الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«استخدام تايوان للسيطرة على الصين» محكوم عليه بالفشل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يوجد مخرج لـ"الاعتماد على الدول الأجنبية للسعي إلى الاستقلال" و"استخدام تايوان للسيطرة على الصين" محكوم عليه بالفشل الحكومة الصينية تصدر الكتاب الأبيض "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد"

١- إن تايوان تنتمي إلى الصين منذ العصور القديمة. وهذا القول له أساس تاريخي وقانوني سليم. إن القرار رقم 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هو وثيقة سياسية تلخص مبدأ الصين الواحدة، ولا تترك سلطتها القانونية مجالا للشك وقد تم الاعتراف بها في جميع أنحاء العالم. مبدأ الصين الواحدة يمثل الإجماع العام للمجتمع الدولي، كما أنه يتفق مع القواعد الأساسية للعلاقات الدولية. لا يوجد سوى صين واحدة، وتايوان جزء من الصين، وهذه حقيقة لا جدال فيها يدعمها التاريخ والقانون، وتايوان لم تكن أبدا دولة؛ ووضعها كجزء من الصين غير قابل للتغيير. إن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي منطقة تايوان الصينية في يوم 2 أغسطس الجاري، تمثل استفزازا وانتهاكا لسيادة الصين ووحدة اراضيها، الأمر الذي يخالف بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، وما ورد في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ويشكل صدمة خطيرة للأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، ويعتدي بشكل سافر على سيادة الصين ووحدة أراضيها، ويخرّب بشكل خطير السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ويبعث برسالة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية لـ«استقلال تايوان». 

دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عصرا جديدا، كما أن قضية إعادة توحيد الصين الكبرى بدأت في أخذ منحنى تاريخي جديد؛ لذا من الضروري الإجابة بشكل شامل على السؤال المصيري حول كيفية تعزيز إعادة توحيد الوطن الأم في رحلة النهضة العظيمة للأمة الصينية. على مدى السنوات العشرين الماضية، وخاصة منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، استمرت نظرية الوحدة الوطنية والمبادئ والسياسات الخاصة بتايوان في إحراز تطور كبير.

في ظل الوضع الجديد في الداخل والخارج، من الضروري زيادة شرح حيثيات القضايا المتعلقة بتايوان بشكل منهجي، وكذلك مبادئ وسياسات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية لتعزيز إعادة توحيد الوطن الأم في العصر الجديد. في ضوء الشرح المذكورة أعلاه، فإن الكتاب الأبيض الذي يحمل عنوان "مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد" الذي نشره مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة ومكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية في 10 أغسطس، هو إجراء مضاد قوي ضد الانفصاليين الساعين لما يسمى استقلال تايوان ب "الاعتماد على الدول الأجنبية للسعي إلى الاستقلال" وهو أيضا يعد إجراءً قويا ضد القوى الخارجية التي تسعى إلى "استخدام تايوان لاحتواء الصين". 

2. يستعرض "الكتاب الأبيض" لأول مرة تاريخ وإنجازات وخبرات الحزب الشيوعي الصيني في نضاله الدؤوب لحل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم، مما يعكس أن الحزب الشيوعي الصيني لعب دورًا رائدًا في السعي لإعادة توحيد الصين. إصدار الكتاب الأبيض يفضي إلى فضح تواطؤ القوى الانفصالية الساعية لما يسمى "استقلال تايوان" مع القوى الخارجية في القيام بالاستفزازات، كما كشف الكتاب الأبيض عن أسباب فشل محاولات "الاعتماد على الدول الأجنبية للسعي إلى الاستقلال" و"استخدام تايوان لاحتواء الصين". وشرح الكتاب لأول مرة الآفاق المشرقة بعد تحقيق عملية إعادة التوحيد السلمي تحت” دولة واحدة ونظامان “. كما ذكر أن إعادة التوحيد السلمي عبر المضيق لن تعود بالفائدة على الأمة الصينية فحسب، بل ستعود بالنفع على جميع الشعوب والمجتمع الدولي. لطالما اعتبر الحزب الشيوعي الصيني أن حل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم مهمته التاريخية الثابتة. تحت قيادة ودعم الحزب الشيوعي الصيني، تطورت العلاقات عبر المضيق بسرعة على مدار السبعين عامًا الماضية. حيث زادت التبادلات وأشكال التعاون عبر المضيق بشكل كبير وعلى نطاق واسع، وازداد التفاعل بشكل أكبر، مما جلبت فوائد ملموسة للمواطنين على جانبي المضيق، وخاصة مواطني تايوان، مما يدل على أن السلام بين جانبي المضيق سيفيد الجانبين، وسيؤدي التعاون إلى وضع مربح وأفضل للجانبين. وقد أشار "الكتاب الأبيض" إلى اننا أقرب وأكثر ثقة وأكثر قدرة من أي وقت مضى، على تحويل حلم النهضة العظيمة للأمة الصينية وإعادة التوحيد الكامل للوطن الأم إلى واقع حقيقي. إن التنمية والتقدم في الصين، وخاصة الإنجازات العظيمة على مدى أربعة عقود من الإصلاح والانفتاح والتحديث، كان لها تأثير عميق على العملية التاريخية لحل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل. ان مفهوم "إعادة التوحيد السلمي ودولة واحدة ونظامان" هو أفضل نهج لحل مسألة تايوان ولتحقيق إعادة التوحيد الوطني، فهذا المفهوم لا يأخذ في الاعتبار واقع تايوان بشكل كامل فحسب، بل يسهم أيضًا في تحقيق الاستقرار لتايوان على المدى الطويل. ويعد مبدأ "دولة واحدة ونظامان" هو الحل الأكثر شمولا، كما يعد نهجا يرتكز على المبادئ الديمقراطية، ويظهر حسن النية، ويسعى إلى حل سلمي لمسألة تايوان، ويحقق المنفعة المتبادلة؛ إن الأنظمة المختلفة على جانبي مضيق تايوان ليست عقبة أمام إعادة التوحيد ولا هي ذريعة للانقسام والانفصالية. ونوه "الكتاب الأبيض “، اننا مستعدون لخلق مساحة واسعة لإعادة التوحيد السلمي؛ لكننا لن نترك أي مجال للأنشطة الانفصالية بأي شكل من الأشكال. 

