الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

معجزات العرقسوس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحت عنوان «العرقسوس خط أحمر» كتب الباحث وائل فتح الله فى مدونته: «شوف عدد حروف كلمة (عرقسوس)، يطلعوا ٦، اجمع القيمة العددية لكل حرف يطلعوا ٩٠. أقسم الـ٩٠ على ٦ بـ١٥ اضرب ١٥ فى ٢ يطلعوا ٣٠ ها؟ ٣٠ دول جم منين؟ عدد أيام شهر رمضان. طيب إقلب الكلمة من الشمال لليمين كدا تبقى (سوس قرع)، وسبحان الله نفس عدد الحروف ٦ برضو.. مش صدفة، مفيش حاجة صدفة ده علم من علوم العارفين. اضرب الـ٦ في ٥ يطلعوا ٣٠ الله؟ ٣٠ تاني؟ عدد أيام شهر رمضـان برضو، لأ دى إشارة بقى!! دي نورانيات تهبط على القلب يتلقفها العقل ولا يعلمها الدارسون! واحد فزلوك يسألني، طب يا سيدنا الشيخ لو رمضان طلع ٢٩ يوم نعمل إيه؟ أقول له شيل حرف (السين) من (عرقسوس) لأنه مكرر، يبقى ٣٠ - ١= كام؟ ٢٩. أظن وضحت؟! (العرقسوس) خط أحمر، والموضوع كبير، وفِيه أسرار كتير لا تُقال لعامة الناس وبيتم تدريسه في الجامعات الأوروبية في سرية تامة..!!».
ما كتبه الأستاذ وائل ليس من قبيل السخرية بل هو ذاته ما يدعيه من يسمونهم بالعلماء من مشايخنا الدعاة، ومن أهمهم وله من التابعين والمريدين آلاف مؤلفة حتى إن الدولة احتفت به، رغم كونه إخوانى الهوى والتنظيم وله مواقف مشهودة فى تأييد الجماعة قبل رابعة وبعدها. إنه العالم العلامة زغلول النجار.
زغلول راغب محمد النجار «١٧ نوفمبر ١٩٣٣»، عالم جيولوجيا وداعية إسلامي مصري ولد في قرية مشال مركز بسيون بمحافظة الغربيّة، اشتهر بإلقائه محاضرات وندوات عن الإعجاز العلمي في النصوص المقدسة الإسلامية «القرآن والحديث النبوي». درس في كلية العلوم جامعة القاهرة وتخرج منها سنة ١٩٥٥ بمرتبة الشرف، وكُرِّم بالحصول على جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض «مش مهم تعرف جائزة إيه واسم مين»، وهو زميل الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وعضو في مجلس إدارتها، وأحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
على «يوتيوب» فيديو كارثى لزغلول النجار كما يقول الكاتب والباحث فى شئون الاسلام السياسى محمود حسنى رضوان، يدعو فيه المصريين للتداوى ببول الإبل!! كان هذا بتاريخ ١٧ سبتمبر ٢٠١٢ على شاشة قناة دريم مع الإعلامى الراحل وائل الإبراشى فى برنامج «العاشرة مساء» لكن الفيديو شغال وعامل تريند، وفى هذا الفيديو أطلق زغلول النجار على بول الإبل إسم «السائل الذهبي السحرى»!! وزعم أنه يحتوى على مواد مضادة للسرطان، وأنه يعالج مجموعة كبيرة من الأمراض: «أمراض الشرايين، الكبد، الكلى، الصدفية، الثعلبة، الإيدز، العقم، البهاق، الاستسقاء...إلخ»!!
وادعى زغلول النجار أنه يوجد في مصر مركز طبى متخصص فى العلاج ببول الإبل وأنه حقق نتائج مذهلة!! ولكن زغلول الفشار لم يذكر اسم هذا المركز ولا عنوانه، ولا أسماء القائمين عليه، ولم يذكر أيضًا اسم مريض واحد ممن تم علاجهم فى هذا المركز المزعوم!!، وأضاف زغلول النجار أن إحدى شركات الدواء السويسرية قد أنتجت دواء من بول الإبل!!، وكالعادة أيضًا لم يذكر اسم هذه الشركة، ولا اسم هذا الدواء المزعوم، ولا أين يمكن العثور عليه!! ولأن تحريض زغلول النجار الناس على شرب بول الإبل، ستكون له نتيجة كارثية على صحة المصريين، لذلك فقد طالب بعض المفكرين الدولة وخاصة وزارة الصحة بالتدخل ومحاسبة زغلول النجار حفاظًا على صحة المصريين.
من ناحية أخرى فإن زغلول النجار له عدة فيديوهات أخرى تحدث فيها عن معجزات ماء زمزم.
المعجزة الأولى هى أن جبريل هو من حفر هذا البئر بجناحه! وأن ماءه لا يمكن أن تنضب على مر السنين مهما كانت كمية المياه المسحوبة منه، وأنه سيظل على هذا الحال للأبد!! فى المقابل هناك من يقول إن مدة صلاحية أى بئر تتراوح بين ٥٠ و١٠٠ سنة، وهذا ينطبق على جميع الآبار بما في ذلك بئر زمزم، وبالفعل فقد انتهت صلاحية بئر زمزم منذ زمن طويل، ولكن نظرًا لأن الحجاج يستهلكون سنويا ٥٠٠ ألف متر مكعب من المياه، لهذا فقد أنشأت الحكومة السعودية عدة محطات لتحلية مياه البحر الأحمر، ومدت أنابيب لتوصيلها إلى مكة حيث يقوم ملايين الحجاج بملأ قوارير المياه من الصنابير المنتشرة داخل الحرم وخارجه!..
والمعجزة الثانية لماء زمزم- حسبما يزعم زغلول النجار- أنه ماء مقدس يحمل أسرارًا لا يمكن للعقل البشرى أن يستوعبها، وأن الملائكة ساقت مياه زمزم من أنهار الجنة كالفرات، وأنه يشفى من عدد لاحصر له من الأمراض! فيما تقول منظمة الصحة العالمية «WHO» فى تقريرها الصادر بتاريخ ٢٠١٥-٦-١٠ الذى ذكر أن مياه زمزم ملوثة، وتحتوى على عديد من المواد السامة وخاصة مادة الزرنيخ.
وعلى مدى التاريخ فقد تعرض بئر زمزم لحالات عديدة من التلوث العمدى، فمثلًا فى عام ٣١٧ هجرية هاجم القرامطة مكة أثناء موسم الحج وذبحوا ٣٠ ألف حاج وألقوا بالجثث فى بئر زمزم وردموا بهم البئر حتى صارت الجثث جبلًا ضخمًا! «المصدر: البداية والنهاية لابن كثير.. مجلد رقم ١٥ صفحة ٣٧».