الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشاعر عبده الزراع في حوار لـ«البوابة نيوز»: الكتابة للطفل تحتاج موهبة استثنائية لا تتوفر لمن يكتبون للكبار.. تجربة صلاح جاهين الأقرب إلى روحي ووجداني

كاتب الأطفال عبده
كاتب الأطفال عبده الزراع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

أكد الشاعر والكاتب عبده محمد زكي الزراع، عضو مجلس إدارة اتحاد كُتَّاب مصر، ورئيس شعبة أدب الطفل بالاتحاد، أن الكتابة للطفل تحتاج إلى موهبة كبيرة واستثنائية، لا تتوفر لدى من يكتبون للكبار؛ مشيرًا إلى أنه من المهم إلمام كاتب الأطفال بالخصائص التربوية، والسيكولوجية لأطفال المرحلة التى يتوجه لها بالكتابة، فكل مرحلة من المراحل العمرية تحتاج إلى لغة ومفردات خاصة بها.

وقال  الزراع، المتخصص في الكتابة للطفل، وعضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الكتابة للأطفال الآن تعانى من مشكلات جمة، وتواجه تحديات كبرى، فى ظل انتشار الميديا الحديثة، التى أخذت الطفل كلية من الكتاب ومن المجلة، وجعلته يلهث وراء هذه التقنية الجديدة والمبهرة، مما أثقل المهمة على كاهل كاتب الطفل.

وأضاف «الزراع»: «لا ننكر الجهود التى تقوم بها المؤسسات العربية الرسمية، فى مجال أدب الطفل وفنونه المختلفة؛ فوزارة الثقافة المصرية تقوم بجهود كبيرة فى شتى قطاعاتها التى تعمل مع الأطفال، وخاصة قصور الثقافة، وهيئة الكتاب التى تقدم العديد من السلاسل الأدبية لأدب الطفل، والمركز القومى للأطفال الذى يقوم بدور محورى ومهم جدًا»؛ موضحًا أن كتب الأطفال المترجمة، التى تأتينا من الغرب، تختلف عن كتب الأطفال المصرية والعربية. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:

كاتب الأطفال يجب أن يكون مؤهل بالخصائص التربوية والسيكولوجية لأطفال المرحلة

■ حدثنا عن ذكرياتك فى البداية، وكيف كانت النشأة الثقافية، وكيف بدأ اهتمامك بالكتابة والشعر من الطفولة؟

- البداية كانت من مكتبة مدرسة برنبال الإعدادية؛ حيث كنت شغوفا بالقراءة، في تلك الفترة المبكرة من العمر، فقرأت قراءات متنوعة في الأدب والدين والعلم، وشدني أكثر مغامرات الشياطين الـ١٣، التي كان يكتبها الكاتب محمود سالم، ثم تعرفت على كتب الدكتور مصطفى محمود، وأعجبت بها إعجابًا كبيرًا، في تلك الفترة، والروايات البوليسية لـ«أجاثا كريستي»، ودواوين فاروق جويدة، ونزار قباني.

وكانت أمينة المكتبة أبلة عطيات تعرف جيدا قيمة الكتاب ودوره الحقيقى في تثقيف النشء، فكانت أحيانًا ترشح لي بعض الكتب فقرأت في كتب الأطفال لكامل كيلاني، وعبدالتواب يوسف، وأحمد نجيب، وغيرهم من الكتاب الكبار، وكنت أكتب في تلك الفترة خواطر شعرية وقصصية.

وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، تطورت قراءاتي من خلال ترددي على بيت ثقافة مطوبس، فوجدت مكتبة أكبر، وبها كتب كثيرة ومتنوعة، فاشتركت في المكتبة، وبدأت أتردد عليها بانتظام، في تلك الأثناء تعرفت على نادى الأدب بالقصر، وواظبت على حضور جلساته، ولما سمعت تجارب الكتاب والشعراء الكبار في النادي أيقنت أن ما كتبته ما هو إلا تجارب البدايات لا يرقى للأدب.