وأضاف اننا سنعمل بأكبر قدر من الإخلاص ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق إعادة التوحيد السلمي، لكننا لن نتخلى عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وذلك للوقاية من التدخل الخارجي وجميع الأنشطة الانفصالية، ولا يستهدف ذلك بأي شكل من الأشكال إخواننا الصينيين في تايوان، وسيكون استخدام القوة هو الملاذ الأخير الذي يُتخذ في ظل الظروف القهرية! 

3. مصر هي الدولة العربية والإفريقية الأولى التي تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. وقد أصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والأفريقية والنامية. 

إن مصر تلتزم بمبدأ الصين الواحدة على مر التاريخ وتؤيد بشدة موقف الصين بشأن مسألة تايوان. وخلال جولة تفقدية بالكلية الحربية أجراها يوم السادس من أغسطس قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي " يهمنا أن يكون العالم مستقرا لصالح الجميع، وسياساتنا ثابتة تجاه الوضع في تايوان.. الصين دولة واحدة وهذا لصالح الاستقرار في العالم". كما وأوضح السفير حافظ، المتحدث باسم الخارجية المصرية، تأكيد التزام مصر بمبدأ الصين الواحدة وكافة القرارات الأممية ذات الصلة. كما عارض قادة الأحزاب السياسية المصرية بحزم زيارة بيلوسي إلى منطقة تايوان الصينية، معتبرين أن هذه الخطوة تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها، وتقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان؛ كما وجددت الأحزاب المصرية تأكيد التزامها بمبدأ الصين الواحدة ودعت الولايات المتحدة إلى الكف فورا عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين. ومن جانبه أعرب الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي، ان الجامعة العربية تتمسك بدعم سيادة الصين ووحدة أراضيها، والالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة. وهنا اريد ان اعبر عن تقدير واعتزاز الصين بالموقف المصري بشكل كبير. لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وحكومة جمهورية الصين الشعبية، هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. مبدأ الصين الواحدة، هو الإجماع العالمي للمجتمع الدولي، والأساس السياسي للتبادلات الصينية مع الدول الأخرى، كما أكدت أكثر من 170 دولة ومنظمة دولية مرة أخرى على دعمها لمبدأ الصين الواحدة. ان الكتاب الأبيض هو الصوت الأكثر ثقة في العالم. نحن على استعداد للتعاون مع الأصدقاء من جميع البلدان المحبين للسلام والداعمين للعدالة، لمعارضة كل الأقوال والأفعال التي تتدخل في الشؤون الداخلية للصين، ونقاوم بقوة كل الاتجاهات التي تقوض السلام عبر مضيق تايوان؛ دعونا نحمي بشكل مشترك مبدأ الصين الواحدة، مبدأ الدفاع المشترك عن مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولنعمل سويا على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي. إن حماية سيادة الصين وسلامة أراضيها هي الإرادة الراسخة لأكثر من 1.4 مليار صيني! لا يوجد مخرج لـ "الاعتماد على الدول الأجنبية للسعي إلى الاستقلال"، كما أن "استخدام تايوان للسيطرة على الصين" محكوم عليه بالفشل!