الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية 100 عام في "تشكيل الخشب" على يد "صبحي" وأولاده في مصر القديمة

صبحى
صبحى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

المشهد يدعو للدهشة، رجلٌ أمامه أكوام من الشجر المقطع إلى أجزاء، يقطع منه واحدة تلو الأخرى ويشكلها كيفما يشاء فيجعل منها أطباقًا أو كأسًا لتشرب فيه الماء وغيرها من الأشياء الفريدة التى تصنع من تلك الأشجار الكبيرة التى يظن البعض أنها أصبحت دون قيمة لا تسمن ولا تعنى من جوع، لكن الرجل السبعينى الذى أفنى حياته فى تلك المهنة الفريدة أصبح الأمر بالنسبة له طبيعيًا ويمكن أن يفعل أى شيء من تلك الأشجار الكبيرة.
منذ أكثر من مئة عام كان والد «صبحى يونس العمدة» يعمل فى هذه المهنة التى ورثها عن والده، حتى علمها إلى نجله «يونس» الذى يروى تفاصيل المعاناة التى يعيشها اليوم بسبب تلك المهنة التى تعانى من خطر الانقراض، بعدما تغافل عنها المسئولون ولم يهتم بها العاملون فيها بسبب قلة الطلب عليها.
فى إحدى أزقة منطقة الدرب الأحمر فى مصر القديمة، يجلس «صبحى يونس» فى ورشته والصمت يعم أرجاء المكان بعدما تخلف العمال عن المجئ إلى العمل فى هذا اليوم المشؤوم: «محدش من العمال جه خالص بسبب قلة الشغل معتش فيه إقبال والحالة ميتة على الآخر بسبب غلاء الخامات والحاجات اللى بنصنعها».
يقول الرجل السبعينى إنه يعمل بهذه المهنة منذ صغره لذا مر عليه العديد من المواقف برفقة والده، وحصد الكثير من الخبرة التى جعلته عالما بظروف السوق فى البيع والشراء: «إحنا بنصنع أى حاجة من منتج الأخشاب زى قرم الجزارين والأطباق الخشبية التى يأكل فيها العرب والهون وأيضًا الأشياء التى تستخدم كديكورات على السفرة».
وأضاف «صبحى» أن هذه المهنة عليها طلب من المواطنين وعمرها ما تألوا إلى الانقراض ولكن من يتسببون فى إنقراضها هم الصناع العاملون بها، لأنهم يريدون الكثير من الأموال فى ظل تراجع البيع والشراء وهذا ما يتسبب فى ضعف المهنة بل انقراضها، وفى الغالب لن نتوقف عن العمل سواء كان هناك طلب أم لا.
وتابع الرجل السبعينى أن هناك العديد من السياح الذى يزورون مصر يأتون لشراء هذه المنتجات لأنها لافتة للنظر وبها فن، وأيضًا العرب يفضلون تناول الطعام فى هذه الأطباق الخشبية لذا هم الفئة الأكثر إقبالًا على شراء هذه المنتجات، مضيفًا أن العمل منذ ٢٠ عامًا وهذه الأيام لم يختلف كثيرًا بالنسبة للمهنة ذاتها، ولكن هناك اختلاف جذرى فى العاملين بها لم يعد اهتمامًا من الصنايعى بالعمل وجودته لذا تعانى جميع المهن اليدوية من الانقراض، وذلك بسبب تقصير العاملين بها وليس بعد المواطنين عنها.