الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء الياباني

رئيس الوزراء السابق
رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت وسائل إعلام يابانية، أن الرجل الذي أطلق النار على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي تحدث خلال استجوابه من قبل الشرطة عما دفعه لارتكاب جريمته.

وأفادت قناة ""NHK اليابانية، أن المتهم تاتسويا ياماغامي قال للشرطيين إن آبي كان ينتمي إلى مجموعة من الأشخاص، الذين واجهت عائلة ياماغامي مشاكل مالية بسبب أعمالهم.

ونقلت القناة عن ياماغامي قوله إن "أمي تم جرها إلى هذه المجموعة، وهي قامت بتبرع كبير لصالحها، مما تسبب بتدهور حياة عائلتنا".

ولم يوضح ما هي "مجموعة الأشخاص" التي يدور الحديث عنها.

وامتنعت شرطة مقاطعة نارا اليابانية التي تحقق في القضية، عن التعليقات، مشيرة إلى أن ذلك من مصلحة التحقيق.

يذكر أن تاتسويا ياماغامي البالغ 41 عاما من العمر، استخدم بندقية يدوية الصنع.

وكان رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي نقل إلى المستشفى عقب إطلاق النار عليه، خلال تجمع انتخابي الجمعة، في مدينة نارا، وفارق الحياة بعد ساعات متأثرًا بجراحه.

وكان آبي محاطًا بفريق حراسة، لكن يبدو أن المسلح كان لا يزال قادرًا على الوصول إلى مسافة بضعة أمتار منه، من دون أي نوع من التفتيش أو الحواجز.

وأظهرت الصور في أعقاب إطلاق النار أن المشتبه به كان يقف خلف آبي مباشرة أثناء توجهه إلى منصة لإلقاء خطاب.

وأقر مطلق النار باستهداف آبي، وقال إنه كان حاقدًا على منظمة اعتقد أن آبي يرتبط بها، حسبما أعلنت الشرطة.

ولا تزال الشرطة تحقق فيما إذا كان قاتل آبي قد تصرف بمفرده ولماذا استُهدف آبي من بين أشخاص آخرين على صلة بالمنظمة التي لم يحدد اسمها.

وقال ضابط كبير في الشرطة في منطقة نارا للصحافيين "أقر المشتبه به بأنه كان حاقدًا على منظمة معينة، وبأنه ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق آبي على ارتباط بها"، بدون كشف مزيد من التفاصيل.

وانقض ضباط الأمن على المسلح الذي لم يحاول الهرب بعد أن أطلق النار على آبي.

وقال الضباط إن السلاح الذي استخدم في إطلاق النار على آبي مصنوع من المعدن والخشب وبدا كما لو كان ملفوفا بشريط لاصق.

وخلال مؤتمر صحافي قال الأطباء إن آبي أصيب بعيارين ناريين في رقبته، على بعد حوالي 5 سنتمترًا. كما تضرر قلبه إثر إطلاق النار.

وكان آبي واعيًا في الدقائق التي أعقبت الهجوم، لكن حالته تدهورت إثر ذلك. وقال الأطباء إنه لم يظهر أي علامات حيوية لدى وصوله إلى المستشفى.

وكان رئيس الوزراء السابق، البالغ من العمر 67 عامًا، يلقي خطابًا في تجمع انتخابي قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سماع إطلاق رصاص.

وفي صور بثتها وسائل إعلام حكومية للحظة الهجوم، يبدو آبي واقفًا على منصة ثم يسمع دوي انفجار قوي ويتصاعد دخان، بينما ينحني متفرجون متفاجئون وينبطح آخرون.

وقال شهود عيان إنهم رأوا رجلًا يحمل ما وصفوه بمسدس كبير ويطلق النار مرتين على آبي من الخلف. وسقط رئيس الوزراء السابق على الأرض بينما صرخ المارة في حالة من الصدمة وعدم التصديق.

وعثر في وقت لاحق على عدة بنادق ومتفجرات أخرى مصنوعة يدويا في منزل المشتبه به.

وأدان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهجوم واصفًا إياه بأنه "وحشي وحقير ولا يمكن التسامح معه".

وقال كيشيدا: "هذا الهجوم عمل وحشي حدث خلال الانتخابات، وهو أساس ديمقراطيتنا، ولا يغتفر على الإطلاق".

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن إحساسه "بالصدمة والغضب والحزن العميق" إثر اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق.

وأكد بايدن في بيان "هذه مأساة لليابان ولجميع من يعرفونه" مضيفا ٍ"تقف الولايات المتحدة إلى جانب اليابان في لحظة الحزن هذه. أتقدم بتعازي العميقة لأسرته".

من جهته عبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن "الأمل أن يتم التعاطي" مع القاتل الموقوف "بسرعة وصرامة".

وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما آبي بأنه "صديقي وشريكي القديم" مضيفاٍ أنه كان "مخلصاٍ لبلده الذي خدمه، وللتحالف الاستثنائي بين الولايات المتحدة واليابان".

كذلك رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مقتل شينزو آبي "خسارة لا تعوض".

وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى والدة شينزو آبي وأرملته، حسب بيان الكرملين "أتمنى لكم (...) الشجاعة في مواجهة هذه الخسارة الفادحة التي لا يمكن تعويضها". وأضاف أن "ذكريات جميلة لهذا الرجل الرائع ستبقى إلى الأبد في قلوب من عرفوه".

واستنكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تغريدة "القتل الجبان والوحشي" لآبي الذي وصفته بأنه "ديموقراطي عظيم ومدافع عن نظام عالمي متعدد الأطراف".

من جهته قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "لن أفهم أبدًا القتل الوحشي لهذا الرجل العظيم. الأوروبيون يشاركون اليابان الحداد".

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعازيه للشعب الياباني والحكومة بعد مقتل آبي معتبرًا أن اليابان "خسرت رئيس وزراء عظيمًا".

وكتب ماكرون في تغريدة أن آبي "كرس حياته لبلاده وسعى من أجل الاستقرار في العالم".

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: "أشعر بحزن عميق لخسارة صديقي آبي، رئيس الوزراء الياباني السابق، في هجوم مسلح. اندّد بالذين نفذوا هذا الهجوم المشين".

تطبق اليابان واحدًا من أشد القوانين صرامة في مراقبة الأسلحة في العالم. وعدد القتلى في حوادث إطلاق نار في هذا البلد الذي يضم 125 مليون نسمة، ضئيل جدًا.

وفي عام 2014، كان هناك ستة حوادث فقط للقتل باستخدام أسلحة نارية في اليابان، مقارنة بـ 33599 في الولايات المتحدة.

وإجراءات الحصول على ترخيص بندقية طويلة ومعقدة حتى للمواطنين اليابانيين الذين يجب عليهم أولًا الحصول على توصية من جمعية الرماية ثم الخضوع لمراقبة صارمة من قبل الشرطة.

ويتعين على الناس الخضوع لفحص صارم واختبارات للصحة العقلية من أجل شراء سلاح ناري. وحتى مع اجتياز الاختبارات المطلوبة، لا يُسمح إلا بنادق الصيد وبنادق الهواء.

وقال كوري والاس المحاضر في جامعة كاناغاوا والمتخصص في السياسة اليابانية لفرانس برس إن اليابان لم تشهد حادثًا من هذا النوع "منذ أكثر من خمسين أو ستين عامًا".

وأضاف أن آخر حادثة مماثلة في اليابان كانت اغتيال إينينجيرو أسانوما، زعيم الحزب الاشتراكي الياباني في 1960 على يد طالب مقرب من اليمين المتطرف.

تولى شينزو آبي منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ اليابان قاد خلالها إصلاحات اقتصادية طموحة وأرسى علاقات دبلوماسية أساسية وتصدى لفضائح.

كان آبي يبلغ من العمر 52 عامًا عندما أصبح رئيسًا للوزراء للمرة الأولى في عام 2006، وبات بذلك أصغر رئيس حكومة سنًا في تاريخ البلاد.

وكان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب ولكنه مثل أيضًا الجيل الثالث من سياسيين ينتمون إلى عائلة محافظة من النخبة.

وفي بدايته، كان عهده مضطربًا وشهد فضائح وخلافات وانتهى باستقالته فجأة، بعد تشخيصه بالتهاب تقرحي في القولون. خضع آبي للعلاج لأشهر. وعند عودته إلى السلطة في 2012 قال إنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.

هيمنت على ولايته الثانية، استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها "آبينوميكس"، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية.

وسعى أيضًا إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصًا للأمهات.

كذلك، عمل على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل في 2019 تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون، وكذلك للمساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته. لكن اقتصاد اليابان بدأ بالتراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية.

واعتبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه.

وكان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى سبتمبر 2020، لكن يبدو أن مشاكله الصحية تمكنت منه مجددًا، وأعلن استقالته بسبب المرض.

على المسرح الدولي اتخذ موقفًا حازمًا من كوريا الشمالية، لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران.

وجعل من أولوياته بناء علاقة شخصية وثيقة مع دونالد ترامب، سعيًا للحفاظ على أهم تحالفات اليابان، وحاول إصلاح العلاقات مع روسيا والصين.

وخلال ولايته تصدى لفضائح سياسة ومن بينها اتهامات بالمحسوبية أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكن لم تتمكن من المسّ بسلطته، لأسباب منها ضعف المعارضة السياسية في اليابان.