الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

«مصر بتتكلم حرفي».. 6 ملايين جنيه مبيعات معرض «ديارنا» بالعلمين في أسبوعين

الدكتورة نيفين القباج
الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الأجتماعى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حقق معرض «ديارنا» بمدينة العلمين الجديدة، مبيعات تجاوزت الـ6 ملايين جنيه خلال أسبوعين فقط من افتتاحه، وأكدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أن هذه أول تجربة لمعرض «ديارنا» فى العلمين، وأن هدفنا هذه المرة ليس فقط الربح، وإنما دراسة السوق بالمنطقة والمنتجات الأعلى طلباً، ومعرفة الفرص والتحديات التى ستزيد من فرص التسويق فى المستقبل.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي: ندعم إقامة المعارض الإنتاجية فى المناطق السياحية الجديدة، وتسويق المنتجات التراثية للمصيفين وجذب شبابنا ليفخر بجمال الحرف التراثية والمصنوعات اليدوية. يشار إلى أن هذا المعرض يُقام للمرة الأولى فى مدينة العلمين الجديدة وفى إطار مهرجان العلمين، حيث تشهد المدينة كل يوم إضافة جديدة فى إطار الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة، حيث إن معرض «ديارنا العلمين» يأتى استكمالا لمسيرة دعم الوزارة لتسويق المنتجات اليدوية والحرفية التى تعبر عن التراث المصرى بكافة منتجاته، والذى يقام تحت شعار «مصر بتتكلم حرفي» بمدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي.

ولا شك أن تسويق المنتجات الحرفية للسياح هو جزء من مصر السياحية ومن التسويق التجارى على هامش متعة البحر والجو الرائع للمناطق السياحية.
ونقدم خالص الشكر للواء خالد شعيب محافظ مطروح على دعمه الدائم لمعارضنا، وهذا هو ما عهدناه من الزملاء المحافظين فى دعمهم لجميع فرص التمكين وتحسين جودة حياة المواطن.
الجولة القادمة للمعارض فى محافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر والغردقة وشرم الشيخ، ونتعهد أن نستمر فى جولات معارضنا فى كافة المحافظات وخارج مصر.
نحرص على تفقد أروقة المعارض، والاستماع لمطالب العارضين ولمقترحات الزائرين، ونفتح آفاق الاستجابة لمطالب عملائنا والحرص على حقوق عارضينا.
 «لجين».. فنانة بصناعة الحلى «لأول مرة فى ديارنا»

«رنا» يد صديقتها فى صناعة الخلاخيل والحلقان والانسيالات 

لجين محمد، طالبة فى مدرسة منارة هليوبوليس بالقاهرة، بالصف الثالث الإعدادي، وقادتها الصدفة قبل ٣ سنوات، لتحصل على كورس فى صناعة الحلى أو الإكسسوارات فى حديقة الطفل الكبيرة بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر بالقاهرة.

وقتها كانت فى نهاية المرحلة الابتدائية، وقرأت عقب الامتحانات إعلانا فى حديقة الطفل عن كورس لصناعة الاكسسوارات، ضمن الأنشطة الصيفية للحديقة، وبعد الكورس قررت هى وصديقتها وزميلتها فى المدرسة رنا، أن تشتريا الخامات المطلوبة وتصنعا الكثير من أشكال الحلى التى تعلمتاها فى الكورس.

فى الكورس عرفت لجين وصديقتها أن أفضل مكان يوفر الخامات بأسعار معقولة هو منطقة الأزهر بوسط القاهرة، وهنا أقنعت والدتها الصيدلانية "د. سالي" أن تأخذها لشراء الخامات، ووافقت الأم، وهناك تعرفت على أكثر من بائع وتعرفت على الأسعار والخامات، واختارت بنفسها الألوان التى تعرف أن البنات فى مثل عمرها تفضلها.

"أعلّم أمى صناعة الحلى لتساعدني"

دائما ما تأخذ فتيات الهاند ميد حبهن للمهنة وخبرتهن فيها عن الأم أو الجدة، لكن مع لجين القصة مختلفة، فهى التى تعلم والدتها لضم حبات المطاط أو الـ"rubber" الصغيرة الدقيقة بترتيب معين للألوان، لصنع الخلخال أو الانسيال، وكيفية ربط آخر العقد لوضع القفل، وشد الخيط الصنارة بحرفية حتى لا تكون هناك فراغات بين حبات المطاط، وأيضا لا تكون مضغوطة بأكثر مما ينبغى حول الخيط فيبدو الانسيال ملتويا.