ولأننى كنت متعدد المواهب في الرياضة والرسم والشعر، وكنت أحصل على الدراجات النهائية في الرسم كانت هذه المواهب الكثيرة تشتتني، ولكن شغفي في الفترة بالقراءة والكتابة، أخذني من المواهب الأخري وحسمت أمرى على أن أكون شاعرًا للعامية المصرية، فكثفت قراءاتي في الشعر بشكل عام فصحي وعامية، فقرأت لمعظم الشعراء من بيرم التونسي، وفؤاد حداد، وجاهين، وسمير عبد الباقي، والأبنودى وصولًا لماجد يوسف، وكشيك، وطاهر البرنبالى وغيرهم من شعراء العامية.

كما قرأت لصلاح عبدالصبور، وأمل دنقل، وحجازى، ونازك الملائكة، وسعدي يوسف، ومحمود درويش، ومحمد سليمان، وعبدالمنعم رمضان، وحلمي سالم، وعفيفي مطر، ومحمد الشهاوى وغيرهم، وما صحب هذه القراءات الشعرية من قراءات أخرى في الرواية، والقصة القصيرة، والمسرح، والفقد الأدبي، علاوة على بعض القراءات المتنوعة في الفلسفة وعلم النفس.

كل هذه القراءات أفادتني جدًا في تطوير قصيدتي العامية، وسرعان ما عرفت طريقي للنشر في معظم الصحف والمجلات الأدبية المتخصصة، مثل: «الجمهورية، والمساء، وأخبار الأدب، وأدب ونقد، والثقافة الجديدة، والشعر»، وفزت في المسابقة المركزية بهبئة قصور الثقافة وأنا في بداياتي لدرجة أنها كانت الدافع الحقيقي للتكملة في هذا المسار.

■ من هم أبرز الشعراء الذين أثروا عليك فكريًا؟

- شغفت بتجربة صلاح جاهين، ووجدتها الأقرب إلى روحي ووجداني، وتمثلت طريقته في كتابة القصيدة، فأنا ابن التجربة الجاهينية- إن جاز أن نسميها- حفظت قصائده عن ظهر قلب، وخاصة الرباعيات ببساطتها وعمقها الفلسفي، وحفظت أيضًا أوبريت الليلة الكبيرة ومثلت فيه في مركز الشباب بالقرية وأنا في المرحلة الثانوية.

كما شغفت بقصائد أمل دنقل وتجربته المتميزة والثرية وحياته الدراماتيكية، كنا نردد قصيدة «لا تصالح» أنا وأصدقائي من الشعراء أبناء جيلى في أماسينا الثقافية، وكذلك تجربة محمود درويش كانت ولازالت من التجارب الشعرية الأقرب إلى عقلي ووجداني فهو من وجة نظري شاعر استثنائي قلما يجيد الزمان بمثله، كما كانت تجربة عفيفي مطر الشعرية من التجارب التي وقفت أمامها طويلًا ولازلت أتأملها في بعدها الفلسفي، وكل يوم أكتشف جديدًا في عالم الشعر والأدب.

■ ما أبرز القصائد التي شكلت وعيك فى مرحلة التكوين؟

- أعتقد أنا الشاعر أو المبدع بشكل عام لابد وأنه تأثر بكل ما قرأ وهضم، «فما الأسد إلا مجموعة خراف مهضومة» وكلما تنوعت القراءات كلما ساهمت في ثراء مخيلة الشاعر وتخصيب تجربته لتصير أنضج وأعمق، فالقراءة في ظني أهم من الكتابة، ومهما كانت الموهبة كبيرة بدون قراءة وثقافة سوف تنضب وتنتهى إلى زوال، فالقراءة هي الرافد الذي يغذي الموهبة ويثقلها وينميها، فجميع القصائد التي قرأتها وأقرأها ساهمت في تشكيل وثراء وجداني.

