الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وزيرة بطعم الأمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واثقة الخطوة تسرع كغزالة تسبق أحلامها الخطوات، فرحة للقاء فخامة الرئيس السيسى رأس الدولة المصرية وحلف اليمين، لتوليها مقعد أغلب من جلس عليه مفكرين وعلماء أكفاء.. واليوم تجلس دكتورة نيفين الكيلانى، ابنة أكاديمية الفنون العريقة، تلك الأكاديمية التى ليس لها مثيل فى العديد من دول العالم.. والتى بدأت فكرة إنشائها عام ١٩٢٩ على يد الفنان المصرى العالمى راغب عياد أثناء دراسته للفن فى إيطاليا، ولمسه عن قرب ازدهار التمثيل بسبب أكاديميات فنية، ولم يستطع عياد تنفيذ الفكرة، ولكن أنشئت أكاديمية الفنون سنة ١٩٥٩ بجهود وزير الثقافة العظيم ثروت عكاشة والذى أصدر قرار الإنشاء، طامحا النهوض بمستوى الفنانين ليرتقى الفن، ويكون المبدع المصرى مكتمل الثقافة والعلم، بتحصينه بالدراسة المتخصصة بجانب دراسة باقى أفرع الفنون! ويستطيع الخريجون الاتجاه بالفنون اتجاها قوميا للحفاظ على التراث العربى، وتوثيق الروابط العربية والعالمية.. 

كان ثروت عكاشة يعرف المهندس المعمارى والمؤلف الموسيقى أبو بكر خيرت، ويتابع أعماله ومؤلفاته التى كانت تعزفها اوركسترات إيطاليا  - وهو عم الموسيقار الفذ والمحبوب أستاذنا المبدع عمر خيرت - وقد تولى المهندس أبو بكر  تصميم الأكاديمية ومسؤولية الإشراف على بناء المعاهد الفنية لخبراته السابقة، وتقلد عمادة الكونسرفتوار، كانت الفكرة النبيلة هى كيفية صناعة الفنان المصرى على أعلى مستوى، ليصنع الفن الذى يرفع اسم مصر ويحقق ما تصبوا إليه، تخرج من الأكاديمية العديد من خيرة فنانين وفنانات مصر على مدار السنين، وكانوا مصدر فخر لمصر فى المحافل الدولية، وخاصة دارسى الفنون الكلاسيكية الرصينة ( موسيقى وبالية )، كان الأمل فى الأكاديمية كبيرا والطموحات بلا سقف، إلى أن أصابها ما أصاب العديد من مؤسساتنا، وهرب الكثير من المؤهلين والمتميزين إلى بلاد أو مجالات أخرى أسرع شهرة وأكثر فى تحصيل عائدا ماديا يليق بحياة كريمة، ومنذ سنوات ورؤساء الأكاديمية يسعون إلى الإصلاح، وتعمل حاليا دكتورة غادة جبارة رئيسة الأكاديمية على إستعادة مكانتها بما يتناسب مع عراقتها وتميز دراستها..

والآن مع التعديل الوزارى تحصد الأكاديمية ما زرعت، فقد طلت ابنتها دكتورة نيفين الكيلانى على الأمة المصرية بصورة مبهرة باعثة للأمل، تأملتها العيون بدهشة ممزوجة بالتفاؤل، فهى واجهة مشرفة لوزارة الثقافة.. أعرفها منذ سنوات عديدة بحكم بنوتنا لأكاديمية الفنون، وتعاملت معها أثناء عملها فى المركز الدولى للموسيقى بقصر المانسترلى -بصحبة صوليست البيانو القدير الفنان /رمزى يسى، والمؤلف الموسيقى دكتور/طارق شرارة- وشاهدت عن قرب مدى إحترامها للقصر الأثرى ومقتنياته، وشدة الحرص على البيانو القيم  وكأنه طفل رضيع نخشى عليه من نسمات الهواء.. هى إنسانة راقية بنت أصول طاهرة اليد، وتلك مقومات تبعث على التفاؤل، ويزيد من التفاؤل أنها لا ترتكن إلى شلل أو جماعات تحتمى بها أو تدفع فواتيرها، مما يجعل الجميع أمامها سواء،  وقد ساهم التعديل الوزارى فى عودة الأمل ليداعب القلوب، مع اعتلاء دكتورة نيفين كرسى الوزارة محاطة بالأمنيات لإستعادة مكانة الثقافة المصرية، والعمل على رفع الوعى بنقلة ثقافية تليق بالجمهورية الجديدة.. نحلم بعودة تألق الفن الرصين على يديها، فهى تعلم مواجع الخريجين، وليست من خارج الوسط الثقافى المعتل، بل تعيش معاناته وتلمس بيديها العديد من أسباب تراجعه.. فقد شهدت السنوات الأخيرة حالة تجريف للثقافة، ومناخ طارد للمثقفين، وهيئات تئن ألما لما أصابها من ضعف وتهميش، وإستحواذ البعض على مراكز أكبر من إمكانياتهم وقدراتهم، مما تسبب فى ضعف المردود الثقافى، وأصاب الكثير من المثقفين بالإحباط!  

نعلم أن الحمل ثقيل، وينتظرها تلال من المظالم، وأشولة من الشكاوى! فالمسؤولية كبيرة وصعبة ولكن الأمل أكبر، وأعتقد أن المثقفين على إستعداد تام لتقديم يد العون، للنهوض بالثقافة والقيام بدورها الهام، وخاصة فى تلك الفترة العصيبة الممتلئة بالأزمات العالمية، والتى تحتاج التوعية والإصطفاف لنعبر ببلدنا إلى بر الأمان.. كل المباركات للدكتورة نيفين أعانها الله على الإصلاح، ورفع المظالم، واسترداد الحقوق، وأن تظل كطلتها الأولى متفائلة بغد تشرق فيه شمس الثقافة التى تليق بمصر الحاضر والحضارة والتاريخ.