تبتسم الأم وهى تقف بجانب لجين وهى تسمع كلامها:"أشجعها على العمل والإنتاج، فهو أفضل لها من قضاء وقت الفراغ مع الموبايل والإنترنت بلا طائل، وبالفعل أتعلم منها لأساعدها وقت المذاكرة عندما يكون لديها معرضا أو طلب بعض رواد صفحتها على إنستجرام قطعة معينة عرضتها هى على الصفحة، كما أشاركها شراء الخامات لأنها ما زالت صغيرة لتذهب وحدها لشرائها ".


"المكسب والخسارة فى الهاند ميد"
بدأت لجين ورنا مشروعهما لصناعة الحلى برأسمال ٣ آلاف جنيه، وصل الآن إلى ١٠ آلاف جنيه، وقد جنتا هذه الأرباح بفضل تعلمهما من الدكتورة سالى كيفية حساب التكلفة والربح والخسارة، وتدوين كل حسابات المشروع فى دفتر خاص.
لجين من أوائل المدرسة كما تقول الأم، ومع هذا تجد الوقت طوال العام وخلال الصيف للمشاركة بطاولة حليها فى المعارض التى ينظمها النادى الأهلى فرع مدينة نصر، بحكم عضوية أسرتها فيه، وأيضا معرضا فى أحد الفنادق الشهيرة، وقد علمت عن معرض ديارنا بمدينة العلمين وهى تقضى الصيف مع أسرتها فى بيت الأسرة بالساحل الشمالي، فعرضت منتجات يدها على المسئولين عن المعرض، وبالفعل خصصوا لها الجناح.
بابتسامة رقيقة وصوت حميمى تعرض منتجاتها على الزائرات بحب وحماس، "فرصة كبيرة لى أن أشارك باكسسواراتى الهاند ميد فى معرض ديارنا بمدينة العلمين الجديدة، وقد أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة نيفين القباج خلال افتتاح المعرض، أن المشاركة مجانا بالنسبة للعارضين، وهى فرصة كبيرة لى لأتعرف على الجمهور وما الذى تريده الفتيات والسيدات فى الاكسسوارات، وأيضا فرصة كبيرة ليعرفوني".

"تصميمات ترند"
تشعر لجين بالسعادة من رد فعل رواد ديارنا بعدما يعرفون أنها صانعة الحلى وصاحبة الجناح، " باحس إنى مبسوطة من رد فعل الناس لما تفرح بإنى أنا اللى بأعمل الحاجات دى وتشجعني، نفسى أكبر صفحتى أكثرعلى النت وأتوسع أكثر فى مشروعى أنا ورنا، ويكون لينا براند أو اسم فى السوق معروف زى أصحاب البرندات المشهورة فى صناعة الحلى الهاند ميد".
تفكر لجين كثيرا فى التصميمات التى تختارها لحليها، "باتابع التصميمات الموضة أو الترند اللى البنات بتحبها وبتدور وتسأل عليها، لكن بابتكر فى الألوان وتشكيلاتها، ودايما باحب إن كل قطعة يبقى ليها شكل مختلف وألوان مختلفة، وكثير بادمج خامات مع بعضها، وباعمل قطع بالطلب، خصوصا اللى بتكون أسماء محددة".
تتمنى لجين أن تدرس فى الجامعة علم التسويق وفنونه، وتشعر أن خبرتها فى البيع والشراء والتعامل مع الناس ومعرفة ما يحبونه، ستميزها كثيرا فى هذه الدراسة، لتجمع بين العلم والخبرة العملية، لتنطلق إلى الابتكار فى عالم التسويق الالكترونى وأيضا تسويق المعارض.
يعتقد الزائرون لمعرض ديارنا للحرف اليدوية التراثية بمدينة العلمين الجديدة، أنها جاءت بصحبة والدتها، وأن الأم هى صاحبة جناح العرض، ولكن بمجرد أن يبدأ السؤال عن سعر قطعة أو خاماتها، ويتجه صاحب السؤال بنظره للأم، تشير الأم لصاحبة الجناج الفنانة الصغيرة "لجين محمد" مصممة الإكسسوارات اليدوية ذات الألوان الصيفية المبهجة.
وعلى طاولة العرض، حلقان وانسيالات وخلاخيل من المطاط أو الفوم والصدف بألوان الأصفر والأخضر والبنى واللبنى، صغيرة ودقيقة تناسب الفتيات قبل العشرين وبعدها، كما تناسب الصيف والبحر والخروج صباحا، وإكسسوارات أخرى من الأحجار الكريمة مثل كسر العقيق والأونكس والكريستال وغيرها معلق بعضها على مانيكان العرض، تصلح للخروج بعد الظهر وفى المناسبات وأيضا للبنات والسيدات العاملات.
كل هذا من صنع يد لجين محمد، ذات الـ١٤ عاما، ويد صديقتها رنا التى لم تستطع الحضور للمعرض، وهى التجربة الأولى لها فى معارض ديارنا التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعي، لكن حضورها وإقبال الرواد على جناحها، يؤكد أنها لن تكون الأخيرة.
 

