الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المسرح المدرسي بين رفاعة الطهطاوي وعبد الله النديم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك أن المسرح المدرسي، بات من أهم الأنشطة، التي تحرص عليها المدارس في جميع أنحاء العالم. فهو يساعد الطفل على تحقيق التكيف المدرسي ويعمل على تعديل سلوكه بما يبعثه من إحساس بالمتعة، وروح المرح. كما أنه يزيد من الدافع الذاتي للطفل نحو الاندماج مع أقرانه ويجعله يتصرف بإيجابية نحو المدرسة التي فجرت موهبته ودعمتها وقدمت له ما ينأى به عن المعوقات النفسية، ويهذب سلوكه ويفجر الطاقات الزائدة في سلوكه الذي قد يتصف بشيء من العنف أو العدوانية ويمتصها. كما أنه يساهم في تنمية قدراته التخيلية وقدراته على الإدراك والملاحظة، وينمي حسه الجمالي والوطني ويعوده الالتزام بدوره في العمل المسرحي الذي يتولى بنفسه تشخيص شخصياته أو مشاهدته. ومسرحة المناهج تعد دورا هاما من أدوار المسرح المدرسي لأنها عملية تبسيط المحتوى التعليمي، بهدف تعليم وتنوير المتلقي من خلال توظيف تقنيات المسرح التي تعتمد على فنون البناء الدرامي للنص وفنون الإخراج للعرض من خلال تقديمه في قالب درامي غنائي يتماشى مع الفئة العمرية للتلاميذ، ويقدم لجمهور من زملائهم ومدرسيهم.  ويتم داخل حجرات الدرس أو في أماكن التجمعات أو المسارح سواء كان ذلك في مدارس الأسوياء او مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة.

هناك العديد من التعريفات للمسرح المدرسي. عرفه "الدكتور إبراهيم حمادة" بقوله إن المسرح المدرسي هو الفرقة أو الهواة من التلاميذ الذين تشرف عليهم المدرسة أو المؤسسة التربوية بهدف تقديم التسلية والتثقيف  والتدريب على ممارسة فنون المسرح بأنفسهم. 

و يعرفه محمد أبو الخير بأنه"مجموعة النشاط المسرحي بالمدارس والتي تقدم فيها فرقة المدرسة أعمالا مسرحية لجمهور يتكون من زملائهم وأساتذتهم وأولياء أمورهم وهي تعتمد أساسا على إشباع الهوايات المختلفة من تمثيل ورسم وموسيقى ورقص....إلخ تحت إشراف مدرب التربية المسرحية[1]".

وفي تعريف عام وشامل لمنظمة مسرح الطفل الأمريكية" هو شكل درامي ارتجالي لا يهدف إلى الاستعراض يؤديه الأطفال تحت إشراف المعلم، يقوم المشاركون فيه بتمثيل أدوار متخيلة من شأنها توسيع تفكيرهم وتجربتهم الانسانية ويوضح لهم القيم والمواقف الانسانية والهدف الرئيسي منه هو تنمية الشخصية وليس إعداد ممثلين محترفين"[2] 

يعد عبد الله النديم رائد المسرح المدرسي الفعلي في مصر. فقد بدأ نشاطه في هذا المجال في عام ١٨٧٩ عندما كان مدير مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بالإسكندرية، فكوَّن من الطلاب جماعات للخطابة والتمثيل. وكتب مسرحيتين مشهورتين، هما: «العرب» و«الوطن وطالع التوفيق». وكان يقصد من كتابتهما تدريب الطلاب على أساليب الخطابة. ولم يكتفِ هذا الرائد بالتدريب النظري، بل درَّب الطلاب عمليا عليهما، ومثَّل معهم المسرحية الثانية على مسرح تياترو زيزينيا بالإسكندرية عام ١٨٨١[3]. لكن الدكتور محمد يوسف نجم" كان قد رصد أهم وثيقة لأول نشاط مسرحي في مصر عام 1870 من خلال تتبعه لمجلة وادي النيل. هذه الوثيقة عبارة عن تغطية شاملة لأول مسرحية تمثل من قبل طلبة مدرسة الصنائع والفنون مع ذكر أسماء الطلبة"[4] ناهيك عن دور الريادة لرفاعة الطهطاوي منذ شاهده في باريس وعاد إلى مصر عام 1830 ليناشد المعلمين بالاستفادة منه في تدريب الأطفال على الإلقاء والتمثيل وجعله وسيلة تعليمية مشوقة حيث كان النشاط المسرحي داخل المدارس هو الشكل الوحيد من اشكال ممارسة الفن. استمر التطوير في مجال المسرح المدرسي يسير وفق تقدير وظروف وإمكانيات كل مدرسة حتى اعترفت به وزارة المعارف العمومية عام 1936 وأنشأت له تفتيشًا خاصًّا بقيادة رائد المسرح الفنان زكي طليمات، الذي كان أول مفتش للتمثيل بوزارة المعارف العمومية.

[1] محمد أبو الخير: مسرح الطفل،- الهيئة العامة للكتاب،1988- ص 27

[2] سالم اكويندي:ديالكتيك المسرح المدرسي من البيداجوجيا إلى الديالكتيك،ط 1( الدار البيضاء:دار الثقافة للنشر والتوزيع،2001)ص 65/66

[3] [3]https://www.hindawi.org/books/58285828/8/

[4] نفسه