■ من هم أبرز الشعراء الذين تحرص على متابعة أعمالهم الشعرية على الساحة الآن؟

- تعجبني تجربة بعض شعراء قصيدة النثر، وأرى فيها تجديدا في الشكل والمضمون ونضوج الرؤية والتمرد على المألوف، والجنوح إلى آفاق جديدة ومناطق غير مأهولة، وأخشى أن أذكر الأسماء فيسقط مني بعضها فأغضب أصدقائي وهم جميعا أصدقاء أعزاء، ولكن على وجه الخصوص أتابع تجربة الشعراء «عبدالمنعم رمضان، محمود قرني، عاطف عبدالعزيز، عزمي عبدالوهاب، محمود خير الله، عيد عبدالحليم».

وليس معنى هذا أنني في قطيعة مع الأشكال الشعرية الأخرى، فأنا أقرأها أعجب بها، وهناك شعراء شباب يكتبون قصائد تفعيلية مدهشة، كما أن هناك شعراء عظام يكتبون بالتفعلية وبعضهم يكتب القصيدة العمودية، وإن كانت تجارب قليلة جدًا هي من تجيد التجديد داخل القالب العمودي، وأنا أبحث عن الشعرية في أي شكل كان، ولكن ذائقتي دائما أميل إلى ما هو جديد ومختلف.

■ ما أهم الكتب التي تنصح الشعراء والكتاب الجدد بقراءتها؟

- أنصح الشعراء والكتاب الجدد، أن يقرأوا في البداية كل ما يقع تحت أيديهم، شرط جودة الكتاب، ومن خلال هذه القراءات المتنوعة في الأدب، والعلم، والأديان، والفلسفة، وغيرها، سيكتشف ميوله الكتابية، ثم مرحلة قراءة كتب التراث "ألف ليلة وليلة، وإخوان الصفا، والعقد الفريد، والحيوان للجاحظ، وغيرها من الكتب.

ثم قراءة كلاسكيات الأدب العربي والعالمي، مثل أعمال: «شكسبير، وديستوفيسكي، وكازانتزاكس، ومكسيم جوركي، العقاد، وطه حسين، ونجيب محفوظ، ويحي حقي» وغيرهم، كما يتابعون مايطرح على الساحة الأدبية من قضايا تخص الأدب والأدباء، ومتابعة الدوريات الأدبية عن كثب ليتعرفوا على التجارب الجديدة في الكتابة.

 

 

■ حدثنا عن الكتابة للطفل وعن مشروعك الأدبى فى هذا المجال؟

- الكتابة للطفل تحتاج إلى موهبة كبيرة واستثنائية، لا تتوفر لدى كل من يكتبون للكبار، وإلمام كاتب الأطفال بالخصائص التربوية، والسيكولوجية لأطفال المرحلة التى يتوجه لها بالكتابة، فكل مرحلة من المراحل العمرية تحتاج إلى لغة ومفردات خاصة بها، فمرحلة ما قبل المدرسة تعتمد بشكل أساسى على الصورة المرسومة أكثر منها للكتابة التى تأتى مكملة للصورة، بعدد كلمات قليلة لا تتعدى سطر واحد فى كل صفحة، فقاموس الطفل اللغوى فى تلك المرحلة لا يتعدى بضع كلمات.

وهكذا، كل مرحلة من المراحل تحتاج إلى قاموس ومفردات وعالم خاص بها وهنا تكمن صعوبة الكتابة للطفل، بالإضافة إلى أنه يفضل أن يكون كاتب الأطفال من المتعاملين مع الطفل عن قرب من خلال الندوات واللقاءات الدورية، وورش الحكى والكتابة والرسم، حتى يستطيع الاقتراب من عالم الطفل، وكيف يفكر؟ لأن طفل اليوم يختلف كلية عن طفل جيلى والأجيال السابقة واللاحقة عليه، بما يمتلك - طفل اليوم- من ميديا حديثة جعلته أكثر نضجا ووعيا وإدراكا بكل ما يدور حوله من متغيرات، ويجب على كاتب الأطفال أن يجهد نفسه فى الوصول إلى عقل ووجدان الطفل.

أما عن مشروعى الإبداعى للأطفال، فقد جاء مواكبا لمشروعى الإبداعى للكبار، ففى منتصف عام ١٩٩٦، صدور ديوانى الأول للأطفال «رسمنا ورده» عن سلسلة كتاب «قطر الندى»، فى نفس الشهر الذى صدر فيه ديوانى الأول للكبار «البندق طاش رشاش على شعرى» عن سلسلة إبداعات، أى أننى بدأته منذ عشرين عامًا متواصلة، وكانت المفاجأة الجميلة أن فاز ديوانى الثانى للأطفال الذى صدر عن نفس السلسلة، بعنوان: «أراجوز فنان» بجائزة الدولة التشجيعية عام ٢٠٠٣، بل كرمت من رئيس الجمهورية الأسبق فى عيد العلم يناير ٢٠٠٥، مع الفائزين بجوائز الدولة.

وهذه الجائزة هى التى جعلتنى أركز بجدية على مشروعى فى أدب وثقافة الطفل، وتوالت بعد ذلك دواوينى ومسرحياتى وقصصى للأطفال، لتكون الحصيلة عشرون كتابا للطفل، وثمانية دواوين للكبار، وثلاثة كتب أخرى للكبار، بالاضافة إلى تسعة عروض مسرحية على خشبات مسرح الثقافة الجماهيرية، والمسرح القومى للأطفال.

وكرمت فى المهرجان الأول للكاتب المسرحى المصرى الذى أقامه البيت الفنى للمسرح عام ٢٠٠٥، عن مسرحيتى «القلم المغرور»، كما كرمت من المسرح القومى للأطفال فى أكتوبر ٢٠١٤ عن مسرحيتى «كوكب سيكا»، وشاركت بالعديد من الدراسات والبحوث فى مجال ثقافة الطفل فى مهرجانات مصرية وعربية، آخرها كان المهرجان القرائى للطفل ٢٠١٥، الذى أقيم بالشارقة بالإمارات العربية، ولازال لدى العديد من المشاريع للطفل المصرى أتمنى أن يمهلنى العمر لكى أقدمها.

■ من وجهة نظرك ما المشكلات التي تواجه كاتب الأطفال؟

- الكتابة للأطفال الآن تعانى مشكلات جمة، وتواجه تحديات كبرى، فى ظل انتشار الميديا الحديثة التى أخذت الطفل كلية من الكتاب ومن المجلة، وجعلته يلهث وراء هذه التقنية الجديدة والمبهرة، مما أثقل المهمة على كاهل كاتب الطفل، وأصبح لازامًا عليه أن يجود كتابته ويبحث عن الجديد والمختلف الذى يتوافق وعالم الطفل، كى يستطيع أن يعيده مرة أخرى إلى عالمه الأثير، بدلًا من تركه نهبًا لكل ما هو مستورد من الغرب، والذى يحمل فى طياته عادات وتقاليد لا تتفق معنا، علاوة على ما يحمل من عنف، ومكر، وخداع ترسخ فى الوجدان ثقافة مختلفة.

ولا ننكر الجهود التى تقوم بها المؤسسات العربية الرسمية فى مجال أدب الطفل وفنونه المختلفة، فوزارة الثقافة المصرية تقوم بجهود كبيرة فى شتى قطاعاتها التى تعمل مع الأطفال، وخاصة قصور الثقافة، وهيئة الكتاب التى تقدم العديد من السلاسل الأدبية لأدب الطفل، والمركز القومى للأطفال الذى يقوم بدور محورى ومهم جدًا من نشر كتب، وتقديم عروض مسرحية، وعروض فنية للأراجوز والساحر وغيرها، والمسرح القومى للأطفال، ومسرح الشمس الذى يقدم عروضًا للأطفال ذوى الإعاقة، ومسرح العرائس، ومؤخرًا أطلقت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، جائزة الدولة للمبدع الصغير.

