قبل أيام، كشفت وزارة الزراعة عن صدور توجيهات رئاسية بدعم 42 ألف صياد بقيمة 50 مليون جنيهًا، وذلك عن طريق استبدال المراكب المُستهلكة بأخرى جديدة، ودعم بأدوات الصيد، كما جرى تسجيل بيانات الصيادين ضمن قاعدة عامة على مستوى الجمهورية.
يُشار إلى أن مصر تُنتج حوالي 2 مليون طن من الأسماك سنويًا، وفي الثمانينات كانت تُنتج حوالي 65 ألف طنًا فقط، وبذلك باتت مصر في المركز السادس عالميًا في إنتاج الأسماك. وينقسم الإنتاج إلى 80% من إنتاج مزارع الأسماك، و20% من المصائد الطبيعية. فضلاً عن وجود العديد من المشروعات السمكية الجديدة يجري العمل عليها سواء في الاستزراع العذب أو المالح لرفع الإنتاج السمكي في مصر.
وقال الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، إن هناك توجيهات رئاسية بإعادة البحيرات المصرية لطبيعتها، وإزالة جميع التعديات وإجراء تطوير وتطهير للبحيرات خلال السنوات الماضية.
وأضاف، أن هناك توجيهات أيضًا بتوجيه الدعم للصيادين من خلال عملية استبدال المراكب القديمة بأخرى جديدة، مشيرًا إلى دعم 135 صيادا بمراكب جديدة. وأشار إلى أن بحيرة المنزلة في 2014 كانت تنتج 42 ألف طن من الأسماك، وهذا العام أنتجت 85 ألف طن، وبحيرة البرلس كانت تنتج 68 ألف طن في 2015، وهذا العام أنتجت 105 آلاف طن من الأسماك، بما يعني أن الإنتاج في البحيرات المصرية زاد خلال الـ5 السنوات الماضية إلى 40% بفضل الجهود المبذولة وأعمال التطوير والتطهير.
ولفت أن العمل جار على قدم وساق في جميع البحيرات لتطهيرها وتطويرها بمبالغ تصل إلى المليارات، إلى جانب إزالة جميع التعديات على البحيرات وتعويض المواطنين.
وكشف رئيس جهاز وتنمية البحيرات والثروة السمكية، عن أنه جار العمل على قنوات جديدة لتنمية البحيرات وإعادتها لسابق عهدها، والاهتمام بجودة المياه ومنتج الأسماك، مشيرًا إلى أن الهيئة لديها 15 مفرغا في المياه العذبة، إلى جانب 400 مفرغ تابع للقطاع الخاص بإنتاج حوالي 400 مليون زريعة من أسماك المياه العذبة.
وقال المهندس محمد شعبان، الخبير في الاستزراع السمكي، إن مصر حققت تطورًا ملحوظاً في مشروعات الاستزراع السمكي خاصة الحكومية منها في مزارع غليون وقناة السويس والفيروز، لافتًا إلى أن تُنتج كميات ضخمة من الأسماك على أعلى جودة نظرا لاستخدامها كافة الأساليب التكنولوجية الحديثة والصحية في التربية.
وأضاف، أن دخول الطاقة الشمسية في مجال تربية الأسماك من خلال استخدامها في تحريك المعدات والأجهزة جعل هناك طفرة في استخدام الأحواض السمكية التي حققت معدلات إنتاج عالية، لافتًا إلى أن التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي والتي يشكل إنتاجها نحو 75% من إجمالي إنتاج الأسماك في مصر لوصول حجم الإنتاج إلى مليوني طن خلال 2019، وارتفاعه إلى 2.3 مليون طن خلال 2020.
وأكمل شعبان، أن ذلك ظهر بعد اكتمال التنفيذ للمزارع السمكية الجديدة والمنفذة بعدد من محافظات الجمهورية كمحافظة السويس وكفر الشيخ وسيناء والبحر الأحمر بجانب المشاريع التي تم تنفيذها في قناة السويس وبورسعيد بالإضافة إلى مشروع بركة غليون، كان له أثر كبير في الطفرة التي حدثت في قطاع الاستزراع السمكي، والتي بدورها انعكست على السوق المحلية وقاربت إلى مستوى حد الاكتفاء الذاتي من الأسماك.
ولفت خبير الاستزراع السمكي إلى تطور الاستزراع السمكي في المياه العذبة بمصر، ووصلت إنتاجية الفدان منه ما بين 5 إلى 15 طنا في العام، طبقا للتكنولوجيا المستخدمة في الاستزراع السمكي، مشيرًا إلى ارتفاع كثافة المتر من سمكة واحدة في المتر إلى 20 سمكة في الوقت الحالي، وذلك استغلالا لمصادر المياه العذبة من البحيرات، ويأتي هذا بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة بالزراعة في تدوير المياه وتنقيتها بحيث تصلح للاستزراع لمدة تصل إلى 10 أشهر.
