الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

87 ألف مريض يترددون على صندوق مكافحة وعلاج الإدمان مجانا.. القاهرة الأعلى تواصلا و94.7% من الذكور يستفيدون من الخدمة.. و«خبراء» يطالبون بعودة القيم التربوية السليمة

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل جهود الدولة المبذولة لمكافحة تعاطي المخدرات، ودور صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس الصندوق، نشرت الصفحة الرسمية للصندوق إنفوجراف عن مجهودات الخط الساخن للصندوق "16023" خلال أول 7 أشهر من عام 2022.

قدم الصندوق الخدمات العلاجية لعدد 87 ألفا و826 مريض إدمان "جديد ومتابعة" ترددوا على المراكز العلاجية التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن، وعددها 28 مركزا بـ17 محافظة حتى الآن منهم 9406 مرضى من أبناء المناطق المطورة «بديلة العشوائيات، الأسمرات، المحروسة، اسطبل عنتر، بشاير الخير، وحدائق أكتوبر، حي الضواحي ببورسعيد».

تنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعي، وأن الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجانا ووفقا للمعايير الدولية وفي سرية تامة، وبلغت نسبة الذكور من هذه الخدمات 94.71%، بينما بلغت نسبة الإناث 5.29%، كما جاءت محافظة القاهرة جاءت في المرتبة الأولى طبقا لأكثر المكالمات الواردة للخط الساخن، حيث بلغت نسبتها 33.28 %، يليها محافظة الجيزة بنسبة 13.31 %، ويرجع ذلك إلى ارتفاع التعداد السكاني وسهولة الاتصال والقرب المكاني للمستشفيات المتعاونة مع الخط الساخن لراغبي العلاج.

جاءت أكثر وسيلة التعارف على الخط الساخن«16023» لعلاج الإدمان، الإنترنت، وذلك من خلال مجهودات التوعوية عبر الصفحة الرسمية لصندوق مكافحة الإدمان لا سيما بعد إطلاق إعلان المرحلة الجديدة من حملة «المخدرات رحلتها قصيرة ما تسافرهاش.. أنت أقوى من المخدرات» بمشاركة مشاركة تطوعية من النجم العالمي محمد صلاح مهاجم المنتخب الوطني.

المخدرات الأكثر انتشارًا

وأوضح الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي،أن بيانات المتصلين بالخط الساخن خلال أول 7 أشهر من عام 2022، كشفت أن التعاطي كان في سن مبكرة، حيث أن نسبة 39.87% بدأوا تعاطى من سن 15 سنة حتى 20 سنة، مما يؤكد أهمية استهداف الشريحة العمرية كأولوية أساسية في البرامج الوقائية وتطوير تدخلات مستدامة تقدم للشباب والمراهقين تدعم حمايتهم من مخاطر الوقوع في براثن الإدمان، وأن أكثر مواد التعاطي الهيروين، حيث احتل المرتبة الأولى طبقا لأكثر أنواع المخدرات بالنسبة للنتائج الخاصة بالخط الساخن بنسبة 32.15 %، في حين يأتي تعاطي الحشيش في المرتبة الثانية بنسبة 31.90 %، يليه الترامادول بنسبة 18.45 %، والتعاطي المتعدد«تعاطى أكثر من مادة مخدرة»،بينما جاءت المخدرات التخليقية «الاستروكس والفودو والبودر والشابو» بنسبة 17 %.

60.19% من العاطلين يدمنون المخدرات و39.81% من موظفي القطاع العام والخاص

وتابع عثمان، أن الحالة العملية للمتصلين وفقا لنتائج الخط الساخن، فإن 60.19 % من المتصلين خلال أول 7 أشهر من عام 2022، لا يعملون، و39.81% يعملون بالقطاع الخاص والحكومي، ويستمر الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان «16023» في تلقى الاتصالات من أي موظف يتعاطى المواد المخدرة، حيث يتم توفير الخدمات العلاجية مجانًا وفى سرية تامة، طالما أنه تقدم طواعية للعلاج، دون أي مساءلة قانونية قبل نزول حملات الكشف إلى مكان عمله وخضوعه لتحليل الكشف عن التعاطي، ومن دون ذلك سيتم فصله حال ثبوت تعاطيه المخدرات، لافتا إلى وجود 28 مركزا علاجيا حتى الآن، في 17 محافظة تابعة للصندوق أو الجهات الشريكة مع الخط الساخن «16023».

دوافع الإدمان والتعاطي

وأضاف أن العوامل الدافعة للتعاطي وفقا لنتائج الخط الساخن جاءت في المقدمة، أصدقاء السوء وحب استطلاع ومشاكل أسرية والتفكك الأسري ووهم علاج المشاكل الصحية، وكذلك توهم زيادة القدرة الجنسية أيضًا، توهم البحث عن المتعة، كما جاءت العوامل الدافعة للعلاج، ضياع الصحة ومشاكل أسرية والخوف على الأبناء ووفاة أحد الأقارب وعدم القدرة المادية ومشاكل في العمل وضغوط الأهل والتعرض لحادث بسبب المخدرات، لافتا إلى أنه يتم استقبال المكالمات وتدوين البيانات من خلال استمارة الكترونية متكاملة تضمن بيانات خاصة بالمتصلين تساعد على توجيه إدارة الخط الساخن على افتتاح المراكز العلاجية في المحافظات الأكثر طلبا للعلاج.

يستقبل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، نحو 150 ألف مريض إدمان سنويًا يطلبون العلاج من الصندوق.

275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في العالم 2020

كشف تقرير المخدرات العالمي لعام 2021، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن حوالي 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، في حين عانى أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات.

وأوضح التقرير، أنه بين عامي 2010-2019، ازداد عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 22%، ويرجع ذلك جزئيا إلى النمو السكاني العالمي، واستنادا إلى التغيرات الديمغرافية وحدها، تشير التوقعات الحالية إلى زيادة بنسبة 11% في عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات على الصعيد العالمي بحلول عام 2030، وزيادة ملحوظة بنسبة 40% في أفريقيا، بسبب النمو السريع للسكان والشباب.

5.5% ما بين عمر 15 و64 عامًا تعاطوا المخدرات

ووفقا لآخر التقديرات العالمية، فإن حوالي 5.5% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة تعاطوا المخدرات مرة واحدة على الأقل في العام الماضي، في حين أن 36.3 مليون شخص، أو 13% من العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.

استعادة القيم التربوية السليمة

وبدورها، تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن تعاطي المخدرات تؤثر بشكل مباشر على سلوك وتفكير المدمن، مما يدفع بعضهم إلى ارتكاب الجرائم وحوادث العنف، مطالبة بزيادة حملات التوعية من قبل وسائل الإعلام والأعمال الدرامية، فضلًا عن دور الجهات الأمنية للتخلص من أوقار بيع المخدرات نهائيًا، فأصبح المجتمع في الوقت الحالي يعاني من حالة من الانفلات الديني والأخلاقي والاجتماعي وغابت القيم التربوية التي تربى عليها المصريين خلال العقود الماضية.

وتؤكد «الدكتورة سامية»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن غياب القيم التربوية والأخلاقية كانت سببًا رئيسيًا فى زيادة حوادث العنف والقتل فى الوقت الحالى، مشددة على ضرورة استعادة هذه القيم داخل الأسرة وتوفير الرعاية والاهتمام والتربية السليمة التى تساهم فى إخراج طفل سوى نفسيًا واجتماعيًا.