 

«عبد الرحمن».. «كورونا» تعيده للفن التشكيلي بعد 23 سنة

بحكم دراسته فى العمارة الداخلية بقسم الديكور فى كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وجد عاطف عبد الرحمن المصرى نفسه موظفا فى شركة سيراميكا الفراعنة، متخصصا فى تصميم وتنفيذ المعارض، حتى جاء فيروس كورونا مقررا أن يعيده ثانية إلى فنه التشكيلي، بعد أن بقى ٢٣ عاما يمارسه على استحياء.

شكل الجناح المناسب للمنتج، وتنفيذه فى الورشة وطريقة الإضاءة وحركة العميل، وطرق العرض، ثم الفك والتخزين هى الخطوات التى كان يسير عليها عمل عاطف، فى المعارض التى كان ينفذها داخل مصر وخارجها للشركة، وهى رؤية ليست بعيدة عن بعض لوحاته التى يعرضها الآن فى معرض ديارنا بالساحل الشمالي.

من بين بصمات عاطف المصرى التى تبدو لزائر ديارنا للوهلة الأولى، هى حرصه على جمع موتيفات كثيرة لموضوع واحد فى لوحة واحدة، أو يجمعها فى لوحتين أو ثلاثة متكاملتين، وكأنه يريد أن يكثف ويجمع ويحكى كل ما يعرفه عن المآذن مثلا أو عن الفن الشعبى المصري، أو عن الوجه الأفريقي.

 

"لوحاتى تصل للجمهور ويتأملها المتخصصون"

لم يبتعد عاطف عبد الرحمن المصري، منذ تخرجه فى كلية الفنون الجميلة عام ١٩٨٨، وبالطبع قبلها خلال سنوات الدراسة، عن الأتيليه الذى يمارس فيه فنه التشكيلي، لكنه عاد إليه بقوة خلال شهور عزل كورونا الطويلة، مستثمرا خبرته وفنه ومكتبته الفنية، ليخرج من بينها لوحات هاند ميد من الديكوباج والرسم بالألوان على الخشب وعلى القماش.

واختار عاطف من المدارس الفنية، المدرسة السهلة القريبة الفهم من الجميع، لأنه يدرك أنه يعرض لوحاته للجمهور، وليس للمتخصصين فقط، ويريد أن تصل رسالته للجميع أيضا."لوحاتى تصل للجمهور ويتأملها المتخصصون".

قبل عامين ونصف، تقدم"المصري"بملف أعماله ونماذج منها لمعارض ديارنا بوزارة التضامن الاجتماعي،"بعد قبول مشاركتى فى ديارنا، بدأت أرسم لوحات خصيصا للمعرض، وبأحجام تناسب ديكور المنازل والأذواق المختلفة لغرف النوم أو الاستقبال، ديكوباج، آية قرآنية، زخارف وشعبيات، بعضها من كتب التراث والفنون الاسلامية، وبعضها الآخر من الفنون التراثية الشعبية الحية على بيوت الفلاحين وبيوت الأقصر وأسوان، وغيرها".

