الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"تطوير التعليم".. حوار مع صديقي المعلم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تطوير التعليم قضية في غاية الخطورة، تمس الماضي وتبني الحاضر وترسم المستقبل وفي سبيل هذه القضية دار حوار بيني وبين صديقي المعلم عن خطة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لتطوير المنظومة التعليمية في بلادنا الحبيبة.
أنا: منهج الصف الرابع الابتدائي بداية حقيقية لنهضة التعليم المصري وشهادة نجاح حقيقية للدكتور طارق شوقي، حيث تم رصد حالات تأييد كثيرة من أولياء الأمور بعد رفضهم المنهج في البداية، ولكن بعد ظهور أثر نواتج التعلم على أبنائهم أصبحت الغالبية الواعية تؤيد نظام التعليم 2.0 وننتظر وصوله إلى المرحلة الثانوية حتى يكون التغيير الحقيقي قد اكتمل. 
هو: مع احترامى لك ما هو التغير وما هو الأثر الذى تشير اليه أين هو فى أرض الواقع بشهادة كثير من الدارسين هذ ه المنظومة فاشلة فشل ذريع الدليل الطلاب لا يذهبون الى المدارس المدرسون ليس عندهم أدنى خبره حول هذا المنهج ولا التعامل معه والذى يتكلم إنما يتكلم بكلام عام مجاملة ولا أدرى لماذا دون ن يعطى دليل على نجاح هذه التجربة خصوصا أن الطلاب الان لا يستطيعون المذاكرة بدون دروس خصوصيه والسناتر شغالة أقوى مما كان قبل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أنا: أشكرك عزيزي المعلم ولكن انتبه جيدا  لقد كان كلامي  محددا جدا، أنا أتحدث عن منهج الصف الرابع الابتدائي، والطفرة العلمية التي حققها لدى الكثير من الطلاب، أتحدث عن منهج كونكت، وكونكت بلس، أتحدث  عن نظام التعليم "2.0"، سيدى العزيز، إن الوزارة بقيادة د طارق شوقي، ود رضا حجازي عندما شرعت في تطوير التعليم، لم تسر في طريق واحد، بل سارت في طريقين: إصلاح منظومة التعليم الابتدائي؛ فانتهجت نظام "2.0"  ، والذي يشمل التطوير من أول رياض الأطفال، حتى وصلوا هذا العام إلى الصف الخامس الابتدائي.
صديقي العزيز، إنك أذا  اطلعت على منهج رياض الأطفال، أو المناهج في المرحلة الابتدائية؛ ستلحظ هذا التغيير الذي لا يغفله غافل، ولا ينكره معارض، ولا يجهله متخصص، وإن كان أولادك من المحظوظين في الصف الرابع؛ ستلحظ التغير الذي طرأ، وسيطرأ عليهم نتيجة تدريس هذا المنهج.
أما إن كنت من قليلي الحظ، وتعاملت مع معلمين غير محترفين في تدريس هذا المنهج، 
أنا: صديقى العزيز من العدل والموضوعية، ألا تجعلنا نحكم على النظام بالفشل، لمجرد أن التعليم الثانوي به الكثير من القصور، أو لأن قطار التعليم لم يصل بعد إلى المرحلة الإعدادية فقط وأرى أنه عندما  سيصل إلى المرحلة الثانوية سيجتمع الجميع على نجاح المشروع 
 أنا: صديقي العزيز، أنت من المعلمين الممتازين، تعلم جيدا  أن التنمية المهنية للمعلم هو وحده المسؤول الأول عنها بسعيه واجتهاده،  وكما أنك تعلم  جيدا كم يتهرب الكثير من  المعلمين من التدريبات بحجة ضيق أوقاتهم،  وانشغال مواعيدهم، أو نتيجة  حكمهم المسبق بعدم جدية التدريبات، دون أن يحاولوا أن يجربوا، حتى بعضهم إن جرب وحضر حضر ؛فإنه يحضر فقط  أجل إخلاء الطرف، 
وعلى النقيض هناك الكثير من المعلمين ممن يسعون إلى تطوير أنفسهم مهنيا  بكل الطرق، حتى أن الكثير منهم يسعى للحصول على تدريبات خاصة يدفع فيها أموالا من جيبه الخاص، من أجل أن يطور نفسه وهؤلاء هم الناجحون،  وتراهم لا يشتكون من جهلهم بتدريس المنهج. 
هذا هو كلامي عن الطريق الأول الذي سارت في الوزارة من أجل تطوير التعليم طريق 2.0   تطوير التعليم الابتدائي.
أما ما تتحدث عنه سيادتكم فأظنك تقصد التعليم الثانوي وأرى فيه مثلما ترون  وربما أكثر وعلى سبيل المثال، في الوقت الذي اعتمد فيه تطوير التعليم الثانوي على تغيير نظام التقويم، نرى ونشاهد هذا النظام بلا قواعد تحكمه، ولا أدل على ذلك من عدم وجود نماذج إجابة معلنة حتى الآن للاختبارات التي تجريها الوزارة في يد الطالب أو المعلم، وكأن هذه النماذج باتت من الأسرار الحربية، إن حرمان الطالب من نموذج الإجابة أكبر دليل على غياب القواعد والحيادية،  ولا نعلم سببا لذلك ولا نظن بالوزارة  إلا خيرا  ولا أظن الدكتور طارق شوقي  يفضل التغطية على أخطاء واضعي الاختبارات، كما أدعو سيادته  وهو صاحب الفكر المستنير   إلى الاقتداء  بسيادة الدكتور الهلالي الشربيني عندما كان  يشكل لجنة  تقييم للامتحان ولنموذج  الإجابة عقب أداء كل امتحان، 
أنا:إنه من العجب العجاب أن يعترف بعض مؤلفي كتب الوزارة بأخطاء في أسئلة الامتحان هذا العام بل وكل عام دون أن تلتفت الوزارة إلى هذا أو ذاك، وكان اختبار الأحياء على سبيل المثال هذا العام خير شاهد، واختبار اللغة العربية أيضا، والذي احتار المعلمون في إجابته نتيجة للخطأ في وضع البدائل أو الخيارات،فما الذنب الذي اقترفه الطالب، حتى تتحطم أماله، وتقتل طموحاته، بل وطوحات أسرة بأكملها، انتظرت أن تفرح بفلذة كبدها منذ مولده. 
ولكن برغم ذلك، فالناظر العادل يجب أن ينتظر حتى تصل منظومة التعليم 2.0 إلى المرحلة الثانوية، التى لم يتطور فيها إلا نظام التقويم فقط، ويشوبها الكثير من القصور المؤقت،  وخصوصا في إيجاد المناهج المناسبة، وأما إن كنت تتحدث عن الظلم الصارخ للمعلم من تدني راتبه، وإهدار كرامته من أجل أن يعيش، فهذا لا يغفله ولا ينكره أي مخلوق فجميعنا نشهد على الظلم الذي يتعرض له المعلم،  وإن كنت آمل أن يتم مناقشة هذه القضية في الحوار الوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي وأظن فيه الخير، وللحديث بقية..