الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخلاص شرط قبول الأعمال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعدُّ الإخلاص أهم الشروط التي يجب توافرها في صاحب العمل حتى يُقبل عمله عند اللَّه تعالى، ومعنى الإخلاص هو فعل العبد العمل لا يرجو ثوابه إلآ من اللَّه وحده، ولا يبتغي الأجر من أي أحد سواه، دون النظر لقبول الناس أو الرياء أو الشهرة؛ فلا يجعل للخلق في عمله نصيبًا، فاللَّه سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]؛ فلقد أمر اللَّه عباده بالإخلاص وجعله شرطًَا لقبول جميع العبادات بعيدًا عن الرياء، فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإخلاص، وعن ذلك قال ابن القيم: "الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضلها في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض"، ولقد حذرنا اللَّه تعالى في حديثه القدسي من الرياء إذا شارك العبادة فإنها لا تقبل؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: قال اللَّه: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم] أي: أنا غني عن أن يشاركني غيري، فمن عمل عملًا لي ولغيري لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير، بل أقبل العمل الخالص لي وحدي لم ينازعني فيه أحد.

يُعدُّ الإخلاص هو أصل العمل، وبه يقبل ويتحقق الثواب، وحقيقة العبادة أنها سر يتعلق بالقلب، وينبع من الروح؛ فالأعمال بالنيات كما أخبرنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، وقال الإمام عليّ بن أبي طالب، رضي اللَّه عنه: "لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول، ألم تسمعوا اللَّه عزَّ وجلَّ يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]، وعندما سُئل الفضيل بن عياض، عن معنى قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فقال: «أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السُّنة»؛ فالعمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا؛ فإذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان، بل وأبعدك عن المعاصي ولو اقتربت منها، وأحب الأعمال إلى اللَّه أدومها وإن قلَّت؛ فكان من هدي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المداومة على الأعمال الصالحة؛ فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: «كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذا عمل عملًا أثبته»، أسأل اللَّه أن يجعلنا من المقبولين.