الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فلسطين ليست إرهابية.. وحقا "إنهم منافقون"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خرج علينا السفير الأوكراني لدى إسرائيل "يفجيني كورنيشوك" معلنا تضامنه مع إسرائيل في عدوانها المميت على الفلسطينيين، معتبرا أن المواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تشبه "الحرب الروسية" على بلاده.
جاء تصريحات السيد "يفجيني" في اتجاه معاكس تماما، ليضع المعتدي في موقف "المُعتدى عليه"، ولم يفرق بين شعب أعزل أمام جبروت عدو يمتلك أحدث الأسلحة، والمعدات والزخائر، والتي تصل إلى "النووي" والكيماوي".
تصريح السيد السفير الأوكراني في تل أبيب، التي جاءت في تغريدة له، ونقلتها مختلف وكالات الأنباء، جاءت نصا "بصفتي أوكرانيًا تتعرض بلادي لهجوم وحشي طويل الأمد من قبل أقرب جار لها، أشعر بتعاطف كبير مع الشعب الإسرائيلي".
والمؤكد أن "يفيجيني كورنيشوك"، اختلط عليه الأمر، ونسي أن عدد الضحايا والمصابين في النزاع الفلسطيني والإسرائيلي وصل إلى أكثر من 6 آلاف قتيل، وأكثر من 138 ألف مصاب من الجانب الفلسطيني، خلال 14 عاما فقط من سنوات الصراع، أي  بين عامي 2008 و2022. بينما قُتل 273 إسرائيليا خلال نفس الفترة و5913 جريحا، وليس هناك أي وجه للمقارنة.
وتلك الأرقام ليست من الطرف الفسلطيني، بل  هي بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيية، ووفقا لهذه  البيانات الأممية، فقد كان عدد الضحايا والمصابين هو الأكبر بشكل في عام 2014 عندما نفذت إسرائيل عملية "الجرف الصامد" في غزة.
واستمر عدوان العدو الإسرائيل المحتل ما يقارب الشهرين، وتحديدا "سبعة أسابيع"، وكانت نتيجتها، مقتل أكثر من 2000 شخص، غالبيتهم من غزة، كما اندلعت احتجاجات كبيرة في عام 2018 على طول حدود إسرائيل مع غزة والتي شهدت إصابة أكثر من 25 ألف فلسطيني، وفي غضون أكثر قليلا من يومين "50 ساعة"، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي، عن مقتل 43 فلسطينيا، بينهم 15 طفلا، وسط ادعاء إسرائيلي أن معظم القتلى في غاراتها الجوية كانوا من النشطاء. 
مؤكد أن تصريحات السفير الأوكراني في تل أبيب، هي رد فعل سياسي على ما تتعرض له بلاده من أعمال عسكرية روسية، ومن حقه أن يدافع عن بلده، ولكن وجه المقارنة جاء ظالما جدا، فهناك فرق بين جوهري عدو مغتصب لأرض ودولة، ويمتلك كل أنظمة الأسلحة المتطورة، وأفراد وطن لا يمتلكون سوى "النبال" و"الطوب"،  وبين طبيعة المواجهة العسكرية بين "كييف وموسكو".

وأخطر ما جاء في تغريدة السفير الأوكراني، قوله "لقد أصبح الإرهاب والهجمات ضد المدنيين من الروتين اليومي الإسرائيليين والأوكرانيين"، ونسى أن الإرهاب، يأتي من الطرف الأقوى، وسط صمت دولي، بعكس الموقف الدولي من أزمة بلاده، في عالم مازالت سياسته "الكيل بمكيالين".
وخفف السفير من كلامه بقولة "علينا أن نضع حدا لهذا، نصلي من أجل السلام ونأمل بإنهاء التصعيد قريبا".
ولسنا هنا نلوم "يفجيني كورنيشوك"، فبلاده في موقف صعب، بل نشير إلى قراءة سياسة غير دقيقة لأزمة شعب فسلطين.
وعلى الوجه الآخر جاء رد الفعل الروسي على العدوان الإسرائيلي، مختلفا، -فلست هنا في موقع المقارنة، بل في موقع القراءة السياسية، - فقد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية" ماريا زاخاروفا"، إن جولة التصعيد في غزة جاءت"بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية"، مضيفة أن "موسكو قلقة للغاية من اندلاع جولة جديدة من العنف المسلح في منطقة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".
وأشارت " زاخاروف" إلى أن جولة التصعيد هذه اندلعت بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة في 5 أغسطس الحالي وردا على ذلك، بدأت الفصائل الفلسطينية قصفًا عشوائيًا مكثفًا على الأراضي الإسرائيلية، وننظر إلى هذه التطورات بقلق عميق، ويمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية الشاملة وزيادة تدهور الوضع الإنساني المتردي بالفعل في غزة".
ولفتت زاخاروف إلى أن موقف روسيا المبدئي والثابت الداعم لتسوية شاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لمبدأ الدولتين"، ونلاحظ مرة أخرى أن العنف لا يمكن أن ينتهي إلا من خلال عملية تفاوضية ينبغي أن تؤدي إلى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على أساس حدود عام 1967.
مثل هذه التصريحات بشأن قضية مثل القضية الفسلطينية، تعكس مواقف دول، وتعكس الموقف منها، فقضية الشعب الفسلطيني هي قضية العرب كل العرب، وستظل كذلك، ومواقف الدول منها محسوبة بدقة،، وسنظل نتحدث، ونفضح "ازدواجية العالم منها، وأعجبني تصريح مهم في ذات المواقف في تغريدة للأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد، منتقدا الغرب، في التعامل مع الأوكرانيين والفلسطينيين. بقوله، "نفاق الغرب وازدواجية معاييره فاقا كل حد.. البشر في اوكرانيا في نظر الغرب ليسوا كالبشر في فلسطين".
حقا إنهم منافقون!!.