 

"لوحة موثقة علميا"

ويشرح عاطف المصرى تفاصيل عمل لوحته التى جمع فيها عدة مآذن فى القاهرة، تحسبها أشكالا مختلفة للمآذن من مخيّلة الفنان، "كل مئذنة من هذه المآذن موثقة فى كتب التراث الإسلامي، ومعروف هى فى أى جامع وفى أى مكان، لكنى جمعتها فى لوحة واحدة ليتأملها الجمهور، مرسومة على قماش الدك الثقيل بعد معالجته، ومشدودة على إطار خشبى عريض صنعته خصيصا لها، كل جزء يأخذ وقتا من العمل، واستغرقت منى اللوحة نحو الشهر".

فى أتيليه عاطف لوحة يحتفظ بها تشبه تقنية لوحة المآذن، "عمرها ٣٥ سنة، لم تتأثر بعوامل الزمن، أرشها بالماء بين الحين والآخر، لأزيل آثارالأتربة، طريقة عملها يدويا تتيح لها أن تعيش طويلا، أشد القماش الدك جيدا على الخشب، وأدهنه بمواد اكليرك لسد المسام لحماية اللوحة، ثم أرسم بالقلم الرصاص أوالفرشاة".

 

"الديكوباج أرخص"

فى أحد أركان جناح المصرى بمعرض ديارنا بالساحل الشمالي، هناك لوحات من فن الديكوباج، أقل سعرا من اللوحات المرسومة بيده،"الصورة تكون جاهزة، وأعالجها باسلوب فنى، تأخذ منى مجهودا أقل من الرسمة التى أرسمها بنفسي، فقط أضيف لمسات من مواد مختلفة، مثل الورق أوالحجارة أو الخشب أو غيرها.

وذلك لتبدو بعض تفاصيل اللوحة بارزة، أو أغيّر فى ألوان اللوحة، وهو ما يعجب أذواق بعض الجمهور، فبعضها صورا كلاسيكية وبعضها من رسوم المستشرقين، طرق المعالجة متاحة على فيديوهات اليوتيوب، لكن التميز يحكمه المهنية والاحتراف والخبرة ومكتبة الفنان التى نعبر عن عمره الفنى".

"الحارة الشعبية ببصمة المصري"

فى الجناح أيضا لوحات هاند ميد صغيرة ومدورة من معلقات الفن الأسوانى والنوبى والكتابات العربية، "أصنعها بنفسى بمقياس معين من نوع جيد من الخشب، هو خشب ال"إم دى إف"، أقطعها فى الورشة وأصنفرها بنفسى بحجم صغير فى الأتيليه، كل مايكون الحجم صغيرا يكون متعبا وصعبا، ونطلب فيه سعرا مرتفعا، لأن العمل فى أى لوحة لا يقل عن ٣ أيام.

 

أنتيكة من الوش والظهر"

يحب عاطف أن يجمع الواقع باسلوب وإخراج خاص، فلديه مجموعة تحكى عن بيوت حقيقية من بيوت النوبة، هى الأخرى معروفة وموثقة، لكنه يجمعها فى تكوين معين وانسجام فى الألوان، ومجموعة ثانية تحكى عن الحارة المصرية، تتناثر فيها موتيفات ورموز شعبية، مثل موتيفة كباسين شيخ الغفر التى يعلق فيها سلاحة، موتيفة قلة المولود، موتيفة الهلال، موتفة الكف، مع بياع على عربة كارو، كلها" تجميعة ببصمتى الخاصة".

 

"ديارنا أقادتنى وأتمنى أفيدها"

يشعر عاطف بالامتنان تجاه معارض وزارة التضامن الاجتماعي،"معارض ديارنا علمتنى أعرف ذوق العميل، وأستجيب لذوقه، فنجاح أى فنان يعمل فى الهاند ميد إن شغله يتباع، ومن أجل أن أحافظ على نسبة البيع، لم أغير أسعار لوحاتى منذ مايقرب من عامين ونصف العام، رغم ارتفاع أسعار الخامات والألوان، لكن بآجى على مجهودى أنا، لأن معارض ديارنا تعطى للعارضين فرصة للدعاية لا مثيل لها". وكما يشعر عاطف بالامتنان نحو ديارنا، يتمنى أن يقدم خبرته فى تصميم المعارض أمام المنظمين، " بحكم تخصصى وبمجهود ذاتى تطوعى أتمنى أن أشارك فى تصميم معارض ديارنا القادمة، وسأفخر بهذه المشاركة".