الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"هجمة مُرتدة" من الرئيس السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نالت كلمة "الرئيس السيسي" والتى ألقاها فى "قمة الأمن والتنمية" والتى عّقدت بـ"جدة" بالمملكة العربية السعودية استحسان الرأى العام المصرى، وسادت حالة من الرضا جميع الأوساط السياسية مصحوبة بفخرٍ شديدٍ بعد أن شاهدنا رئيس مصر قوياً صارماً فى عرضِه لكافة القضايا العربية والإقليمية أمام القمة والتى حضرها الملوك والقادة والرؤساء العرب والرئيس الأمريكى جو بايدن.

قوة كلمة "الرئيس السيسي" جاءت من صراحتها ووضوحها، فقد أعلن عن رؤية مصر فى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهذه الرؤية هى رؤية مصرية خالصة مُتفرِدة، بدأها الرئيس السيسي بالتأكيد على أننا فى "لحظة استثنائية" ويجب على الجميع التكاتف والتعاون، ثم شدد على ضرورة تعزيز دور الدولة ومؤسساتها وإمكانياتها وسيادة القانون.

ومن مُنطلق اهتمام مصر بالسلام قال "الرئيس السيسي" ( إن لمصر تجارب تاريخية عديدة فى المنطقة ، وكانت دوماً خلالها رائدة وسباقة فى الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام ، فكان هو خيارها الاستراتيجى الذى صنعته وفرضته وحفظته وحملت لواء نشر ثقافته، إيماناً منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسِع للجميع ، وهو "سلام الأقوياء" القائم على الحق والعدل والتوازن واحترام حقوق الآخر وقبوله) ، وأعلن عن ضرورة تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

قالها الرئيس السيسى صريحة: مبادئ احترام سيادة الدِول وعدم التدخُل فى شئونها هى التى تحكُم العلاقات بين الدول وبعضها ونُجدد التزامنا بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف القضاء على على جميع تنظيماته المسلحة التى تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة أجندتها الهدامة وترفع السلاح وتحول دون إنفاذ إرادة الشعوب، ولا مكان لمفهوم الميليشيات المرتزقة وعصابات السلاح فى المنطقة وعلى داعميها ومُموليها أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة.

كلمات من ذهب قالها الرئيس السيسي، كلمات لا تحتمل التأويل أو اللف والدوران، كلمات مُوجهة فى الاتجاه الصحيح، كلمات بمثابة سهام فى صدر مُدعى الحريات وداعمى الميليشيات المسلحة، كلمات حاسمة صاحبتها نبرة صوت حاسمة حينما قال: لا تهاون فى حماية أمننا القومى وما يرتبط به من خطوط حمراء وسنحمى أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل.. وأكد الرئيس السيسي على أهمية تجديد الالتزام بقواعد القانون الدولى الخاصة بـ"الأنهار الدولية" وعدم السماح لدول منابع الأنهار بالافتئات على حقوق دول المصب.

بعث الرئيس السيسي برسالة للشعوب الشقيقة والصديقة والشركاء فى الولايات المتحدة الأمريكية وقال: ستجدون فى مصر سنداً وشريكاً ويداً تمد العون من أجل حفظ مصالحنا المشتركة ولنسير معاً بخطى ثابتة على طريق المستقبل نحو البناء والتنمية والتقدم .. واختتم الرئيس السيسي كلمته بنفس القوة التى بدأ بها الكلمة وبثقة وبهدوء قال: واثقون فى نهجنا وقدراتنا وخبراتنا لنجتاز الصعاب مهما بلغت ولنرسم غداً أفضل لنا جميعاً وللأجيال القادمة.

إننى أعتبر هذه الكلمة بمثابة "هجمة مرتدة" من الرئيس السيسي، قام بها لتقديم رؤية مصرية خالصة لكى نعيش جميعاً _ فى عالمنا المُضطرب _ فى أمان وسلام بعيداً عن الفوضى الخلاقة وحرب اللاعنف وهدم الدول من الداخل وانتشار الميليشيات المسلحة واستغلال المتطرفين.. نعم "هجمة مرتدة" نجحت فى وضع النقاط فوق الحروف وأرست دعائم الحق والعدل والعيش الكريم.