الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

من «تيك توك» إلى الزنزانة.. منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لترويج المخدرات

وملاحقات الأجهزة الأمنية مستمرة..

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة البشر اليومية، يقضون فيها معظم أوقاتهم في استخدامها للتواصل مع بعضهم البعض في بعض الأحيان،  ولمعرفة ما يدور في العالم حولهم، ولبعض الأغراض الربحية في أوقاتٍ أخرى.
وخلال السنوات الأخيرة، تعددت أشكال وسائل التواصل ما بين منصات «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستجرام»، وصولًا إلى منصة رفع الفيديوهات «تيك توك» التي لاقت رواجًا كبيرًا بين الملايين، وبين هذا وذاك كان القاسم المشترك غياب المعايير الأخلاقية في الكثير من المحتويات التي يتم رفعها بدون رقيب أو حسيب، وتعددت فحوى الفيديوهات المنشورة لتشمل الترويج للمخدرات والأفعال الفاضحة الدخيلة على مجتمعاتنا، ومؤخرًا شهدت منطقة عين شمس واقعة ظهور أحد الأشخاص عبر «تيك توك»، يروج للمخدرات، وهو ما فتح المجال للتساؤل إذا ما كانت هذه الوسائل نعمة للارتقاء بالبشر أم نقمة من الممكن أن تعصف بهم وتتسبب في هلاكهم.
جرائم
في منطقة عين شمس، ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على شاب لبيعه البودر عقب رصد مقطع فيديو عبر تطبيق «تيك توك». تعود الواقعة عقب رصد تداول مقطع فيديو عبر تطبيق «تيك توك» يتضمن قيام أحد الأشخاص بالترويج لبيع المواد المخدرة بمنطقة عين شمس. وأمكن تحديد هوية الشخص المشار إليه «مقيم بدائرة قسم شرطة عين شمس بالقاهرة»، عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبحوزته «كمية من البودر المخدر معدة للبيع - مبلغ مالى - هاتف محمول» وبمواجهته اعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الإتجار واستغلاله لمواقع التواصل الإجتماعى للترويج لنشاطه الإجرامى. 
وفي محافظه قنا تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لشاب صعيدي، يروج لتجارته في المخدرات، حيث ظهر يالفيديو شاب يبدو من لهجته أنه صعيدي، وفي يده سلاح آلي، وبجواره سلاح آلي، وبدأ يروج للمخدرات بأنواعها «حشيش، بانجو، وأقراص تامول»، وقال إن من يرغب شراء المخدرات منه، يقوم بالاتصال به والتنسيق معه؛ لمعرفة كيفية الحصول على المواد المخدرة ومكان ووسيلة التوصيل.
وعلي الفور شنت قوات مديرية أمن قنا حملة أمنية مكبرة على قرية السمطا بمركز دشنا، للقبض على العنصر الإجرامي، ويدعى «فرج أبوالسعود»، وتمكنت من قتله من خلال تبادل إطلاق النار.
دور الأسرة
قالت سما نصار الدكتور بعلم النفس، إنه في ظل التطور التكنولوجي السريع أصبحت المجتمعات العربية منفتحة إلى حد كبير على الثقافات الغربية المتنوعة، وفي نفس الوقت حدث تراجع كبير في دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية في غرس القيم الأخلاقية والدينية في الأطفال منذ الصغر، فالأسرة هي المنبع الأول للتربية وغرس الأخلاق الحميدة، ولكن مع ضغوط الحياة الاجتماعية اضطر الوالدان للخروج للعمل وترك الأطفال في المنزل أو الشارع أمام شاشات التليفزيون والإنترنت،  وحتى في حال وجود الأم في المنزل لا تزال نفس المشكلة في الكثير من الأسر العربية.
وأضافت «نصار»: «المؤسسة الثانية لغرس العادات والتقاليد والأخلاق الحميدة هي المدرسة التي انحصر دورها أيضًا فى التعليم الخاص بالمواد الدراسية والمنهج المقرر، في حين أن وزارة التربية والتعليم كان هدفها في الأساس التربية قبل التعليم، والآن نجد المعلم إما أنه يستخدم العنف ويستخدم ألفاظا غير لائقة في التعامل مع الطلاب أو العكس في تطاول بعض الطلاب على المعلم في المدرسة، فهي كلها حلقة مفرغة تسلم بعضها البعض سواء كان المنزل أو المدرسة أو الإنترنت أو حتي المشاهد التي أصبحت منتشرة في الأعمال الدرامية دون رقابة إعلامية، فكل ذلك بالإضافة لغياب القيم الدينية التي لها دور كبير في تكون الضمير الداخلي للإنسان الذي يحثه لعمل الخير والبعد عن السوء خوفًا من عقاب الله ورغبة في الثواب نتج عن كل ذلك انقياد الشباب خلف كل ماهو جديد بهدف التجربة والتقليد الأعمى دون وعي، وأصبح (تيك توك) و(يوتيوب) وغيرهما من البرامج هي التي تجذب فئة الشباب». من جانبه، قال الدكتور فتحي القناوى، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية، إن «تيك توك» يستهدف فئة معينة من الشباب لتلف الأدمغة والعقائد لديهم، فبدايته في الصين وهي دولة اقتصادية عظمي، ولكي تغرو غيرها من الدول الكبيرة فابتكرت هذا التطبيق وبدأت تستقطب الشباب من خلاله، لأن الشباب هو قوة أى دولة، مع العلم أن الصين ليست دولة علي ديانة واحدة بل متعددة الأديان والعقائد، ولذلك نشأة التطبيق في بلد بهذا الشكل بالتأكيد لن يكون له تأثير إيجابي علي الشباب».
عقوبات
قال محمود جمال أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة بنها، تختلف عقوبة تجارة أو حيازة «الهيروين» و«الكوكايين» وهما من المواد المخدرة المدرجة ضمن الجدول الأول للمخدرات، وأن عقوبة حيازة أقراص «الترامادول» لا تتجاوز عقوبتها الـ٣ سنوات في القانون، حيث  نصت المادة ٣٣ من قانون العقوبات، على أن عقوبة الاتجار فى المواد المخدرة تصل إلى الإعدام، وغرامة مالية لا تقل عن مائة ألف جنيه، ولا تزيد علي ٥٠٠ ألف جنيه، وذلك فى حالة استيراد أو تصدير المواد المخدرة، وفي المادة ٣٤ من قانون العقوبات، السجن المؤبد أو الإعدام من يقوم بالترويج، والاتجار فى المواد المخدرة داخل البلاد.
وأضاف «جمال» أن عقوبة متعاطي المواد المخدرة هي الحبس لمدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه، ولا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه.