الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«إيدك بقت زي الرجالة».. «أم العيال» تخلصت من جحيم زوجها العاطل بحبة الغلة في بنها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«هسيبلكوا الدنيا كلها وأمشي».. آخر كلمات رددتها سيدة أربعينية قبل أن تكتب السطر الأخير فى حياتها بـ«حبة غلة سامة» بسبب تحملها مسئولية المنزل نيابة عن زوجها «العاطل» وخلافات أبنائها التى لم تنته.

نهاية مأساوية كتبت لتلك السيدة داخل إحدى قرى مدينة بنها بمحافظة القليوبية، بعدما تزوجت من رجل لا يحمل شيئًا من صفات الرجولة، فوجدت نفسها أما ورجل البيت فى آن واحد.

ظلت السيدة الأربعينية تعانى من زوجها بسبب عدم عمله طيلة 20 عامًا، فوجدت نفسها تحمل على أكتافها حمل أسرة كاملة مكونة من أب وأم وأبناء، ففطرة الأمومة جعلتها تنحت فى الصخر حتى تستمر حياتهم، فتحملت الأم وقررت النزول للأرض الزراعية والعمل فى الفلاحة لكى تنفق على أسرتها، بعدما فقدت الأمل فى زوجها، لكن للأسف لم يقدر أبناؤها ولا زوجها الكد والتعب الذي تحملته الأم من أجلهم، فزوجها بدلًا من أن يشكرها وجدت منه معاملة سيئة ولومها على فقدانها أنوثتها ويدها التى تشققت من حمل الفأس: «إيدك بقت زى إيد الرجالة وشكلك مبهدل مش بتشوفى الستات بتعمل إيه لأجوازهم»، وتناسي الزوج أن الحال التى وصلت لها زوجته كانت من أجل تلك الأسرة وتعويضًا عن نطاعته وعدم عمله، بالإضافة لمشاحنات أولادها المستمرة.

شعرت الأم بالضجر لحالها وانتابتها حالة نفسية سيئة لما تمر به من هوانها على أسرتها التى لم تقدر معاناتها ولا تضحيتها من أجلهم، وأصيبت بحالة من اليأس قادتها للجلوس بمفردها تفكر مع حالها فى شيء يشعرهم بالذنب تجاهها، فهداها تفكيرها لتناول «حبة غلة»، كنوع من تهديد أسرتها بفقدانها وانتحارها، ولم يكن فى ترتيباتها أنها ستفقد حياتها، لكنها كانت تعتقد أن الأطباء سيسعفونها.

وحينما بدأ مفعول «حبة الغلة» يظهر عليها، قامت أسرتها على الفور بالتوجه إلى المستشفى لمحاولة إسعافها، لكن لسوء الحظ كان رد الأطباء: «مفيش فايدة السم انتشر فى جسمها»، وحينها توسلت الأم لشقيقتها: «الحقينى، مش عايزة أموت»، لكن كان رد شقيقتها: «مفيش فى إيدى حاجة أعملهالك»، وكان مشهدها الأخير أن توفيت متشبثه بيد شقيقتها.

بداية الواقعة بتلقي مركز بنها إخطارًا من مستشفى بنها الجامعى بوصول سيدة أربعينية تعانى من حالة قىء شديدة واشتباه تسمم، وبالانتقال والفحص وإجراء التحريات تبين أن السيدة تناولت «حبة غلة» بسبب خلافات أسرية، وتوفيت فى الحال.

وقالت أسرتها إنها حاولت الانتحار مرتين سابقتين وتم إسعافها، لكن تلك المرة كانت تحاول تهديدنا واعتقدت أننا سنسعفها على غرار المرتين السابقتين، لكنها توفيت.

وتحرر محضر بالواقعة، وتم نقل الجثة للمشرحة، وأُحيلت للنيابة العامة للتحقيق، والتى طلبت التحريات وصرحت بالدفن لعدم وجود شبهة جنائية.

وتعمل الدولة على تقديم الدعم للمرضى النفسيين من خلال أكثر من جهة خط ساخن لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية أو رغبة في الانتحار، أبرزها الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية، بوزارة الصحة والسكان، لتلقي الاستفسارات النفسية والدعم النفسي، ومساندة الراغبين في الانتحار، من خلال رقم 08008880700، 0220816831، طول اليوم.

كما خصص المجلس القومي للصحة النفسية خط ساخن لتلقي الاستفسارات النفسية 20818102.