الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

على حافة الانتحار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كيف هانت عليك روحك في لحظة ضعف نفسي، وتساوى لديك الموت والحياة، كيف اتخذت القرار وتخليت عن ذويك وأبنائك.
ترى ماذا عانيت وحدك حتى وصل بك الحال لهذا الوضع!!!!
ترى كيف كنت ترى الدنيا بعين سوداء ضبابية ورؤية مشوشة !!!!
سأخبرك أنه و منذ بدء الخليقة، والجميع يجد من العثرات ما يربك حياته، ويجعله غير قادر على الاستمرارية.
جميعنا الآن ومع ضغوطات الحياة نعاني، ولكن حجم المعاناة يختلف من شخص لآخر، بعضنا يتنفس ويأكل ويعيش وهو ميت نفسيا.
فمنهم من أبتلى في ولده وآخر في ماله وغيره أبتلي في أهله أو جسده  نجده هلك، أعصابه أصابها التلف من هول ما يلاقي، وصعوبة ما يقاسي في حياته.
وبعضنا يفقد السيطرة على نفسه  ويتملكه وسواس قهري، يزج به إلى حافة الهاوية فلا يجد بدا إما الجنون أو الانتحار.
ولولا ربط الله على القلُوب وقت المِحن، لذهبت العقول، ولكنّ الله لطيف ودود فالحمد لله على القدرة على الصبر والتبصر 
عزيزى المقدم على الانتحار، تذكر أننا جميعا في دار ابتلاء، هذه الدنيا أعدت للشقاء لم يسلم منها حتى الأنبياء. 
تقبل مشكلاتك وحاول جاهدا على حلها فإن لم تتمكن حاول أن تلجأ لشخص يستطيع أن يقدم لك المساعدة.  
حاول جاهدا ألا تترك نفسك للتفكير المهلك أو الأفكار الهدامة ساعد ذاتك في تحقيق الحماية لها من فكرة الانتحار وأحسن إليها بالإحسان إلى ذاتك  ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾. 
للأسف أغلب من يقدم على الانتحار ويخبر من حوله نجدهم جميعا فقط يذكرونه بأنه سيموت كافرا، ولكن لم يذكره أحد بأنهم معه، وأنهم لن يتركوه، وأنه يستحق حياة رائعة وهكذا ستكون.
هناك مسببات كثيرة للإقدام على الانتحار أبرزها فشل المقربين من الشخص المقدم على إنهاء حياته من احتوائه وتقديم الدعم النفسي وإخراجه من دائرة الاكتئاب والوحدة وبالتالي فشلهم في إثنائه عن الانتحار بعد ظهور أعراض عليه مثل "الحزن والاكتئاب واليأس والإحباط". 
وكذلك شكواه المتكررة من افتقاده لجدوى العيش وقيمة الحياة 
أولى خطوات العلاج  توفير الدعم النفسي من الأسرة والمحيطين، وإيجاد الاستقرار العائلي فهذا هام جدا جدا ومحاولة إشعارة أن هناك من يهتم به ويتواجد حوله ويشعر بمعاناته، ويجب أن نعرف أن المشاكل العائلية وفقدان الأسرة في المواقف التي يجب أن نجدهم فيها من العوامل التى تزيد من نسبة الانتحار.
 بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب (الذى يعد السبب الأكبر) أو القلق أو الأمراض الذهانية مثل الفصام "الشيزوفرينيا" أو إدمان المخدرات والكحوليات. جميعهم يصل بالمريض لذات الهاوية. 
في كل الحالات يجب متابعة طبيب نفسي ويجب تنمية مهارات التكيف والمرونة وعدم الصلابة والجمود في التفكير، والميل للتفاؤل والبعد عن التشاؤم والأفكار السلبية، مع ضرورة مساعدته في تحفيز التفكير الإيجابى لإيجاد حلول أخرى للمشاكل غير الانتحار والتخلص من الحياة.
إن وجدتم شخص مكبوت رافض للحياه أبعثوا فيه الأمل من جديد لا تشعروه أنه منبوذ من الله وأنه كافر بالله تفهموا جيدا أنه في وضع سيء  لا يريد تنظير ولا تأنيب قدر ما يريد "طبطبه" وكلمات تمس قلبه وتهدئ من روعه.
تصدقوا عليهم بالمشاعر الطيبه، والثناء، والمدح البناء، أجعلوهم يشعرون بطيب الحياة، وتفاهت مشكلاتهم، ظلوا معهم حتى يصلوا إلى بر الأمان.
كونوا لهم أيادٍ ناعمة، تحملهم إلى النعيم، بدلا من أن تكون ألسنتكم مقصلة فوق رقابهم تقتلهم قبل الانتحار، فتهون عليهم أنفسهم، ويتساوى عندهم الموت والحياة.