أما دولة الإمارات العربية فتقوم بجهد كبير أيضًا فى هذا المجال وخاصة فى مجال نشر كتب الأطفال، وإقامة المهرجان القرائى، وإطلاق الجوائز مثل جائزة الشيخ زايد فى أدب الطفل، كما تقدم دولة قطر جائزة كتارا لأدب الطفل، وغيرها من الدول العربية مثل سوريا والعراق، وتونس، يقدمون جهودًا لا بأس بها فى مجال ثقافة الطفل العربى، ولكننا نطمح فى المزيد من الدور العربى فى مجال ثقافة الطفل.

للأسف الشديد أن دور النشر الخاصة لا تقوم بدور وطنى فى مجال نشر كتب الأطفال، لأن الناشر فى البداية يهمه توزيع الكتاب ويضع عامل المكسب والخسارة نصب عينيه، وكتب الأطفال تتكلف الكثير طباعة ونشرًا، لأن كتاب الطفل له مواصفات خاصة مكلفة مثل الطباعة على ورق «كوشيه»، وفصل ألوان «أربعة لون».

كما أنه يتم بتشاركية بين الكاتب والرسام، فيضطر الناشر أن يدفع للرسام، بينما الكاتب هو من يخرج صفر اليدين، وغالبًا ما يشارك فى طباعة الكتاب ونشره، أو لا يحصل على مقابل مادي لكتابه، نظير أن يحصل على عدد قليل من النسخ، إلا عدد من دور النشر المصرية والعربية التى تقدر جهد الكاتب وتمنحه مكافأة نظير ما يقدمه من إبداع.

■ هل هناك فارق بين كتب الأطفال المترجمة وكتب الأطفال المصرية والعربية؟

- بلا أدنى شك تختلف كتب الأطفال المترجمة التى تأتينا من الغرب عن كتب الأطفال المصرية والعربية، من حيث: أولًا: مضمون المادة المقدمة والتى تدور معظمها فى عوالم خيالية مدهشة تدفع الطفل إلى التفكير، وإطلاق الخيال، وثانيًا: تقدم المادة فى حلة مزينة ومرسومة بعبقرية تتناسب مع هذا الخيال الخصب، وثالثًا: جودة الطباعة ونوع الورق الذى يناسب المرحلة العمرية، فتجد أن المنتج النهائى الذى يقدم للطفل منتج جيد يجد إقبالًا كبيرًا عليه.

فهم يتعاملون مع الطفل على أنه كائن مكتمل، يحترمون عقله وتفكيره، لذا تجد هناك إقبالًا كبيرًا على شراء وقراءة الكتب، ومن متابعتى لبعض روايات اليافعين الفائزة بجائزة «نيوبرى» الانجليزية وهى من أقدم وأكبر الجوائز العالمية التى تمنح لكتاب الطفل، نجد أن الروايات لا تقل عن مائتى صفحة من القطع «الجاير»، ولا توجد بها إلا رسوم قليلة بالأبيض والأسود، وتطبع على ورق عادى مثل روايات الكبار.

■ أخيرًا؛ هل لو قدمت رواية للأطفال العرب بهذا الشكل هل يقبلون على اقتنائها وقراءتها؟

- أعتقد أن الاجابة ستكون بـ«لا»، وهذا راجع - فى ظنى - إلى أن هذه الشعوب الغربية تعود الأطفال على القراءة منذ الصغر، فيتعامل الكاتب مع الطفل وكأنه قارئ كبير محترف، فقد اختلف طفل اليوم كلية عن طفل الأمس، لما يمتلك من ميديا حديثة وثورة تكنولوجية كبيرة ومدهشة.

هذه الثورة أثرت فى عقل ووجدان الطفل، وأثرت أيضًا على عوالمه بكل ما هو جديد ومختلف عما كانت تمتلكه الأجيال السابقة، مما جعل كاتب الأطفال يلهث وراء هذه العوالم كى يتلمسها فى كتاباته كى يستطيع أن يلحق بهم، حتى يقبلوا على ما يكتب، ومن ثم اختلفت الكتابة الآن عن العقدين الماضيين فى جماليات الكتابة، وجمال الطباعة والرسوم.