الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الحبوب الأوكرانية".. هل تحدث انفراجة في أزمة الغذاء العالمي؟.. اقتصاديون: شحنات الحبوب تسهم في تراجع أسعار السلع الاستراتيجيةوعلى رأسها القمح

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

جرس إنذار أطلقته منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو" كان كفيلا بتحريك المياه الراكدة والبدء في مفاوضات جدية حول مصير 25 مليون طن من شحنات الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب العمليات العسكرية المشتعلة منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي تسبب في أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة، حيث ظلت الحبوب في الصوامع الأوكرانية منذ اندلاع شرارة الحرب في 24 فبراير الماضي بسبب تحديات البنية التحتية وإغلاق موانئ البحر الأسود.

انفراجة في أزمة الحبوب الأوكرانية

ومع نهاية شهر يوليو الماضي، كان العالم على موعد مع انفراجة في أزمة الحبوب الأوكرانية بعد التوصل على اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، يقضي بعدم استهداف روسيا للسفن العابرة بينما تعهدت أوكرانيا بإرشاد السفن عبر المياه الملغومة، على أن يبقى الاتفاق ساريا لمدة 120 يوما، ويمكن تجديدها بموافقة الطرفين.

وتقدر مخزونات الحبوب الغذائية في أوكرانيا بحوالي 20 مليون طن، ويتوقع حال استمرار العمل بالاتفاق أن تتمكن أوكرانيا من تصدير حوالي 3 ملايين طن من الحبوب شهريا، وتقول السلطات الأوكرانية إن هناك إِشارات جيدة على أن صادراتها من الحبوب تمضي في أمان، كما حثت كييف الشركات على العودة إلى استئناف نشاطها في موانئ البلاد.

سفن الحبوب الأوكرانية.. بارقة أمل

ويوم الثلاثاء 2 أغسطس الجاري، وصلت أولى الشحنات من الحبوب الأوكرانية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، إلى قبالة الساحل الشمالي لإسطنبول على البحر الأسود، وكانت السفينة "رازوني" قد انطلقت من أوديسا في جنوب أوكرانيا وترفع علم سيراليون، وتحمل 26 ألف طن من الذرة إلى طرابلس في شمال لبنان.

وبعدها بأيام قليلة، وبالتحديد في السابع من أغسطس غادرت أربع سفن محملة بالحبوب وزيت دوار الشمس موانئ أوكرانيا عبر عبر مضيق البوسفور على أن تتوجه إلى تركيا للخضوع للتفتيش، من المقرر أن تبقى اثنتان في تركيا وتغادر سفينتان إلى إيطاليا والصين. كما سُمح لسفينة فارغة بالتوجه إلى أوكرانيا لتُحمل بالحبوب والمواد الغذائية.

ومساء أمس الأول الجمعة، قالت وزارة الدفاع التركية إن سفينتين أخريين غادرتا أوكرانيا على البحر الأسود، ليصل عدد السفن التي غادرت البلاد بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة إلى 14 سفينة.

ويؤكد اقتصاديون أن شحنات الحبوب الأوكرانية له أهمية بالغة للتخفيف من آثار أزمة الغذاء على بعض الدول وبخاصة الدول الفقيرة والنامية، كما ستسهم في تراجع أسعار بعض السلع الاستراتيجي المهمة مثل القمح، إلا أن عدم وجود ضمانات لاستمرار إمدادات الحبوب من أوكرانيا قد يؤثر بالسلب على أسعار الحبوب على المدى القريب. 

وفي هذا الشأن يقول الباحث الاقتصادي، أحمد بيومي، إن أوكرانيا تصدر 20 مليون طن من القمح، وبالتالي فإن شحنات الحبوب التي خرجت من المواني الأوكرانية إلى دول العالم من شأنها أن تزيد من العرض في السوق العالمي مما يسهم في خفض أسعار الحبوب بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة. 

وأضاف "بيومي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إن وجود اتفاق بين روسيا وأوكرانيا من شانه الحد من أزمة الغذاء في العالم هو شيء إيجابي، لان أزمة الغذاء تؤثر على عدد كبير من دول العالم وعلى رأسها الدول الإفريقية والتي من المتوقع أن تتسبب أزمة الغذاء في ارتفاع معدلات الفقر والجوع وتدني مستويات الصحة العامة نتيجة لسوء التغذية. 

وبسؤاله عن موقف مصر، أكد الباحث الاقتصادي أنه من المتوقع أن تكون مصر أقل الخاسرين بعد أن نجحت في عبور الفترة الأصعب من الأزمة وكانت الأقل تضررا، وفي حال حدوث انفراجه في السوق العالمي للغذاء ستكون مصر قادرة على التغلب على أزمة أسعار الغذاء، حيث تتوقع المؤسسات الدولية أن تستقر أسعار السلع بداية من 2023 وهبوط الأسعار في النصف الثاني من نفس العام، مع توقعات بانخفاض الأسعار أو ثباتها دون ارتفاع في 2024.

من جهته أكد المحلل الاقتصادي أمجد عطية، أن العقبة الرئيسية في اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا هو عدم وجود ضمانات، وأن الاتفاق ركز على أن يكون محاولة لإخراج ملايين الأطنان من الحبوب في خزائن أوكرانيا قبل أن تفسد، وتوزيعها على دول العالم التي تحتاجها بشدة في ظل نقص المعروض في اليوق العالمي.  

وأوضح "عطية" أن الأمر المقلق في الموضوع هو أن المزارعين في أوكرانيا لم يزرعوا الحبوب في الموسم الجديد نتيجة لاستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن البدائل الحالية، لذلك فإن تأثير اتفاقية الحبوب على أزمة الغذاء شيء غير مضمون في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن أزمة الغذاء العالمية تتطلب ضمانات حقيقية وتشغيل خطوط الإنتاج المهمة التي تستحوذ عليها روسيا وأوكرانيا وعلى رأسها الحبوب والزيوت والأسمدة، والتي تسهم بلا شك في جزء كبير من أزمة الغذاء العالمية.