاستراتيجية الوطنية سيكون هناك سياسة موحدة، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات تسجيل الملكية الفكرية عبر الإيداع الإلكتروني، وما يستلزم وجود تشريعات لتحقيقها، ومنها استحداث قانون جديد لتأسيس هذا الكيان، بالإضافة إلى تعديل قانون الملكية الفكرية رقم ٨٢ لسنة ٢٠٠٢، كمرحلة أولى قبل إنشاء جهاز حماية الملكية الفكرية، بالإضافة إلى مراجعة شامل للقوانين والتشريعات ذات الصلة، وذلك لتكوين بيئة تشريعية ترعى الإبداعات والابتكارات.
ومصر لديها تاريخ كبير من التشريعات التى تحمى الملكية الفكرية، لدينا قوانين لحماية الملكية الفكرية منذ عام ١٩٣٩ هو قانون حماية العلامات التجارية، وقانون حماية براءات الاختراع ١٩٤٩، ولكن قلة الوعي قد تؤدي إلى إهدار الحقوق الاقتصادية للعلماء والمبتكرين، وبالتالي مع الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، سيكون هناك مردود وأرباح لمالك التقنيات الحديثة، وكل الأهداف السابقة ستساعد في تكوين بيئة داعمة للملكية الفكرية، ويمكن استخدام الملكية الفكرية في كافة المجالات مثل السياحة، ويمكنها أن تصبح أكثر جاذبية عبر توثيق العلامات الخاصة بالمتاحف والمعالم الأثرية عالميًا، كما يمكن الاستفادة المتبادلة بين المجالات المختلفة مثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يمكن تعظيم تلك المشروعات عبر وضع علامات تجارية ثابتة أو براءات اختراع تحمى حقوقه، وهذا ينطبق على كافة القطاعات.
■ ما الجوانب التشريعية والتنفيذية التى يجب وضعها لتنفيذ الاستراتيجية؟
- هناك جانبان أحدهما قصير المدى عبر إعداد قانون الجهاز الموحد، وجانب بعيد المدى يتم عبره تعديل وتطوير التشريعات بشكل مستمر لخلق بيئة حاضنة للملكية الفكرية. 
■ ما القطاعات التى تستفيد من هذه الاستراتيجية؟
- كل فئات المجتمع وقطاعاته ستستفيد من الاستراتيجية، فالدولة المصرية عندما بدأت صياغة الاستراتيجية جاءت لتتماشى مع كافة محاور الأنشطة الحياتية، وستكون داعمة للإبداع والابتكار، وهذا سيأتي عبر تعليم الصغار الصور المختلفة للملكية الفكرية وكيفية استخدامها، بالإضافة إلى تعليم جامعي، وتعليم متخصص لكافة الجوانب لكي يكون المجتمع داعم ومتفهم أهمية الملكية الفكرية لتحقيق المردود الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما حدث في دول مثل جنوب شرق أسيا مثل إندونيسيا وماليزيا حيث استخدمت أدوات الملكية الفكرية ودعمت المشروعات الصغيرة والمتوسطة وشركات ريادة أعمال، وبالتالي حققت التقدم المرجو.
■ كيف تساعد هذه الاستراتيجية فى تحقيق معدلات التنمية وجذب الاستثمارات؟
- عندما يعلم العالم أن الدولة المصرية تحافظ وتحترم الملكية الفكرية، سيعطي انطباعا للمستثمر بالأمان والحفاظ على حقوقه، وهو ما يعد مناخا داعما للتنمية والاستثمار، وتحقيق أهداف التنمية، فأى مستثمر أجنبي دائمًا ما يسأل عن حقوق الملكية الفكرية.
■ ما عدد براءات الاختراع فى مصر؟
- عدد براءات الاختراع في مصر أقل بكثير من البلدان المتقدمة، لكن في نفس الوقت لدينا إنتاج غزير في البحث العلمي، لكن الشروط المتعلقة ببراءات الاختراع مختلفة حيث لابد من أن تمنح لمنتج جديد ومبتكر وقابل للتطبيق الصناعي، أي قبل الإيداع لم يفصح عنها، وكثير من علمائنا الأجلاء يهتمون بنشر إنتاجهم في الدوريات العلمية الفعالة باعتبارها ضمن أولويات الترقي، ولا يستفيدون من براءات الاختراع بالصيغة المثلى، لكن مع الاستراتيجية الجديدة ستمنح فرصة للعلماء لتقديم الطلبات قبل النشر العلمي في الدوريات.
أيضًا طلابنا الذين يحققون جوائز دولية ويتصدرون المحافل الدولية مثل طلاب الهندسة، ويكون لديهم ابتكارات لكن يقدمونها للمسابقات قبل تقديم طلب براءة الاختراع لأن ذلك يخالف القانون، لأن من شروطه عدم الإفصاح المسبق عن الابتكار قبل التقديم، ومن المفترض أن تكون براءة الاختراع قيمة علمية تحمي حقوقهم الإبداعية، وهذه مجرد صورة مبسطة لعدم استغلال صور الملكية الفكرية بسبب عدم وجود وعي وهو ما يضيع الحقوق.
■ ما إجراءات تسجيل براءات الاختراع فى مصر؟
- إجراءات تسجيل براءات الاختراع تغيرت في الفترة الأخيرة، كان في السابق مكتب واحد داخل جمهورية مصر العربية، عبر الذهاب إلى المكتب وتقديم الوثائق اللازمة التي تثبت الملكية الفكرية، لكن منذ شهر يناير ٢٠٢٢ تحولت طريقة التسجيل إلى نظام إلكتروني، وذلك لتيسير الإجراءات حيث يقدم الطلب على منتج أو طريقة تصنيع وليس الفكرة، أو بحث يؤدي إلى منتج، وهناك دليل شامل وتفصيلي موضح بالرسومات على موقع براءات الاختراع يسهل الأمور على كل من يريد التقدم.